قمة الطموح المناخي.. سلطان الجابر مخاطبا قادة العالم: حان الوقت للوفاء بتعهد الـ 100 مليار دولار
حث الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات الرئيس المعيّن لمؤتمر الأطراف COP28 قادة العالم على التكاتف والتضامن وبدء الشراكة من أجل تحقيق التقدم في قضايا المناخ.
وفي الكلمة الختامية التي ألقاها خلال قمة الطموح المناخي التابعة للأمم المتحدة في نيويورك، حدد الدكتور سلطان الجابر أولويات العمل لرئاسة COP28، معلنا أن الوقت قد حان أخيرا للوفاء بتعهد الـ 100 مليار دولار لتمويل مكافحة تغير المناخ.
- عصر جديد لتمويل المناخ.. "سلطان الجابر" أول رئيس لـCOP يقرع جرس وول ستريت
- سلطان الجابر يلتقي رئيسَي كينيا ومالاوي خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة
وأكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، أنه تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات تواجه رئاسة COP28 التحديات العالمية بثبات وتتعامل معها بتفاؤل وإيجابية وتحرص على تكريس التوافق في الآراء لإنجاز عمل دولي جماعي مثمر من أجل بناء مستقبل أفضل للبشرية وكوكب الأرض.
وشدد في كلمته أمام قمة الأمم المتحدة للطموح المناخي في نيويورك على إمكانية التغلب على أزمة المناخ بنجاح، ودعا العالم إلى السعي الجاد لخفض مليارات الأطنان من الانبعاثات.
تعد هذه القمة أهم اجتماع معني بالمناخ ضمن الجمعية العامة للأمم المتحدة، ودعا إليها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وحضرها عدد كبير من قادة العالم وممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني.
اكتشاف أعظم قوة للإنسانية
ودعا الرئيس المعين لـ COP28 في كلمته العالم إلى القيام بإجراءات جريئة لتصحيح المسار وتلبية الطموحات المناخية، مؤكداً أن تغير المناخ عدو مشترك وعلى الجميع الاتحاد لمواجهته.
وأشار إلى البيانات الأخيرة للحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تحقيق أهداف اتفاق باريس، والتي أكدت أن جهود العالم غير كافية لتحقيق هذه الأهداف، وأن الوقت المتبقي قصير ومحدود، مشدداً على أن تصحيح المسار لا يزال ممكناً.
وأكد ضرورة استجابة العالم لنتائج الحصيلة العالمية بأعلى مستويات الطموح لتتناسب مع حجم التحدي الحالي، موضحاً أن كمية انبعاثات غازات الدفيئة التي يحتاج العالم إلى خفضها في السنوات السبع القادمة لتفادى تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية تبلغ 22 غيغا طن (22 مليار طن).
وأشار إلى أن العالم ليس عاجزاً عن مواجهة تداعيات تغير المناخ، وأنه قادر على تجاوز أصعب التحديات من خلال تكاتف الجميع وتضافر جهودهم، وأضاف : "كلي ثقة بأننا، في مواجهة أزمة المناخ، قادرون على أن نعيد، وسنعيد بالفعل، اكتشاف أعظم قوة تملكها الإنسانية، وهي قدرتنا على التعاون وتجاوز الاختلافات وتسخير قوة العمل الجماعي، وهذا ما نهدف إلى تحقيقه من خلال خطة عمل COP28".
دعوة للتكاتف
واستعرض بنود خطة عمل رئاسة المؤتمر الهادفة لإعادة العالم إلى المسار الصحيح لتحقيق طموحات اتفاق باريس، ودعا الحضور ومتابعي الكلمة في أنحاء العالم إلى تقديم التزامات قابلة للتنفيذ عبر الركائز الأساسية، التي تشمل تحقيق انتقال مُنظم ومسؤول وعادل في قطاع الطاقة، وتوفير التمويل المناخي بشكل أكثر إنصافاً، وتحسين الحياة وسُبل العيش، ودعم كل هذه الركائز من خلال احتواء الجميع بشكل تام.
وأوضح الدكتور سلطان الجابر خطة رئاسة COP28 لتسريع عملية تحقيق انتقال مُنظم ومسؤول وعادل في قطاع الطاقة، ودعا كافة الأطراف إلى القيام بدورها في العمل على إنجاز "توسع كبير في الطاقة المتجددة" لتزيد قدرتها الإنتاجية العالمية ثلاث مرات بحلول عام 2030، مؤكداً ضرورة رفع كفاءة استخدام الطاقة، لأنها الطريقة الأبسط والأقل تكلفةً والأسرع لخفض الانبعاثات.
ودعا الأطراف إلى استكشاف الطرق الواقعية لتحقيق الانتقال في القطاعات كثيفة الانبعاثات التي لا يمكن أن تعمل بالطاقة المتجددة وحدها، مشيراً إلى ضرورة التوسع في إنتاج واستخدام الهيدروجين.
وشدد على أهمية الإسراع في "الحد الشامل من انبعاثات منظومة الطاقة الحالية"، قبل أن يكرر دعوة قطاع النفط والغاز إلى القضاء على انبعاثات غاز الميثان بحلول عام 2030، وإعلان خطط واضحة للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050 أو قبله.
تمويل المناخ
وتطرق إلى ركيزة "تطوير آليات التمويل المناخي"، موضحاً أهمية استعادة الثقة بين الأطراف المعنية بالعمل المناخي، ووفاء الجهات المانحة خلال العام الجاري بتعهدها بتقديم 100 مليار دولار لتمويل العمل المناخي وشدد على ضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات الفاعلة والاستفادة الكاملة من إمكانيات رأس المال الخاص لتوفير تريليونات الدولارات اللازمة للتمويل المناخي.
ودعا إلى تحديث مؤسسات التمويل الدولية بصورة جذرية، وتعزيز الابتكار الذكي على نطاق النظام المالي، وتحسين عمل أسواق الكربون، وقال: "نحن بحاجة إلى نظام يوفر التمويل المناخي الميسَّر بتكلفة معقولة للجميع".
وأشار الدكتور سلطان الجابر إلى أولوية الحفاظ على البشر والحياة وتحسين سُبل العيش في مفاوضات العمل المناخي، لافتاً إلى أن الحاجات الأساسية للبشر في كل مكان هي المياه النظيفة، والهواء النظيف، والفرص الاقتصادية، والسلامة من تداعيات تغير المناخ، ودعا الحكومات إلى إدراج الاستثمارات الداعمة للطبيعة في الاستراتيجيات الوطنية للمناخ، واتباع نهج أكثر ذكاءً في زراعة الغذاء واستهلاكه.
ولفت إلى تضمين موضوع الصحة العالمية في جدول أعمال COP28 لأول مرة في تاريخ مؤتمرات الأطراف.. وأكد أن التمويل أساس تفعيل كل هذه التدابير، ووجه دعوة مفتوحة لجميع الدول إلى مضاعفة تمويل التكيف بحلول عام 2025، وتجديد موارد صندوق المناخ الأخضر، وتفعيل صندوق معالجة الخسائر والأضرار ودعمه بتعهدات مبكرة.
وأكد حرص COP28 على احتواء الجميع بشكل تام في منظومة عمله، ودعا كل من يرغب بالمشاركة في المؤتمر إلى أن يأتي "محمَّلاً بالأمل والتفاؤل والإرادة لتحقيق نتائج واقعية ملموسة".. وأشار إلى العمل الجاري لضمان أن يكون COP28 أكثر مؤتمرات الأطراف احتواء للجميع، مع التخطيط لتسهيل مشاركة الجميع، بمن في ذلك القادة المحليون، والشباب، والشركات، والمؤسسات الخيرية، والشعوب الأصلية، وغيرهم.
وحث القادة على العمل، وقال: "لنحول التعهدات إلى مشروعات، والطموح إلى عمل.. لنكن شجعاناً، ونتحرك بجرأة.. لنخفضْ مليارات الأطنان من الانبعاثات ولنقدم استجابة عالمية ملموسة وفاعلة للحصيلة العالمية، ولنتَّحد ونعمل وننجز".
aXA6IDEzLjU5LjE4My4xODYg
جزيرة ام اند امز