"الوكالة الدولية للطاقة الذرية" تشيد بالبرنامج النووي السلمي الإماراتي
زار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي، محطات براكة للطاقة النووية السلمية بمنطقة الظفرة بإمارة أبوظبي.
وكان في استقباله السفير حمد الكعبي، الممثل الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمهندس علي الحمادي الرئيس التنفيذي لشركة نواة للطاقة التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية والمسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة، وناصر الناصري الرئيس التنفيذي لشركة براكة الأولى التابعة للمؤسسة والمسؤولة عن الشؤون المالية والتجارية لمحطات براكة.
تقدم كبير
واطلع غروسي خلال الزيارة على التقدم الكبير الذي تحقق خلال مسيرة تطوير محطات براكة، والتي تنتج حالياً كهرباء صديقة للبيئة وتسهم في تسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة في دولة الإمارات، وذلك بعد التشغيل التجاري للمحطة الأولى. كما قام غروسي بجولة في المحطة الثانية في براكة، والتي تم ربطها بشبكة الكهرباء الرئيسية للدولة في أغسطس 2021 ووصلت طاقة مفاعلها إلى 50% للمرة الأولى، في إطار اختبار الطاقة التصاعدي الذي يسبق التشغيل التجاري. كما زار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية المحطتين الثالثة والرابعة، اللتين وصلتا إلى المراحل النهائية من التطوير، حيث بدأت الاستعدادات للمرحلة التشغيلية في المحطة الثالثة، بينما بلغت النسبة الكلية للإنجاز في كافة المحطات أكثر من 96%.
وقال السفير حمد الكعبي بهذه المناسبة: "منذ انطلاقته في عام 2009، قدمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية منهجية واضحة للبرنامج النووي السلمي الإماراتي ومراجعات وعمليات تقييم متواصلة لكافة خطوات البرنامج، حيث ساهم هذا الدعم في ضمان تطوير محطات براكة وفق أعلى المعايير النووية الدولية الخاصة بالسلامة والأمن والجودة وعدم الانتشار النووي. ولا تزال دولة الإمارات ملتزمة بالتعاون الدولي وتبادل المعارف وتطوير أفضل الممارسات لضمان التقدم المستمر في قطاع الطاقة النووية ".
ومن جهته، قال محمد إبراهيم الحمادي: "يسرنا الترحيب بالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في دولة الإمارات وفي محطات براكة للاطلاع على التقدم الملحوظ الذي تحقق خلال تطوير المحطات. وبدعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أصبحت دولة الإمارات الأولى في العالم العربي التي تمتلك مشروعا للطاقة النووية متعدد المحطات في مرحلة التشغيل، كما أصبحت محطات براكة اليوم أكبر مساهم في خفض البصمة الكربونية في المنطقة. وساهم التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في جعل البرنامج النووي السلمي الإماراتي نموذجاً يحتذى به من قبل مشاريع الطاقة النووية الجديدة على مستوى العالم".
مستقبل مستدام وصديق للبيئة
وأضاف الحمادي:" تساهم محطات براكة في ضمان مستقبل مستدام وصديق للبيئة لدولة الإمارات من خلال إنتاج الكهرباء الوفيرة والخالية من الانبعاثات الكربونية يومياً وعلى مدار الساعة لمواكبة الطلب المتزايد، إلى جانب المساهمة في مواجهة ظاهرة التغير المناخي. ونتطلع إلى سنوات عديدة أخرى من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجتمع الطاقة النووية الدولي الأوسع".
والتقى غروسي خلال جولته في محطات براكة بمهندسين إماراتيين ومشغلي مفاعلات ومواهب شابة أخرى تعمل في المحطات. ومع أكثر من 1100 موظف تقل أعمارهم عن 35 عامًا إضافة إلى أكثر من 500 إماراتي تخرجوا في برنامج رواد الطاقة، تلتزم مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بتطوير الكفاءات الإماراتية المتخصصة والقادة المستقبليين لقطاع الطاقة الصديقة للبيئة في الدولة، حيث تم تجهيز فرق العمل التي تقودها الكفاءات الإماراتية بالمهارات والخبرات اللازمة لدعم أحد أحدث برامج الطاقة النووية السلمية في العالم وتحقيق أهداف الاستدامة على الصعيدين المحلي والدولي.
وبهذه المناسبة، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية: "هي فرصة مهمة أُتيحت لي لزيارة محطات براكة، والاطلاع بشكل مباشر على الإنجاز الذي حققته دولة الإمارات العربية المتحدة خلال العقد الماضي عندما أصبحت أول دولة عربية تمتلك وتدير محطات للطاقة النووية".
وأضاف غروسي: "يحتاج العالم إلى الطاقة النووية بل والمزيد منها كجزء لا غنى عنه من الجهود الحالية لحل أزمة المناخ، ولا سيما أن الطاقة النووية هي مصدر للطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية، ويمكنها أيضا توفير كهرباء الحمل الأساسي على مدار الساعة وبغض النظر عن أحوال الطقس لتقوم بدور مكمل للطاقة الشمسية وطاقة الرياح. دولة الإمارات هي واحدة من 32 دولة تشغل حالياً ما مجموعه 442 مفاعلا للطاقة النووية حول العالم، حيث تنتج هذه المفاعلات نحو 10% من احتياجات العالم من الكهرباء وأكثر من ربع إجمالي الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية. ومع تكثيف البلدان لجهودها لتخليص اقتصاداتها من الانبعاثات الكربونية، فإن الاهتمام بالطاقة النووية في تزايد مستمر".
وتواصل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية المضي قدماً نحو توفير ربع احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء الخالية تمامًا من الانبعاثات الكربونية. وعند التشغيل الكامل، ستحد محطات براكة الأربع من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا لأكثر من 60 عامًا. ويقوم البرنامج النووي السلمي الإماراتي بدور ريادي في دعم تحقيق أهداف مبادرة الإمارات الاستراتيجية للحياد المناخي 2050. وبحلول عام 2025، من المرجح أن تكون محطات براكة أكبر مساهم في خفض الانبعاثات الكربونية في إمارة أبوظبي بنسبة 50%، وهو ما يبرز المقدرة الكبيرة للطاقة النووية على إنتاج كهرباء الحمل الأساسي الصديقة للبيئة.
وتوفر المحطة الأولى في براكة الكهرباء الوفيرة والصديقة للبيئة لآلاف الشركات والمنازل في الدولة، حيث تعد المحطة الأولى أكبر مصدر منفرد للكهرباء في العالم العربي. وعند التشغيل الكامل، ستنتج محطات براكة الأربع 5.6 جيجاوات من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية خلال العقود الستة المقبلة.