أنظار الأسواق العالمية تتجه نحو قناة السويس.. ماذا يجري؟
في وقت يجب أن تتجه فيه أنظار العالم لسوق النفط بعد ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية، كان الاهتمام يتجه شرق المتوسط إلى قناة السويس.
في أحد ممرات قناة السويس، كانت سفينة حاويات قد جنحت وسدت المجرى الملاحي، لتظهر مقاطع فيديو مصورة أزمة سفن كبيرة أخف حدة بقليل من تلك التي تكون على البر في الشوارع.
نحو 100 سفينة شحن رست بين البحرين الأحمر والمتوسط، لحين تعويم السفينة العالقة منذ صبيحة أمس الثلاثاء، بحسب ما أعلنت هيئة قناة السويس في بيان لها اليوم الأربعاء، الأمر الذي أثار مخاوف عالمية.
- قناة السويس تستقبل أول سفينة بعد تعويم "الجانحة".. والعمل 24 ساعة
- أسعار النفط تقفز 2.5%.. ما علاقة قناة السويس؟
هذه المخاوف، تنبع من تأثير الحادث على حركة الشحن العالمية وسلاسل التوريد وأسعار النفط، في وقت تسابق فيه السلطات المصرية الزمن لإعادة تعويم الناقلة "إيفرجيفن" التي تبلغ حمولتها الإجمالية 224 ألف طن وطولها 400 متر.
وفي التعاملات اليوم، تحسنت أسعار النفط الخام، بعد الإعلان عن جنوح السفينة، في وقت تواصل فيه الهيئة والإدارات التابعة لها، تعويم السفينة لاستئناف طبيعي في حركة الملاحة البحرية في أهم الطرق الملاحية.
يعود ارتفاع الأسعار إلى مخاوف من تأثر سلاسل إمدادات الخام المتجهة من دول الخليج على وجه الخصوص إلى أوروبا، بينما مضى يوم ونصف على توقف السفينة مكانها، فيما تم تحويل حركة الملاحة إلى مجرى قناة السويس الأصلي.
وتقوم إدارات الهيئة بإزاحة الناقلة نحو منتصف الممر المائي، ترافق ذلك عمليات واسعة لإنزال حاويات من على متنها، لتخفيف حمولتها، حتى يتمكن قاع السفينة من العوم في المياه، بينما هو حاليا يرتطم بقاع الممر.
ماذا حدث بالضبط؟
كانت ناقلة الحاويات العملاقة في طريقها من الصين إلى روتردام الهولندية، حين فاجأتها رياح قوية في الساعة 7:40 صباح أمس الثلاثاء بتوقيت القاهرة باتلزامن مع عاصفة تشهدها البلاد، ما أدى إلى انحراف السفينة وعدم قدرة طاقمها على توجيهها.
هذه الحادثة، تسببت في إغلاق القناة وتعطيل 42 سفينة متجهة شمالا إلى أوروبا، بعضها يتبع "إيفرجرين"، بينما تأثر ما يصل إلى 64 سفينة أخرى متجهة جنوبا، وفقا لما نقلته بلومبرج.
جنوح الناقلة تسبب في مخاوف من توقف الحركة بالقناة لعدة أيام، إذ نقلت بلومبرج عن مصادر أن المحاولات الأولية لم تنجح بسبب ضخامة حجم الناقلة مقارنة بأحجام القاطرات التي تستخدمها الهيئة.
واقترحت المصادر استخدام قاطرات أكبر وذات طاقة أعلى لتوجيه السفينة بعيدا عن جانب القناة، مشيرة إلى أن الشركة مالكة الناقلة تواصلت مع شركة الإنقاذ الهولندية سميت سالفاج لتقديم المساعدة.
التأثير العالمي
ربما تتأثر التدفقات التجارية بين آسيا وأوروبا بشدة إذا استمر الوضع، مما سيؤدي إلى حدوث تأخيرات كبيرة في حالة اضطرار السفن إلى استخدام طريق رأس الرجاء الصالح الأطول من القناة بأسبوع.
وذكرت رويترز اليوم أن نحو 12% من حجم التجارة العالمية يمر عبر قناة السويس الحيوية، منها 30% من ناقلات الحاويات في العالم؛ فيما قالت ستاندرد آند بورز جلوبال إن أكثر البضائع المنقولة عبر القناة هي النفط الخام ومنتجات الطاقة والسلع الاستهلاكية.
وبعد فتح القناة، ستبدأ السفن التي كانت عالقة في التدفق على موانئ الاتحاد الأوروبي، لكنها ستصل متأخرة عن موعدها الأصلي لتجد سفنا أخرى هناك، حسبما قال لارس جنسن، الرئيس التنفيذي لشركة سيل إنتليجنس كونسلتنج.
النفط بالذات يتأثر بسهولة بأي انقطاع في الشحن، إذ يمر نحو 66% من صادرات البترول الخليجي للدول الغربية عبر قناة السويس أو خط أنابيب سوميد الذي يربط الإسكندرية بالبحر الأحمر، حسبما قال رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع الشهر الماضي.
وتشير تقديرات الإدارة إلى أن إغلاق قناة السويس أو خط الأنابيب يعني اضطرار ناقلات البترول القادمة من السعودية إلى الولايات المتحدة لقطع مسافة إضافية تصل إلى 4350 كيلومترا عن طريق رأس الرجاء الصالح.
aXA6IDE4LjExNi4xNC40OCA= جزيرة ام اند امز