أستراليا تستخدم القهوة في مواد البناء.. مشروع صديق للبيئة
تعرف مدينة ملبورن الأسترالية، ضمن أبرز الوجهات التي تقدس القهوة، ويجتمع سكانها وزوارها على عشقهم لهذا المشروب العالمي.
هذا الحب الشديد للقهوة في ملبورن، كانت له نتائج سلبية على الجانب الآخر، وهو ارتفاع حجم مخلفات القهوة، التي يتسبب التخلص منها في إنتاج معدلات مرتفعة من الانبعاثات الكربونية الضارة.
وتقول صحيفة "واشنطن بوست"، إن أستراليا تنتج حوالي 83000 طن من القهوة سنويا، وعمليات التخلص من مخلفات هذا الكم من البن، تسبب معدلات مرتفعة للغاية من الانبعاثات وغاز الميثان، وغازات أخرى مختلفة تتسبب في رفع معدلات الاحتباس الحراري.
حل علمي
وأوضحت الصحيفة، أن علماء في معهد ملبورن الملكي للتكنولوجيا، يعملون حاليا على إيجاد حلا لاستخدام مخلفات البن الضخمة في ملبورن، بطريقة تكون مفيدة للبيئة، تحقق بها إعادة التدوير، دون أن تتسبب في إنتاج معدلات مرتفعة من الانبعاثات.
والمشروع يهدف لإعادة تدوير كميات البن، واستغلال ما يتم إنتاجه سنويا من مخلفات القهوة في أستراليا، وإضافتها للأسمنت المستخدم في بناء المنازل، لتقويته، وجعل مواد البناء أكثر استدامة وأكثر قوة في نفس الوقت.
وكانت النتيجة الأولية للتجربة أن إضافة مخلفات البن المتفحم، زادت من قوة الأسمنت بنسبة 30%، أكثر مما كان عليه سابقا.
والتجربة العلمية بالكامل، تم نشرها عبر صحية العلوم والدراسات البحثية الخاصة بإحدى المبتكرات في مجال الاستدامة، وهي صحيفة Journal of Cleaner Production.
خطوة على طريق الاستدامة
وتقول "واشنطن بوست"، إن هذه التجربة الرائدة، تمثل خطوة على طريق تحقيق الاستدامة، وتعد واحدة من تجارب عديدة مشابهة، يعمل عليها العديد من العلماء، الباحثين عن أفضل السبل للحد من الانبعاثات الكربونية الضارة.
ومجال إنتاج مواد البناء، أحد المجالات المبشرة فيما يخص حسن استغلال المخلفات المختلفة، التي يتسبب إتلافها في معدلات مرتفعة من الغازات الضارة، ويكون حل إعادة تدوير هذه المخلفات بإضافتها لمواد البناء، هو الأسلوب الأمثل للتخلص من مخاطرها على البيئة.
وإلى جانب مشروع إعادة تدوير مخلفات البن، يعمل معهد ملبورن الملكي للتكنولوجيا على مشروعات استدامة أخرى.