القمح الأسترالي ضحية المناخ.. غذاء العالم ينشد إنقاذا عاجلا
يكافح مزارعو القمح في شرق أستراليا الفيضانات وآفات المحاصيل بينما يستعدون للحصاد. لكنهم الآن يواجهون تحديًا آخر: طرقا وسككا مدمرة ومغلقة.
وتعد أستراليا واحدة من أكبر الدول المصدرة للقمح المستخدم في صناعة الخبز والمعكرونة في العالم.
ووسط الأزمات والتحديات الحالية، كان المشترون يتطلعون إلى محصول وفير لدعم الإمدادات العالمية المحدودة. ومع ذلك، فإن الأمطار الغزيرة والفيضانات في الشرق تعني أن جزءًا كبيرًا من المحصول قد يكون مناسبًا فقط لتغذية الماشية.
تهالك مسارات شحن القمح
وقد أصبحت مسارات الشحن في أجزاء من شرق أستراليا في حالة متردية بعد شهور من هطول الأمطار، حيث تأثر ما يُقدّر بـ10 آلاف كيلومتر من الطرق في ولاية نيو ساوث ويلز وحدها، ليصبح الوضع في المنطقة "بالغ الخطورة".
بعض هذه الطرق بمنطقة فيكتوريا تعاني مرحلة لا يمكنك فيها عبور الآلات الثقيلة، لذلك حتى لو كان هناك محاصيل يمكن حصادها، فقد يصعب الوصول إليها نظراً لحالة الطريق، فالمزارعون فعلياً يحاولون الوصول إلى حقولهم، أو بمجرد حصاد الحبوب، ينقلون الشاحنات إلى المستودعات.
السلعة الرئيسة لغذاء العالم.. تنشد إنقاذ عاجل
ومن جانبها، دعت مجموعة المزارعين "جرين جروارز" في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، الحكومة إلى توفير تمويل عاجل للطرق بالنسبة لمسارات شاحنات النقل لتجنب التأخيرات الكبيرة والمشكلات اللوجستية مع اقتراب موسم الحصاد.
ولا تبدو خيارات السكك الحديدية أفضل بكثير، فقد أُغلقت الخطوط الرئيسية التي تربط مواقع التخزين بالموانئ الشرقية لأسابيع بسبب تأثير الفيضانات، والتي أدت في وقت سابق من هذا الشهر إلى خروج قطار الشحن عن مساره وقطع طريق رئيسي من أديلايد إلى ملبورن لمدة أسبوع تقريباً إلى أن تمّ إصلاحه.
يؤدي هذا التوقف إلى زيادة الضغط على سلاسل التوريد الهشة قبل حلول ما يُفترض أنها أكثر فترات العام ازدحاماً. ولكن مع هطول الأمطار والوحل، تباطأت وتيرة الحصاد إلى حد كبير مقارنة بالعام الذي سبقه.
وتظهر البيانات من "جرين كورب" أن عمليات التسليم التراكمية لشبكتها انخفضت بـ56% و54% في الأسبوع المنتهي في 28 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بكل من نيو ساوث ويلز وفيكتوريا على التوالي.
كارثة غذائية في ثاني أكبر مصدر للقمح بالعالم
كشفت دراسة جديدة أن الاحتباس الحراري في المحيط الهندي حول نمط المناخ نحو ظروف أكثر جفافاً عبر حزام القمح الأسترالي المهم عالمياً.
لقد تسبب الاحتباس الحراري في انخفاض حاد في الغلال على مدى العقود الثلاثة الماضية. فيما حذر علماء من أستراليا والصين أنه مع استمرار الاحتباس الحراري العالمي فإن ظروف زراعة القمح ستصبح أكثر صعوبة.
وبدورها، حللت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "نيتشر فود"، ظواهر مناخية مختلفة أثرت على هطول الأمطار في أستراليا منذ أواخر القرن التاسع عشر واستخدمت نماذج لمعرفة كيف أثر ذلك على محاصيل القمح.
وفعليًا، تسبب الاحتباس الحراري في حدوث تحول في نمط المناخ المعروف باسم المحيط الهندي ثنائي القطب، والذي عندما يكون في مرحلة إيجابية يمكن أن يجوع مزارعو القمح من الأمطار.
وتأتي الدراسة في الوقت الذي تتأثر فيه أستراليا بشدة بالمرحلة السلبية البديلة من ظاهرة ثنائي القطب IOD التي تساهم في هطول أمطار غزيرة عبر جنوب وشرق القارة.
وأستراليا هي أحد المصدرين الرئيسيين للقمح في العالم، حيث تستحوذ على أكثر من 10% من التجارة العالمية.
ويشمل حزام القمح في البلاد جنوب غرب أستراليا، وجنوب شرق أستراليا، وغرب فيكتوريا، ومساحات شاسعة من وسط نيو ساوث ويلز وكوينزلاند، غرب سلسلة جبال جريت ديفايدينج.
ووفقا لتقديرات أيكون كومودوتيز للسمسرة في يونيو/حزيران الماضي، فقد أنهى المزارعون في أستراليا، التي أصبحت ثاني أكبر مصدر للقمح في العالم في 2021-2022، زراعة محصول العام الحالي من القمح على مساحة بلغت 35.7 مليون فدان وهي أعلى مساحة على الإطلاق.
وعلى الرغم من أنه من السابق لأوانه تحديد الحجم الكلي لمحصول 2022-2023 الذي يجري حصاده بحلول نهاية العام، بدأ تجار ومحللون يتوقعون أن يكون الإنتاج الكلي بين 30 و35 مليون طن وهو ما لا يبتعد كثيرا عن محصول 2021-2022 الذي تجاوز 36 مليون طن.
ويعتمد المشترون الآسيويون بشدة على القمح الأسترالي، وذكر تجار أن الصين هي أكبر مشتر هذا العام.
aXA6IDMuMTQ3LjEwNC4xOCA= جزيرة ام اند امز