معجم المناخ.. هذه نقطة اللاعودة
عادةً ما يُشير مصطلح "نقطة اللاعودة" إلى النقطة الحرجة التي لا عودة بعدها إلى الوضع السابق، والانتقال إلى نظام جديد.
ويمكن تشبيهها أيضًا بالعتبة التي تحدث بعدها تغييرات جذرية. ويُطلق على هذا المصطلح أيضًا اسم "نقطة التحوّل"، وفي بداية القرن الحادي والعشرين، ومع تفاقم آثار التغير المناخي، قدمت "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ" (IPCC)، مفهوم نقاط التحوّل أو اللاعودة، وقتها كان الاعتقاد السائد أنّ وصولنا لهذه النقاط، لن يحدث إلا إذا ارتفع متوسط درجات حرارة الأرض إلى درجات مئوية أعلى من عصر ما قبل الصناعة، علمًا بأنّ متوسط درجات الحرارة العالمية اليوم بين 1.1 و1.2 درجة مئوية، وهي في زيادة.
بعض من عناصر اللاعودة
حدد الباحثون بعض المناطق الساخنة على سطح الأرض، التي تؤثر بشكل كبير على سطح الأرض، وعند وصولها إلى نقطة اللاعودة، قد تحدث كوارث كثيرة لا رجعة فيهالا، من ضمنها:
غرينلاند
بين عامي 1992 - 2018، فقدت غرينلاند 4 تريليونات طن من جليدها، وما زال فقدان الجليد قائمًا، المشكلة الكبرى هي أنّ فقدانها للجليد تمامًا، قد يتسبب في رفع مستوى سطح البحر بما يزيد على 6 مترًا.
صفيحة القطب الجنوبي الجليدية الغربية
ترتكز الصفيحة الجليدية في القطب الجنوبي، وتضم كمية كبيرة جدًا من الجليد، لكن زادت وتيرة ذوبانه، وصار معدل فقدانه للجليد 175 مليار طن سنويًا بين عامي 2012 إلى 2017. ومع زيادة متوسط درجات حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية عن مستويات عصر ما قبل الصناعة، قد يذوب هذا الجليد، ما يتسبب في رفع مستوى سطح البحر بمقدار 3 مترًا.
الطبقة الجليدية في شرق القطب الجنوبي
وهي بمثابة أكبر كتلة جليدية على سطح الأرض، وإذا ذابت؛ فقد يتسبب هذا في رفع مستوى سطح البحر بمقدار 52 مترًا، وقد يحدث هذا إذا ارتفع متوسط درجات حرارة الأرض عن 7.5 درجة مئوية عن مستويات عصر ما قبل الصناعة.
دوران انقلاب خط الزوال الأطلسي
وهو يتضمن نقل المياه السطحية الدافئة من الجنوب إلى الشمال؛ وهناك تبرد، وتعود مرة أخرى للجنوب، ما يساعد في حفظ توازن درجات حرارة المسطحات المائية، ويلعب الماء المالح دورًا مهمًا في هذه العملية، ومع ذوبان الجليد، الذي يحتوي على مياه عذبة، يدخل الماء العذب في تلك الدورة، ما يؤثر بالسلب عليها، تتأثر حركة مياه المحيط الأطلسي، وقد تتأثر درجات الحرارة وتوزيع الأمطار، وقد يحدث هذا الخلل مع ارتفاع متوسط درجات حرارة الأرض عن 4 درجات مئوية.
غابات الأمازون المطيرة
تُسمى غابات الأمازون بـ"رئة العالم"، وهي تقع في أمريكا الجنوبية، وتساعد على امتصاص كميات كبيرة جدًا من غاز ثاني أكسيد الكربون، ومع تزايد قطع الأشجار وحرائق الغابات، قد يؤثر ذلك على دورات المياه والكربون، وقد تصل غابات الأمازون إلى نقطة اللاعودة عند 3.5 درجة مئوية.
هل وصلنا لنقطة اللاعودة؟
حسنًا، هذا يدفعنا للنظر إلى الوراء قليلًا، تحديدًا في نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2005، عندما نشر باحثان دراسة في دورية "جورنال أوف كلايمت" (Journal of Climate)، تقول الدراسة إننا وصلنا بالفعل إلى نقطة اللاعودة، وحدث ذلك بين عامي 1988 - 2005. وذلك بعدما راقب الباحثان سمك الجليد البحري في القطب الشمالي، ولاحظا ذوبانه، ما أدى إلى ترققه بمقدار 1.31 متر. حصل مؤلفا الدراسة على تلك المعلومات بعد تحليل بيانات الأقمار الصناعية.
من جانب آخر، بعد مراجعة "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ" (IPCC)، الأبحاث والدراسات الأخيرة، قدرت أنّ نقطة اللاعودة قريبة جدًا، وقد تحدث مع زيادة درجات الحرارة بين 1 و2 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الصناعة.