"الصحة العالمية": نقص التمويل يهدد الاستعداد لمفاجآت المناخ
أعرب ريتشارد برينان،مدير الطوارئ الصحية الإقليمي بمنظمة الصحة العالمية، عن قلقه من أن نقص التمويل، قد يعوق الاستعداد لمفاجآت المناخ.
وأظهرت كارثة الفيضانات الأخيرة في ليبيا، ومن قبلها في باكستان، أن تغيرات المناخ يمكن أن تفاجئ إقليم شرق المتوسط بطوارىء صحية، تحتاج إلى التمويل الكافي لمواجهتها، ولكن بالرغم من زيادة الكوارث، وزيادة الحاجة للتمويل، فإن المخصصات التي تأتي من الدول المانحة ثابتة ولم تتغير، كما أكد برينان في إحاطة إعلامية حول الطوارىء الصحية في الإقليم، تم تنظيمها أمس.
ورغم أن برينان، يتفهم مبررات الدول المانحة لعدم الاستجابة لزيادة مخصصات التمويل، بسبب أزمات اقتصادية داخلية تعاني منها، وتدفق عدد من المهاجرين واللاجئين عليها، ونشوب الحرب الأوكرانية الروسية، التي أضافت أزمة جديدة، تحتاج هي الأخرى لدعم وتمويل، إلا أنه يؤكد "ليس أمامنا من سبيل سوى وضع أزمات المنطقة على أجندة الاهتمام العالمي في المحافل الدولية، ومن ناحية أخرى، إدارة ما لدينا من تمويل بطريقة رشيدة، تحسن ترتيب الأولويات".
ووفقا لمنطق الأولويات الذي تحدث عنه برينان، فإن التمويل يجب أن يوجه أولا إلى الاحتياجات المنقذة للحياة، والمرافق الصحية والأدوية والعاملين الصحيين.
ولفت إلى أن تغير المناخ، وما ترتب عليه من ندره في المياه الصالحة للشرب والزراعة، وظواهر جامحة مثل الفيضانات، تسبب في عوده أوبئة كانت قد اختفت مثل الكوليرا التي عادت إلى تسع دول من دول الإقليم، والحصبة التي عادت إلى 10 بلدان، وزاد من حجم هذه الأزمة أن المنطقة تعاني من نزاعات وصراعات مسلحة أفقدت أنظمتها الصحية القدرة على المواجهة.
ومن حانبه، أوضح د.أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، أن بلدان إقليم شرق المتوسط تواجه عددا غير مسبوق من الطوارئ الصحية الناتجة عن هشاشة الدول والصراعات، والظواهر المناخية الجامحة بسبب تغير المناخ وغيرها من الكوارث الطبيعية، وحالات النزوح الجماعي، وصور التفاوت الاقتصادي.
وقال إنه "حتى منتصف عام 2023، زاد عدد من احتاجوا إلى مساعدات إنسانية، ومنها مساعدات إنسانية صحية، عن 363 مليون إنسان على مستوى العالم منهم 140 مليون إنسان في إقليمنا وحده"، مشيرا إلى أن هذا العدد سيزيد مع حالات الطوارئ الأخيرة، ومنها كارثة الفيضانات التي ضربت ليبيا والنزاع المسلح المستمر في السودان.
وأوضح أن تأثير تغير المناخ على إقليمنا بلغ مستوى مقلقًا، ففي عامي 2022 و2023، شهد الإقليم خمس من بين أكبر 10 كوارث طبيعية حدثت في العالم، ومنها الجفاف والفيضانات الجارفة والزلازل.
وأضاف أن هناك تزايد في فاشيات الأمراض بالإقليم، ويعد تغير المناخ أحد أسباب ذلك، ومنها فاشيات لأمراض سبق القضاء عليها، حيث تم في عام 2023، توثيق 63 فاشية للأمراض حتى الآن، يتسبب كل منها في إصابات ووفيات يمكن الوقاية منها.
aXA6IDE4LjIyMy4yMzcuMjQ2IA== جزيرة ام اند امز