مستقبل التكنولوجيا في الأذن لا العين
الكاتبة فومي ريوكاتشي، خبيرة التكنولوجيا، ترى أن الصراع بين البصر والسمع في طرق تداول ومتابعة المعلومات محسوم لحساب البصر.
دائما ما نبصر التكنولوجيا بأعيننا، بداية من تصفح الهواتف وتطبيقاتها المختلفة، إلى أجهزة الكمبيوتر بأنواعها، لكن يبدو أن مستقبل التكنولوجيا لن يركز على أعيننا فقط؛ بل سيكون للأذن شأن عظيم.
يقضي المرء يومه عادة في استخدام التكنولوجيا البصرية فقط، فخلال اليوم الواحد لا تنفك أعيننا وأصابعنا عن العمل على التطبيقات الذكية، فيتم استحضار مئات المعلومات، وتداول العديد منها، فما إن يستيقظ المرء صباحا يأخذ في تصفح مختلف التطبيقات في هاتفه الذكي، وحتى أثناء عمله يتصفح البريد الإلكتروني، ويستخدم برامج مايكروسوفت المكتبية Microsoft Office لإعداد الخطط والتقارير، وعند الانتهاء من العمل يتصفح التطبيقات الترفيهية للذهاب إلى مكان ما مع رفقائه، وبعد الانتهاء من ذلك يعود لتصفح التطبيقات أثناء العودة إلى المنزل.
ولكن ما هو وضع أذننا هنا؟ فهي متاحة معظم الوقت دون شغلها بأية وظيفة من وظائف العين والأصابع، حتى وإن قلنا بأنها تستخدم عند الاستماع إلى الموسيقى أو مشاهدة التلفاز، فلا يعتبر ذلك شيئا مقارنة بالأعين والأصابع، لذا فهي الهدف القادم في طرق تداول المعلومات والمحتويات الترفيهية.
الكاتبة فومي ريوكاتشي، خبيرة التكنولوجيا اليابانية، ترى أنه لا شك في أن الصراع بين البصر والسمع في طرق تداول ومتابعة المعلومات محسوم لحساب البصر، حيث استخدام العين في جميع طرق تداول المعلومات، لذا فنجد أن الأذن ما زالت أداة جديدة يمكن استغلالها في عمليات البحث وتداول المعلومات في المستقبل.
خدمات الإنترنت المتطورة وارتباطها بالأذن
"ريوكاتشي" أوضحت في مقال لها بجريدة أساهي الرقمية اليابانية أن التركيز على ثقافة الإنترنت القائمة على الأذن والسمع وراء ذهاب مستخدمي الإنترنت ممن يقومون باستحضار المعلومات وخدمات الإنترنت وتحديثها فيما بعد إلى الأذن والسمع، باعتبارهم أدوات مهدرة لم يتم استغلالهم بعد.
وذكرت أن تطبيقات التحدث الذكية مثل Amazon Echo وGoogle home وClova، وغيرها من التطبيقات التي تدعم خدمات الإنترنت، قائمة على الأذن والسمع. وإضافة إلى ذلك يعد الواقع الافتراضي VR كذلك أيضا. فلا غنى عن خاصية السمع من أجل توفير شعور حقيقي بمادة العرض، فضلا عن توفير تجارب ثلاثية الأبعاد أكثر واقعية عن طريق استخدام خاصية السمع، حسب ريوكاتشي.
وتقول: "الآن، نجد مستخدمي أجهزة الآيفون معتادين تماما على استخدام سماعات الأذن اللاسلكية، ووضعها في الأذن لأوقات طويلة، وبات أمرا اعتياديا لهم، لأن أجهزة آيفون لم تعد تدعم مقابس سماعات الأذن بداية من جهاز آيفون 7، وربما نجد أن هذه رسالة من أبل فحواها "يمكنك قضاء يومك بوضع السماعات اللاسلكية في أذنيك طوال الوقت دون قلق، دون تكبد عناء المسافة بينك وبين جهاز الآيفون الخاص بك".
ويقترح تطبيق "Animoji" الذي يوفره جهاز آيفون X (الذي يتعرف على الوجه والصوت، وإنشاء شخصية متحركة خاصة بك تعكس تعبيرات وجهك وصوتك، ومن ثم مشاركتها في تطبيق الرسائل)، التواصل الافتراضي مع المستخدمين المتصلين دائما.
وتلفت إلى أن مستقبل تلك التطورات والخواص يتنبأ بخلق عالم افتراضي قائم على "مستخدمي الأذن"، لكن بالنسبة إلى كثيرين ما زال نمط الحياة القائم على وضع سماعات الأذن اللاسلكية دائما طوال الوقت، والاستماع إلى التطبيقات والتحدث إليها، وقضاء اليوم متصلين دائما بالانترنت، شيئا بعيد المنال ولا يمكن استيعابه بصورة كاملة.
تصور المستقبل من خلال "الأذن"
ترى خبيرة التكنولوجيا فومي ريوكاتشي أن العالم الذي يحلم به صناع المستقبل لا يتعلق بالبصر فحسب، بل يمتد إلى اتصال حاسة السمع بالإنترنت. وتقول: "لهذا السبب خصيصا، إذا أردنا العيش في صورة "بشر المستقبل"، المدركين لخصائص العصر الجديد، والسائر على ركب التطور والتقدم فيه، لا بد من الاستماع إلى التطورات التكنولوجية الجديدة والسير معها. فنكتسب عادة الاستماع إلى المعلومات وتداولها بالأذن، ونتكيّف معها, ونتذوق حلاوة التجارب ثلاثية الأبعاد القائمة على السمع".
"ريوكاتشي" قالت إن "علينا العيش باستخدام حاسة السمع بصورة أكبر"، وأضافت: "شركة أبل خطفت أنظار وقلوب الشباب بجهاز آيبود قبل طرحها لجهاز آيفون. كما أننا إذا عدنا إلى الوراء، نجد الكثير من الشباب قضوا أوقاتهم بصحبة جهاز الـ ووك مان. وكثيرٌ منهم قاموا بمذاكرة دروسهم بالاستماع إلى المذياع، وفي نهاية العام حصلوا على العديد من الشهادات والجوائز التقديرية". فما يطرأ على الأذن لا يقتصر على الموسيقى فحسب، فنيابةً عن دليل خدمات الإنترنت، والأجواء ثلاثية الأبعاد، نجد أن "حساسية تحرك العاطفة من خلال الأذن" أكثر حدّة من الشباب الذين عاصروا عالم تطغى عليه العروض المرئية.
وتقول الخبيرة اليابانية إنك إذا كنت تضع سماعات الأذن طوال الوقت فيمكنك دائما التحكم في جهازك بدون أي عوائق، ويبدو أنه مفيد كالمصادقة البيومترية التي يمكن استخدامها في الحركات والإشارات الطبيعية، وتهدف للتسويق لخدمات التوجيه الصوتي من أجل الحفاظ على سلامة منشآت البنية التحتية المهمة كمحطات الكهرباء النووية والمياه بهدف حمايتها من أي اختراق إلكتروني خارجي، بالإضافة إلى سرية الأمن والاتصالات اللاسلكية، ومحتويات المحادثات، والمواقع الطبية، وما إلى ذلك من الخدمات المقرر تفعيلها والتسويق لها خلال عام 2018".
وظهرت تقنيات أخرى أيضا لاستخدام الأذن لفتح قفل الهواتف الذكية، فيقوم تطبيق فتح القفل "ERGO lock screen" بذلك عن طريق توجيه الطرف السفلي للشاشة إلى حلمة الأذن، ويتعرف عليه إذا كان مسجلاً من خلال آلية مستشعر ضغط شاشة اللمس، ومستشعر التسارع، وتم طرحه ضمن تطبيقات أندرويد منذ العام الماضي مقابل رسوم استخدام له.
aXA6IDMuMTMzLjExOS4yNDcg جزيرة ام اند امز