ظهور الملاريا في أمريكا.. تهمة جديدة بدفتر "المناخ"
ليس جديدا أن يتم تشخيص إصابات بالملاريا في أمريكا، لكن الجديد أن تكون الحالات المصابة ليس لها تاريخ في السفر إلى المناطق الموبوءة.
ووفقا لتقرير نشره خبراء في الجامعة على موقعها الإلكتروني، فإنه يتم تشخيص حوالي ألفي حالة ملاريا سنويا في أمريكا، تكون الغالبية العظمى منها لأشخاص سافروا إلى الخارج، ولكن المختلف هذه المرة أن جميع الحالات الحديثة التي تم تشخيصها مؤخرا في ولايتي فلوريدا وتكساس، ليس لها تاريخ مع السفر، مما يشير إلى أن البعوض الذي ينشر طفيلي "البلازموديوم"، المسبب للملاريا، أصبح موجودا بأمريكا.
وتحمل بعوضة "الأنوفيليس" هذا الطفيلي، وعندما تلدغ شخصا تنقله له، ثم تأتي بعوضه أخرى غير حاملة للمرض، فتلدغ الشخص المصاب، فينقل لها المرض، ومن ثم تنقله البعوضة لآخرين.
وكان هذا البعوض الناقل للملاريا شائعا في الولايات المتحدة، ولكن الجهود واسعة النطاق لتقليل أعداد البعوض، والتي بدأت منذ أكثر من 70 عاما، قضت على المرض إلى حد كبير، وكانت الحالات المصابة به سنويا، لأشخاص سافروا إلى الخارج في المناطق الموبوءة بالمرض، ولكن اكتساب العدوى داخليا هذه المرة، يشير إلى أن ما كان العلماء يحذرون منه حول تأثيرات تغير المناخ، بدأ يحدث بالفعل، كما تقول شونا جوناراتني، خبيرة في طب المناطق المدارية وطب السفر بجامعة كولومبيا.
وتوضح أن "عالم الاحترار له تأثيرات إيجابية على تعداد البعوض، مما يسمح ليرقاته بالنضوج بشكل أسرع وتسبب البعوض في لدغ البشر، كما أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى تقصير فترة حضانة بعض الأمراض التي ينقلها البعوض، مثل الملاريا، مما جعلها معدية بسرعة أكبر، كما أن زيادة هطول الأمطار في بعض مناطق العالم والولايات المتحدة، نتيجة تغير المناخ يؤدي إلى توسع الغطاء النباتي ومواقع تكاثر البعوض".
وتضيف أنه" نظرا لارتفاع درجات الحرارة والمناخ الأكثر رطوبة، فإن ذلك يؤدي إلى زيادة أعداد البعوض وانتقال الأمراض، لذلك بدأنا نرى الملاريا في أماكن قد اختفت منها، أو تظهر فيها لأول مره".
وتوقعت دراسة أمريكية لباحثين من جامعة "جورج تاون" نشرتها دورية " بيولوجي ليترز" في فبراير (شباط) الماضي، توسع نطاق انتشار الملاريا، وقالت تلك الدراسة إنه "مع ارتفاع درجات الحرارة، من المتوقع أن تزحف العديد من أنواع الحشرات الاستوائية التي كانت في السابق محصورة في الأجزاء الأكثر دفئا من العالم، بعيدا عن خط الاستواء".
وأوضحت الدراسة أن "البعوض الناقل للملاريا أصبح يرفرف بأجنحته الصغيرة في أماكن جديدة في إفريقيا، وسينتقل لأماكن أخرى من العالم، لينشر المرض، الذي يوصف بأنه من أكثر الأمراض فتكا في العالم، حيث يقتل 600 ألف شخص سنويا".
والبعوض بشكل عام، كما يوضح، محمد الحديدي الأستاذ بالشعبة الطبية بمدينة زويل لـ "العين الإخبارية"، من الحيوانات ذات الدم البارد، وهي الحيوانات التي لا يمكنها تنظيم درجة حرارة جسمها الداخلي، وفقا للمستوى المطلوب، وتواصل تغيير درجة حرارتها، وفقا للتغيرات في درجة حرارة البيئة الخارجية.
ويقول إن "ارتفاع درجة الحرارة يضع البعوض في ضغط تطوري للحفاظ على حياته، فيتكيف مع درجات الحرارة العالية، لذلك تشير الدراسات، إلى إنه في غضون عقد واحد فقط، زاد عدد المناطق التي تتواجد فيها البعوضة الناقلة للملاريا ثلاثة أضعاف".
aXA6IDMuMTQ1LjE1NC4yNTEg جزيرة ام اند امز