20 عاما في السجن تنتهي بمفاجأة مدوية لـ"أسوأ قاتلة متسلسلة"
أصدرت السلطات الأسترالية عفوا بحق امرأة أمضت 20 عاماً في السجن، وعرفت باسم "أسوأ قاتلة متسلسلة"، إذ أدينت بقتل أطفالها الأربعة.
وقضت الأسترالية كاثلين فولبيج 20 عاماً في السجن بتهمة قتل أطفالها الأربعة، وساعدت عالمة إسبانية في الإفراج عنها يوم الإثنين بعد تحقيق في إدانتها.
ووفقاً لموقع euronews، أطلق على كاثلين فولبيج (55 عامًا) لقب "أسوأ سفاح في أستراليا" بعد إدانتها في عام 2003 بقتل 3 من أطفالها عمداً، وإدانتها بالقتل غير العمد للطفل الرابع.
ووفقاً للمدعي العام في أستراليا، فإن أطفالها الذين تتراوح أعمارهم بين تسعة أسابيع وثلاث سنوات قد تعرضوا للاختناق حتى الموت على يد فولبيج، التي رفضت دائمًا اتهامها بقتلهم وادعت أن كل حالة وفاة كانت مرتبطة بأسباب طبيعية.
وكان اسم فولبيج هو أكثر الأسماء المكروهة في أستراليا لكن تمت تبرئتها جزئياً بفضل العالمة الإسبانية غارسيا فينيسا التي تمكنت مع زملائها الآخرين من إثبات أن الأطفال ربما ماتوا لأسباب طبيعية.
وقالت غارسيا فينيسا لـ"يورونيوز": "النظرية القائلة بأنها قتلت أطفالها ليس لها أي دليل، والدليل الوحيد الذي أدانها أنها كانت من وجدتهم ميتين".
أشهر قاتلة في أستراليا
كان أول من مات ابنها كالب البالغ من العمر 19 يومًا، إذ ذات ليلة استيقظت كاثلين لأنها كانت بحاجة للذهاب إلى المرحاض وتفقدت طفلها وأدركت أنه لا يتنفس.
صرخت السيدة وجاء زوجها راكضاً وحاولا إنعاش الطفل، لكن بحلول الوقت الذي وصلت فيه سيارة الإسعاف كان قد مات.
بعد ذلك فقدت باتريك عندما كان عمره 8 أشهر، وتوفيت سارة البالغة من العمر 10 أشهر ولورا البالغة من العمر 18 شهرًا في وقت لاحق.
وتوفي اثنان من الأطفال بسبب متلازمة موت الرضيع المفاجئ، وكانت الصدمة كبيرة لذلك تدهورت علاقة فولبيج وزوجها وقررا الطلاق.
بعد سنوات وجد زوجها السابق مذكرات فولبيج، وبعض السطور التي كتبتها دفعته لإعطاء اليوميات إلى الشرطة ومنها أن ابنتها سارة "رحلت مع القليل من المساعدة".
على الرغم من عدم وجود دليل ضدها، في ذلك الوقت، لكن هيئة المحلفين أدانت فولبيج واتهمتها بخنق أطفالها الأربعة.
لم يصدق أحد قصتها حتى قررت العالمة الإسبانية مساعدتها، وتقول: "كان اثنان من أطفال فولبيج مريضين جداً قبل وفاتهما، وهذا جعلني أشكك في القضية حقاً".
وتضيف العالمة التي كانت رائدة في تسلسل الجينوم البشري: "لذلك اتصلت بمحامي فولبيج لأخبره أن الأمر يستحق إجراء أبحاث وراثية".
علمت الباحثة أن ما يصل إلى 35% من حالات الموت المفاجئ يمكن تفسيرها بالعوامل الوراثية، وكانت الخطوة التالية في البحث هي زيارة فولبيج في السجن وتحديد تسلسل الجينوم الخاص بها.
وقالت غارسيا فينويسا: "اكتشفنا أن هناك طفرة في جين يتعلّق بالهدوء، وهذا أحد أكثر الأسباب المعروفة للوفاة المفاجئة في مرحلة الطفولة".
في عام 2018، أدى التماس أثار الشكوك حول بعض الأدلة المقدمة في محاكمة فولبيج إلى إجراء أول تحقيقين في القضية، وتم استدعاء فريقين من علماء المناعة وعلماء الوراثة.
وجد الفريقان طفرة جينية في اثنتين من بناتها، بينما يعاني الطفلان الآخران من صرع شديد وضيق في التنفس.
اتصل الفريقان ببيتر شوارتز، أحد أشهر علماء الوراثة في العالم ويعمل في معهد أكسولوجيكال في ميلانو، الذي كان قد درس للتو حالة مماثلة، وبعد تحليل المعلومات وافق على أنها السبب الأكثر احتمالاً لوفاة الأطفال.
وتقول: "أرسلناها إلى القاضي واعتقدنا أن ذلك سيكون كافياً، لكن القاضي قرر أنه يفضل الأدلة الموجودة في اليوميات".
في هذا التحقيق الأخير في قضية فولبيج، حلل 9 خبراء (خبراء الطب الشرعي والأطباء النفسيون واللغويون) مذاكرات المتهمة واتفقوا على أنها كانت تعبيرات عن أم حزينة ولا تحتوي على الاعتراف بالذنب الجنائي.
على الرغم من حكم القاضي، نشرت العالمة وزملاؤها النتائج التي توصلوا إليها وطلبوا من الأكاديمية الأسترالية للعلوم دعم العلم، ونظرًا لاستنفاد جميع السبل القانونية قدموا التماسًا إلى حاكم نيو ساوث ويلز وطلبوا العفو عنها.
تم التوقيع على هذه العريضة من قبل 90 عالمًا وخبيرًا طبيًا من جميع أنحاء العالم، من بينهم اثنان من الحائزين على جائزة نوبل.
في مايو/أيار 2022، اتخذ الحاكم قراره: "لن يكون هناك عفو عن فولبيج، لكنه أعلن عن مراجعة جديدة للقضية".
هذه المرة كان لديهم المزيد من الدعم، إذ حصلت الأكاديمية الأسترالية للعلوم على تمثيل قانوني ولديها فريق من المحامين الذين كانوا قادرين على تقديم المشورة لمن هم أفضل الخبراء في العالم في كل مجال، وأخيرا صدر العفو القانوني.
aXA6IDE4LjExNi41Mi40MyA= جزيرة ام اند امز