معجم المناخ.. "السخام" أخطر ملوث على وجه الأرض
ينتشر مصطلح "السخام"؛ فما هو؟ ولماذا علينا الحد منه؟
صيغ مصطلح "الكربون الأسود" لأول مرة على يد عالم الفيزياء الصربي "تيهومير نوفاكوف"، ويُعرف الكربون الأسود أيضًا باسم "السخام"، وربما هذا هو الاسم الأكثر شيوعًا له. لكن قبل نوفاكوف لاحظ الكيميائي الإنجليزي الشهير "مايكل فاراداي" أنّ الكربون الأسود يتكون نتيجة الاحتراق غير الكامل للوقود الأحفوري. وبدأ استخدامه في الانتشار إلى أن صار واحدًا من أهم المصطلحات التي يجب صياغتها في معجم المناخ، باعتباره أحد مسببات ارتفاع درجات الحرارة وتغير المناخ.
الكربون الأسود
من اسمه، إنه أسود اللون، وأحد أبرز الجسيمات الدقيقة الملوثة للهواء، وعادةً ما ينشأ الكربون الأسود؛ نتيجة الاحتراق غير الكامل للوقود الأحفوري أو الكتلة الحيوية أو الوقود الحيوي، وتعتبر حرائق الغابات، هي أكبر مصدر طبيعي للكربون الأسود. وهناك بعض الصور الأخرى الموّلدة له، والتي قد تكون جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية لبعض البشر، مثل: مواقد الطهي وحرق الأخشاب ومحركات الديزل.
تُطلق الولايات المتحدة الأمريكية نحو 8% من انبعاثات الكربون الأسود، بينما تطلق البلدان النامية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، ما يقرب من 75% من إجمالي انبعاثات الكربون الأسود العالمية، والتي غالبًا ما يكون مصدرها وقود الطهي أو حرق الخشب للتدفئة، ما يؤثر بالسلب على صحة النساء.
الكربون الأسود والتغير المناخي
يُعد الكربون الأسود أحد المساهمين الأساسيين في تغير المناخ العالمي؛ فهو قادر على امتصاص أشعة الشمس بقوة، ما يتسبب في رفع درجات حرارة الكوكب، وتتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري. كما أنه ينتج من الاحتراق غير الكامل للوقود الأحفوري -كما ذكرنا- وفي أثناء عملية الاحتراق هذه، تنطلق غازات دفيئة، مثل: أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون ومركبات عضوية متطايرة أخرى. وهي غازات دفيئة مشهورة.
قد يبقى غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لمئات أو آلاف السنين، لكن الكربون الأسود، باعتباره جسيمًا دقيقًا؛ فقد يبقى عالقًا في الغلاف الجوي من أيام إلى أسابيع، وعادةً ما يُزال من الغلاف الجوي مع الأمطار أو الثلوج، وله العديد من التأثيرات المباشرة وغير المباشرة على المناخ. من جانب آخر؛ فهو يُضر بالنظم البيئية المختلفة، ويقلل الإنتاجية الزراعية. بل ويمتد أثر إلى صحة الإنسان، وقد يتسبب في بعض الأمراض، مثل: أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية.
التأثير الحراري
التأثير الحراري لطن واحد من الكربون الأسود، يعادل التأثير الحراري لـ 900 طن من غاز ثاني أكسيد الكربون على مدار 100 عام؛ إذ يتمتع الكربون الأسود بتأثيرات احترارية أكبر من غاز ثاني أكسيد الكربون. على الرغم من أنّ الكربون الأسود يبقى في الغلاف الجوي لفترة أقصر بكثير من ثاني أكسيد الكربون، لكنّ تأثيره قوي وملحوظ.
يحتاج البشر للحد من استخدام الكربون الأسود، وتخفيف الاعتماد عليه؛ فآثاره لا تتوقف عند المناخ، بل يلوث الهواء، ويؤثر على صحة الإنسان بالسلب، ويتبع ذلك آثار اقتصادية كثيرة، قد يصعب السيطرة عليها.
aXA6IDE4LjIyMy40My4xMDYg
جزيرة ام اند امز