من قلب ألمانيا.. غرفة سرية تدير عملية تسليح أوكرانيا
يقع مركز قيادة شحنات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، داخل "عِلّية" أو غرفة بمبنى قديم يعود إلى الحرب العالمية الثانية، جنوبي ألمانيا.
ويتولى أكثر من مائة جندي متمركزين بقاعدة "باتش باراكس" في مدينة شتوتغارت، مهمة إيجاد وإرسال الأسلحة عبر الحدود إلى أوكرانيا، في أول مهمة من نوعها.
وبالنسبة للعميد كريس كينج، أكبر ضابط بريطاني مسؤول في المهمة شديدة الحساسية، "لا يمكن أن يكون الخطر أكبر مما عليه الآن".
مدة طويلة
وقال كينج لصحيفة "التايمز" البريطانية: "أشعر أنه إذا لم نبذل قصارى جهدنا، سنزرع بذور الصراع المستقبلي.. إنها لحظة متعلقة بالأجيال" القادمة.
وتابع "إما أن نساعد أوكرانيا في القتال أو نقبل بأننا ليس طرفا، ولكن خلال السنوات القليلة الماضية، سنقاتل في مكان آخر".
ولا تخطط قوات كينج من لواء الدعم اللوجيستي "104" والزملاء من 14 دولة أخرى الملحقين بالمهمة، إلى الذهاب لمكان آخر قريبا.
وقال كينج: "نخطط للبقاء لسنوات مقبلة"، معربا عن اعتقاده بأن الحرب في أوكرانيا، "لن تنتهي بسرعة".
داخل القاعدة السرية
وكانت "التايمز" أول صحيفة تتمكن من دخول مركز تنسيق التبرعات الدولية التابع للقيادة الأوروبية (IDCC)، والملقب بـ"العلية"، والذي أحيطت بسياج من السرية منذ تأسيسه في مارس/آذار.
ويجلس الجنود والبحارة والطيارون والنساء الذين يشكلون الفريق في مجموعات حول شاشات حواسيب تعرض رسوما بيانية معقدة، أو يتواصلون باستخدام هواتف آمنة، في حال حاول الروس التنصت.
ويعتمد أفراد الفريق على قاعدة بيانات مشتركة، حيث تولي أوكرانيا تحديد الأولويات وفق متطلباتها العسكرية، فيما يمكن للدول الأخرى اختيار الأسلحة التي يمكنها تقديمها.
وفي منتصف الغرفة، هناك شاشة تلفاز كبيرة تستخدم في اجتماع يعقد يوميا الساعة 11 صباحا مع الدول الشريكة بشتى أنحاء العالم، يشارك به جنرال أوكراني أٌعيد إلى الخدمة بعد التقاعد من أجل الحرب.
كما توجد خلية عمليات تتابع حركات الأسلحة وتتعامل مع المعلومات الاستخباراتية التي يمكن مشاركتها بين حلفاء محددين فقط.
طرق سرية
ويعمل الفريق ليلًا ونهارا لتحديد الثغرات وتوزيع الأسلحة إلى أوروبا الشرقية عبر الموانئ، والمركبات، والقطارات، والطائرات. ويستخدمون العديد من الطرق شديدة السرية مباشرة إلى أوكرانيا كإجراء طارئ في حالة قطع طريق أو أكثر.
وبمجرد عبور الحدود تصل الأسلحة إلى أيدي أوكرانيا. وحتى أكبر القادة العسكريين الأمريكيين والبريطانيين لا يعرفون المسارات المحددة التي يتم العبور إلى داخل البلاد، وسط مخاوف من احتمال استهداف الأسلحة.
وقال كينج: "يجب علينا، بالطبع، الحفاظ على ما نفعله آمنا وسريا قدر الإمكان لذا لا نحدد ما نفعله وأين".
قصة المركز
وبعد يومين من توغل الدبابات الروسية عبر الحدود إلى أوكرانيا في 24 فبراير/شباط، تم إرسال كينج ورجاله إلى ألمانيا.
وفي البداية، كان هناك فريقان يعملان بالقاعدة العسكرية الأمريكية مترامية الأطراف في شتوتغارت.
بعدها بشهر، قررت دول أوروبية الانضمام إلى القوات لتشكيل مركز تنسيق التبرعات الدولية التابع للقيادة الأوروبية (IDCC).
وبفضل هذا المركز، تغادر الإمدادات أيدي الغرب وتصل إلى خط الجبهة في أقل من 48 ساعة، ما دفع كينج للقول إن الحرب دخلت الآن "مرحلة حرجة"، ولهذا يتعين علينا "ضمان توصيل كل شيء إلى أوكرانيا بأسرع وقت ممكن".
aXA6IDEzLjU5LjkyLjI0NyA=
جزيرة ام اند امز