أستراليا والصين.. هل تطفئ المحادثات جمرة "أوكوس"؟
حين ولدت الشراكة الأمنية الأمريكية البريطانية الأسترالية (أوكوس) أقلق صداها منام قادة الصين في عام 2021.
لكن حمم البركان الثلاثي للاتفاقية الموقعة قبل عامين، أخذت في الهدوء وسط المحيط الهادئ بعد حالة غليان عاشتها الصين، وإدانة واسعة لمشروع كانبيرا بنشر أسطول من الغواصات العاملة بالطاقة النووية.
واليوم الخميس، انخرطت الصين وأستراليا في محادثات بشأن مسائل دفاعية وصفت بأنها جرت "في جو مهني"، وفق الجانب الأسترالي.
خطوة عسكرية مهمة من جانب بكين وكانبيرا تمثل أول اجتماع رسمي لمسؤولي دفاع من الصين وأستراليا منذ العام 2019، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.
وكان مسؤولون أستراليون في كانبيرا قد استقبلوا الأربعاء وفدا من الجيش الصيني لإجراء حوار يركز على قضايا الأمن الإقليمي، وفقا للناطق باسم وزارة الدفاع الأسترالية.
محادثات لنصف يوم
محادثات صينية أسترالية استمرت نصف يوم، تعد أحدث علامة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد تجميدها، رغم الجدل حول تنامي النفوذ الدبلوماسي والعسكري لبكين في منطقة المحيط الهادئ.
وبعد إعلان مارس/آذار 2021، شنت الصين هجوما دبلوماسيا عنيفا على أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة، محذرة إياها من السير في "طريق خاطئ وخطر".
قلق صيني بدا نابعا من تفاصيل الاتفاق الثلاثي طويل الأجل لتزويد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية ومسلحة بصواريخ كروز.
وتعرف هذه الشراكة باسم أوكوس وستؤدي إلى استبدال كانبيرا لأسطولها من الغواصات التي تعمل بالديزل بأخرى تعمل بالدفع النووي، وبشكل خفي ونطاق عملاني أكبر بكثير.
وهذا الاستبدال سيتم أولا عبر شراء غواصات أمريكية ثم من خلال صنع نوع جديد من الغواصات على الأراضي الأسترالية بتصميم مشترك بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا.
وتعمل حكومة يسار الوسط الأسترالية على إحياء العلاقات مع الصين منذ وصولها إلى السلطة في مايو/أيار 2022.
ورحّب وزير الدفاع ريتشارد مارليس الذي التقى مرتين في العام 2022 الجنرال الصيني وي فنغي على هامش اجتماعات إقليمية، باستئناف "الحوار الطبيعي" بدون إعطاء مزيد من التفاصيل حول المحادثات.
ما هي أوكوس؟
في عام 2021، وقعت واشنطن ولندن وكانبيرا اتفاقية شراكة أمنية ثلاثية تهدف لتعزيز أمن منطقة المحيطين الهادئ والهندي عبر مساعدة أستراليا على امتلاك أسطول غواصات نووية.
وتمنح (أوكوس) الدول الثلاث حق تبادل المعلومات والمعرفة في المجالات التكنولوجية الرئيسية مثل الذكاء الاصطناعي والأنظمة الإلكترونية والأنظمة التي تعمل تحت الماء وقدرات شن هجوم بعيد المدى.
والجانب الأكثر قلقا للصين هو وجود عنصر نووي في الاتفاق الذي تشارك فيه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة معرفتهما حول كيفية الحفاظ على البنية التحتية للدفاع النووي.
وإثر ذلك، علقت بكين الاجتماعات الدبلوماسية رفيعة المستوى وفرضت رسوما جمركية مرتفعة على الصادرات الأسترالية الرئيسية مثل الشعير ولحم البقر والنبيذ في العام 2020، في ذروة الخلاف مع الحكومة المحافظة السابقة.
aXA6IDE4LjIyNi4yNDguODgg جزيرة ام اند امز