من اليابان.. نشاط زخم للرئيس المعيّن لـCOP28 لدفع العمل المناخي
خلال زيارته لليابان أجرى الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس المعيّن لمؤتمر الأطراف COP28، لقاءات واجتماعات مثمرة مع مسؤولين يابانيين، ناقش خلالها سبل التوصل إلى الحلول المنشودة خلال COP28.
وقد رحب رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا بالاجتماع الوزاري الأول لمبادرة الشراكة الاستراتيجية الشاملة، الذي عقد بين وزيرة الخارجية يوكو كاميكاوا والدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات، والرئيس المعيّن لمؤتمر الأطراف COP28.
وتأتي هذه الزيارة في إطار حرص قيادة البلدين على تطوير العلاقات الثنائية والارتقاء بها في مختلف المجالات بما يحقق مصالح البلدين الصديقين، ولمتابعة مخرجات زيارة فوميو كيشيدا رئيس الوزراء الياباني إلى دولة الإمارات في شهر يوليو/تموز الماضي، بما في ذلك التقدم المحرز في تنفيذ برامج ومشاريع ومبادرات الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
دعم ياباني واسع لـCOP28
وذكر كيشيدا أن اليابان تولي أهمية كبيرة لعلاقتها مع دولة الإمارات، الشريك الاستراتيجي، وتأمل في تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، فيما أعرب الجابر عن أمله في مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية مع اليابان.
كما أعرب رئيس الوزراء الياباني عن امتنانه لإمدادات دولة الإمارات المستقرة منذ فترة طويلة من النفط الخام إلى اليابان، ومراعاة مشاركة الشركات اليابانية في تطوير النفط الخام، وطلب التعاون في تحقيق استقرار سوق النفط الخام وزيادة الإنتاج.
وتبادل الجانبان وجهات النظر حول التعاون لتحقيق الاستقرار في سوق النفط الخام الدولي، و"شراكة الابتكار اليابانية الإماراتية"، ومفهوم "مركز الطاقة الخضراء العالمي"، والتي تم الاتفاق عليها خلال زيارة رئيس الوزراء كيشيدا الأخيرة إلى دولة الإمارات.
وقد أكد كيشيدا أن اليابان ستسهم في نجاح مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، بما في ذلك التقييم العالمي. وأكد الجانبان أنهما سيعملان معًا بشكل وثيق لإنجاح مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين.
- أهداف التنمية المستدامة 2030 واتفاق باريس يجتمعان في COP28
- أشجار الغاف في الإمارات.. كنوز بيئية خضراء تكافح تغير المناخ
تعزيز العلاقات الثنائية في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة
والتقى الجابر خلال الزيارة كلاً من يوكو كاميكاوا، وزيرة الخارجية، وياسوتوشي نيشيمورا، وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة، وشينتارو إيتو، وزير البيئة الياباني، ويوكيو كاني، الرئيس التنفيذي العالمي لشركة جيرا (JERA)، أكبر شركة لتوليد الكهرباء في اليابان، ومايدا تاداشي، محافظ بنك اليابان للتعاون الدولي (JBIC).
ومن جانبها، أعربت وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاو عن تقديرها لدعم الدكتور سلطان الجابر لتعزيز العلاقات والشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات واليابان.
فيما أشاد الدكتور سلطان الجابر، خلال الاجتماع الوزاري الأول للشراكة الاستراتيجية الشاملة، بعمق العلاقات الإماراتية اليابانية والتي تشهد تطوراً مستمراً في إطار الاستراتيجية الشاملة، وذلك من خلال دعم وتوجيهات القيادة الرشيدة في دولة الإمارات وحرصها على تعزيز التعاون بين البلدين.
وشملت المناقشات مخرجات اللجان الفرعية المعنية بمجالات التعاون: السياسة والتعاون الدولي، الاقتصاد والتجارة والطاقة والصناعة، التغير المناخي والبيئة والزراعة، العلوم والتعليم والثقافة والبحث والتطوير، والدفاع والأمن.
وبحث الدكتور سلطان الجابر، خلال لقائه ياسوتوشي نيشيمورا، وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة، وتمت مناقشة مستجدات التعاون بين البلدين في مجالات التجارة، والاستثمار، والطاقة، والصناعة.
والجدير بالذكر أن حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2022 بلغ أكثر من 54.2 مليار دولار، مثلت الصادرات (التي تشمل المنتجات النفطية) 84.4% منها.
وبلغ التبادل التجاري غير النفطي 14.7 مليار دولار، محققاً نمواً بنسبة 10% مقارنة بعام 2021، و36% عن عام 2020، وتعد دولة الإمارات الشريك التجاري الأول لليابان من حيث الصادرات والواردات في العالم العربي، حيث تستوعب 40% من صادرات اليابان إلى الدول العربية.
النمو المستدام.. والحياد المناخي
وقد عقد الدكتور سلطان الجابر اجتماعاً مع شينتارو إيتو وزير البيئة، تناول أهمية ترسيخ التعاون بين البلدين الصديقين في مجالات تعزيز الطموح المناخي، وخفض الانبعاثات، وإنتاج واستخدام الطاقة النظيفة للحد من تداعيات تغير المناخ، إضافة إلى استعراض مستجدات التحضير لاستضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف للمناخ COP28، وتأكيد أهمية العمل المشترك للوصول إلى مخرجات عملية وواقعية ترضي جميع الأطراف.
كما ألقى الجابر كذلك كلمة في الجلسة الوزارية لأسبوع طوكيو للتحول الأخضر، ركزت على ضمان أمن الطاقة وإزالة انبعاثات الكربون وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، وأبرزت الدور المهم للدول الآسيوية، بما فيها اليابان، في العمل المناخي.
وأكد أن من أهم أهداف رئاسة COP28 الحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، موضحاً أنه على العالم خفض 22 مليار طن من الانبعاثات بحلول عام 2030 لتحقيق ذلك، ومشيراً إلى أنه في الوقت نفسه من المتوقع أن ينمو الطلب على الطاقة بنحو 25 في المائة بحلول عام 2045، حيث سيكون ثلثا هذا النمو في آسيا، مما سيؤدي إلى امتداد أثر الخيارات التي ستتخذها آسيا في قطاع الطاقة إلى جميع أنحاء العالم.
وأضاف: "تقوم آسيا بدور محوري في كثير من برامج ومبادرات التحول الأخضر عالمياً، حيث تزيد القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة لديها على 1000 غيغاواط، وهي في طريقها للنمو إلى 1500 غيغاواط خلال العامين المقبلين، وهذا المسار يتماشى مع دعوة رئاسة COP28 إلى زيادة القدرة الإنتاجية العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات، في إطار تسريع تحقيق انتقال مسؤول وعادل ومنظم في قطاع الطاقة".
وأوضح أن المسارات التي تؤدي للوصول إلى الحياد المناخي تختلف بحسب الظروف الوطنية لكل دولة، لافتاً إلى أن العوامل الحاسمة لنجاح هذه المسارات كلها هي تطبيق سياسات حكومية ذكية، وتعزيز الاستثمار في التكنولوجيا، وتوفير التمويل اللازم الذي يعد أهم هذه العوامل.
وجدد الدكتور سلطان الجابر دعوة رئاسة COP28 إلى توفير مزيد من التمويل المناخي بشروط ميسرة وبتكلفة مناسبة وتطوير أداء المؤسسات المالية الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف، ودعا إلى تعزيز الابتكار الذكي على نطاق النظام المالي بأكمله لتقليل الأخطار، بما في ذلك أخطار صرف العملات، كما جدد التأكيد على أهمية تطوير أسواق الكربون الطوعية عالية النزاهة، وتحفيز ومضاعفة التمويل الخاص لمعالجة الفجوة المقدرة بتريليونات الدولارات في الاستثمار المناخي، مشيراً إلى ضرورة رفع كفاءة استخدام الطاقة لأنها الطريقة الأبسط والأقل تكلفةً والأسرع لخفض الانبعاثات.
وخلال الجلسة، أعرب المسؤولون الحاضرون عن اتفاقهم مع الطرح الذي قدمه الجابر، وأشاروا إلى أهمية الاعتماد على تحسين كفاءة الطاقة، بالإضافة إلى نشر حلول إنتاج واستخدام الهيدروجين، والتقاط الكربون، لقدرتها على المساهمة في الحدّ من الانبعاثات في القطاعات التي يصعب خفض انبعاثاتها.
وشهدت الزيارة أيضاً التوقيع على إعلان نوايا مشترك بين وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات ووزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، يهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات العمل المناخي والانتقال في قطاع الطاقة، ويهدف الإعلان المشترك إلى تطوير "مركز عالمي للطاقة الخضراء" بالتعاون بين البلدين، والاستفادة من خبرات البلدين في الانتقال في الطاقة والعمل المناخي، على أن يتم تضمين هذا التعاون تحت اتفاقية التعاون في «أمن الطاقة والمسرعات الصناعية»، والتي تم الإعلان عنها خلال زيارة رئيس الوزراء الياباني إلى أبوظبي في يوليو/تموز الماضي.
وأشار الدكتور سلطان الجابر إلى أن دولة الإمارات واليابان تتعاونان بالفعل في مجال تطوير الهيدروجين، وأشاد بدور اليابان الرائد في تطوير تقنيات تحسين كفاءة الطاقة القابلة لتوسيع نطاقها عالمياً.
aXA6IDE4LjIyNi4xNy4yMTAg جزيرة ام اند امز