دراسة: تغير المناخ يؤدي إلى المزيد من وفيات الملاريا
فحصت دراسة جديدة من جامعة جوتنبرج السويدية، نشرت تفاصيلها على الموقع الرسمي للجامعة، سجلات الكنيسة وبيانات الطقس التاريخية في دول الشمال، لإظهار أن خطر الوفاة بسبب الملاريا كان أعلى إذا كان الصيف السابق حارا.
ويشكل التأثير المتزايد لتغير المناخ على صحة الإنسان تهديدا عالميا حادا في القرن الحادي والعشرين، ولا يؤثر ارتفاع أنواع معينة من الظواهر الجوية المتطرفة على الأفراد فحسب، بل يضع أيضا النظم البيئية المرتبطة ارتباطا وثيقا بصحتنا تحت الضغط.
ويقول تزو تونغ تشين، طالب الدكتوراه في جامعة جوتنبرج، الذي درس العلاقة بين الظروف الجوية والوفيات الناجمة عن الملاريا في بلدان الشمال الأوروبي في عصر ما قبل الصناعة: "مع ارتفاع درجة حرارة المناخ، هناك خطر عودة الأمراض التي تنقلها الحشرات إلى المناطق التي تم القضاء عليها سابقًا، وكانت الملاريا منتشرة في بلدان الشمال الأوروبي حتى بداية القرن العشرين، ويمكننا أن نتعلم من حالات تفشي الملاريا التاريخية تحسين القدرة على الصمود في المستقبل".
تأثير المناخ على الوفيات
وتكشف النتائج أن المناخ كان له تأثير واضح على انتقال الملاريا والوفيات في الدنمارك والسويد وفنلندا، وكان من الممكن ربط تفشي الملاريا بفصول الصيف الدافئة في العام السابق، في حين تبع ذلك ارتفاع معدل الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب إذا كان الربيع باردا، ولعب هطول الأمطار دورا أقل في هذا السياق.
ويقول تزو تونغ تشين: "قد يرجع ارتفاع معدل الوفيات بعد فصل الربيع البارد إلى كون الناس أقل قدرة على الصمود نتيجة لنقص الغذاء عندما فشل الحصاد، وقد سمح الصيف الدافئ في العام السابق لعدد أكبر من البعوض المصاب بالملاريا بالفقس، والذي يقضي الشتاء في الداخل قبل أن يبدأ في النمو ويعض الناس في العام التالي".
سجلات الرعية
وأثبت تزو تونغ تشين العلاقة بين الوفيات الناجمة عن الملاريا والظروف الجوية من خلال فحص البيانات المتعلقة بأسباب الوفاة من سجلات الكنيسة المحفوظة في كل أبرشية بالإضافة إلى بيانات الطقس للفترة التي شملتها الدراسة (1749-1859)، وكان هناك رابط واضح، على الرغم من أنه من المحتمل أن عوامل أخرى مثل الاكتظاظ ساهمت أيضا في الاختلافات في هذه الروابط المعقدة.
ويقول تزو تونغ تشين: "لكن ما لا يقل عن 20 بالمائة من الاختلافات في الوفيات الناجمة عن الملاريا يمكن تفسيرها بالمناخ، وكانت الوفاة بسبب الملاريا شائعة جدا في هذه الفترة، وتشير التقديرات إلى أن حوالي 1-2 بالمائة من جميع الوفيات كانت ناجمة عن الفيروس الذي ينقله البعوض، والذي يُطلق عليه غالبا اسم (قشعريرة) في سجلات الكنيسة".
وجهات نظر
ويتضمن تأثير المناخ الأكثر دفئًا في بلدان الشمال الأوروبي على الأمراض التي تنقلها الحشرات عدة عوامل، أولاً، ستكون هناك مساحة أكبر في منطقة الشمال حيث تصبح البيئة مناسبة لانتشار الحشرات المسببة للأمراض، ثانياً، سيكون الموسم الذي تنشط فيه هذه الحشرات ويمكن أن تنشر المرض أطول، وأخيراً، قد يصبح خطر رؤية المزيد من الحالات المصابة أعلى.
ويقول تزو تونغ تشين "إننا نشهد بالفعل تحرك حمى الضنك وفيروس زيكا وفيروس غرب النيل شمالًا في أوروبا مع انتشار البعوض النمر الذي يحمل هذه الأمراض".
aXA6IDMuMTQ3LjYwLjYyIA== جزيرة ام اند امز