ما هي المساهمات المحددة وطنيًا؟
تُقدم الدول الموقعة على اتفاق باريس خطة كل 5 سنوات للمساهمات المحددة وطنيًا.. فما المقصود بها؟
في عام 2015، اجتمعت الأطراف على طاولة باريس في مؤتمر (COP21)؛ لمناقشة الإجراءات اللازمة للتعامل مع التغيرات المناخية، وخرجت "اتفاقية باريس" الشهيرة، التي تضم مجموعة من البنود المهمة، ودخلت حيز التنفيذ في عام 2016، من ضمن الإجراءات المتخذة لتخفيف الانبعاثات، هي «المساهمات المحددة وطنيًا» (NDCS)، التي تُلزم الدول بتحديد انبعاثاتها من الغازات الدفيئة.
اعتبارًا من فبراير/شباط 2020، وقعت 194 دولة والاتحاد الأوروبي على اتفاقية باريس، وهذا أمر جيد؛ فمنهم 188 دولة والاتحاد الأوروبي، مسؤولون عن 97% من الانبعاثات العالمية. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، كانت 151 دولة، قد قدمت مساهماتها المحددة وطنيًا محدثة.
ما هي المساهمات المحددة وطنيًا؟
هي خطة للعمل المناخي، تُقدمها الدول الأطراف الموّقعة على اتفاقية باريس، وفيها تُحدد كل دولة التزاماتها لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وإزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، من أجل الحفاظ على متوسط درجات الحرارة العالمية أقل من 2 درجة مئوية عن عصر ما قبل الصناعة. وعلى الدول الأطراف تقديم خطتها من المساهمات المحددة وطنيًا كل 5 سنوات.
كيف تعمل آلية المساهمات المحددة وطنيًا؟
حسنًا، لنفترض أنّ لدينا دولة (س)، مكونة من قطاعات مختلفة، مثل: الصناعة والزراعة والنقل وهيئات الطاقة والمؤسسات الأخرى، وينتج عنها كمية محددة من الانبعاثات سنويًا، لتكن 110 مليون طن، قدمت هذه الدولة في عام 2020، مساهماتها المحددة وطنيًا، ولتكن 100 مليون طن من الانبعاثات.
في هذه الحالة، تعمل الدولة داخليًا على تخفيف كميات الانبعاثات الغازية من قطاعاتها المختلفة، والتكيف مع الظروف والعواقب المناخية المحتملة، مع الأخذ في الاعتبار أنّ المساهمات المحددة وطنيًا، تحقق التوازن بين طموح خفض الانبعاثات والمطالب الأخرى المهمة، مثل: دفع الفقر. وتقود واحدة من وزارات الدولة متابعة ورصد التقدم في إجراءات التخفيف من الانبعاثات، وتُقدم خطط الدولة في المساهمات المحددة وطنيًا.
محاولات واقعية
لنأخذ تشيلي كدراسة حالة واقعية، من أهم الأساليب التي تتبعها تشيلي، لتحقيق أهدافها المناخية، هي العمل على قطاع النقل الكهربائي، بحيث يزيد اعتمادها على الكهرباء النظيفة بنسبة 80% بحلول العام 2040.
تعمل جمهورية الدومينيكان على تجديد حركة النقل، وهي مصدر أساسي للانبعاثات، وذلك عبر التحوّل إلى وسائل النقل الكهربائية، من أجل تحقيق أهدافها المناخية.
على الرغم من امتلاكها 75% من احتياطي الفوسفور في العالم، إلا أنّ المغرب، قررت تقليل انبعاثات صناعة الفوسفات، واتخاذ إجراءات تخفيف الانبعاثات في 7 قطاعات مختلفة؛ لخفض انبعاثاتها بحلول 2030، لما يقرب من 46%.
تهدف بنما إلى استعادة 123555 فدان من الغابات، ووضعت 10 قطاعات في إطار خطة المساهمات المحددة وطنيًا؛ لزيادة هدفها من تقليل الانبعاثات بنسبة 11.5% بحلول العام 2030.
وتُعد رواندا أول دولة إفريقية تقدم المساهمات المحددة وطنيًا، ووضعت هدفًا؛ لخفض الانبعاثات بنسبة 38%، بحلول العام 2030، وتحقيق التكيف عبر القطاعات الرئيسية، مثل: المياه والصحة والنقل والزراعة والتعدين.
تُعد المساهمات المحددة وطنيًا وسيلة فعّالة لخفض الانبعاثات، وتحقيق الأهداف المناخية التي تصبو إليها الدول الأطراف، لكن هل تستطيع الدول تحقيق أهدافها حقًا؟
aXA6IDMuMTM4LjY5LjM5IA==
جزيرة ام اند امز