البلدان الفقيرة.. الغذاء مقابل مصالح الدول المتقدمة
رغم أن البلدان الفقيرة قد لا تكون مؤثرة بقوة في السياسات العالمية، لكنها تبقى رقما في الضغط من أجل تحقيق المصالح العليا للدول المتقدمة.
يدعم ذلك، إطلاق أوكرانيا برنامج مساعدات دولية تحت اسم "حبوب من أوكرانيا"، السبت، في محاولة لكسب دعم دول في أفريقيا وآسيا، ضمن محاولاتها الرامية للتخلص من الحرب، التي اشتعلت مع روسيا في 24 فبراير/شباط الماضي.
وهو الأمر الذي دعمته فرنسا، عندما قررت التضامن مع هذه الدول الفقيرة تأسيا بما فعلته أوكرانيا، وفقا لما ذكره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، الذي يزور كييف حاليا "أوكرانيا كانت وستظل دائما الضامن للأمن الغذائي العالمي، وحتى في ظل ظروف الحرب القاسية هذه، تعمل القيادة الأوكرانية من أجل الاستقرار العالمي".
ويغطي البرنامج تكاليف توصيل الأغذية إلى الدول الأكثر فقرا، حيث ذكر زيلينسكي أنه سيتم إرسال ما يصل إلى 60 سفينة من موانئ البحر الأسود الأوكرانية إلى دول مثل السودان أو اليمن أو الصومال بحلول منتصف العام المقبل.
ووافقت عدة دول أوروبية على تمويل عمليات التسليم في إطار برنامج الأغذية العالمي، حيث أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس بالفعل أن سفينة تابعة للبرنامج برعاية ألمانيا، في طريقها لتسليم الحبوب الأوكرانية إلى إثيوبيا.
ومن جانبه، يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تقديم ستة ملايين يورو إضافية لتوصيل الحبوب من أوكرانيا إلى اليمن والسودان كجزء من برنامج الغذاء العالمي.
وقال ماكرون عبر رسالة بالفيديو على تويتر السبت "الدول الأضعف يجب ألا تدفع ثمن حرب لا تريدها"، بمناسبة "الهولودومر" وهي المجاعة التي تسبب فيها الدكتاتور السوفياتي آنذاك جوزيف ستالين عمدا في أوكرانيا في عامي 1933/32، وتسببت في موت ما يصل إلى أربعة ملايين شخص في ذلك الوقت.
وأكد ماكرون أن الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا تؤدي إلى تفاقم زعزعة استقرار سلسلة التوريد وتهديد العالم بأزمة غذائية.