مواقع التواصل "في خدمة" الطواقم الطبية بأستراليا
مبادرة أسترالية على مواقع التواصل الاجتماعي تهدف إلى إقامة صلة وصل بين الأفراد الراغبين في المساعدة والعاملين في القطاع الصحي
ربما تكون الطريقة الأسترالية لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي هي الأفضل في ظل أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) وانتشار الشائعات على هذه المواقع، إذ استخدم عشرات الآلاف من الأستراليين صفحاتهم لدعم العاملين في مجال الرعاية الصحية، الذين يخاطرون بحياتهم في الخطوط الأمامية لمحاربة الوباء.
لم يتوقع كريس نيكولاس، الذي أنشأ صفحته "أدوبت إي هيلثكير ووركر"، في 14 مارس/آذار، أن تشهد مبادرته نجاحاً كبيراً، لدرجة أنها تجاوزت الحدود الأسترالية، واليوم، تضم صفحته 140 ألف عضو في أستراليا وحدها.
وقال هذا الشاب، الذي يقيم في بيرث غربي أستراليا: "إحدى صديقاتي ممرضة، وقد واجهت صعوبة في إيجاد الوقت للقيام بالتسوق وشراء حاجاتها، لذلك عرضت مساعدتها وفكرت في تعميم الفكرة".
وتهدف هذه المبادرة إلى إقامة صلة وصل بين الأفراد الراغبين في المساعدة والعاملين في القطاع الصحي، فيما أصاب وباء "كوفيد-19" أكثر من مليون و350 ألف شخص في أنحاء العالم.
تدرك هانا كوخ وهي مديرة الموقع في ولاية فيكتوريا (جنوب شرق) تماماً الضغط الحالي الذي يعيشه مقدمو الرعاية، فشقيقها طبيب في أحد المستشفيات ووالدتها تدير عيادة خاصة.
وقالت كوخ: "لا يمكننا مساعدتهم في القيام بعملهم، لأننا لا نملك المهارات اللازمة، لكن يمكننا القيام بالتسوق نيابة عنهم، ويمكنني مثلاً الاهتمام بطفل شقيقي إذا تحتّم عليه البقاء لفترة طويلة في المستشفى".
ويختلف نوع المساعدة المقدمة بشكل كبير، فبعض الأشخاص يخططون لجز العشب والقيام بالأعمال المنزلية وتسليم وجبات غذائية وتوصيل مقدمي الرعاية إلى العمل، كي لا يضطروا لاستخدام وسائل النقل العام.
ويتم من خلال هذا الموقع جمع البطاقات والرسوم التي أنجزها أطفال تعبيراً عن شكرهم لجهود مقدمي الرعاية، وهي تعلق فيما بعد على نوافذ المستشفى، حيث يعالج المرضى المصابون بفيروس كورونا المستجد والذين لا يستطيعون تسلم أي هدية من الخارج.
الممرضة ليندا ياتي كتبت على الموقع: "أود أن أشكركم على الرسائل واقتراحات المساعدة العديدة التي تلقيتها".
وأضافت: "اقترح البعض أن يقوم بالتسوق نيابة عني والبعض الآخر إحضار وجبات الطعام وبعض الأشخاص عرضوا أن يوصلوني إلى العمل، هذه كلها شهادات حية على الكرم وهي مؤثرة للغاية".
وشُكّلت عشرات المجموعات الأخرى، مؤخراً، على "فيسبوك" و"واتساب" و"ويبو" لمساعدة المرضى والأشخاص المعزولين.
ومن بين هذه المجموعات "نورث سايد ملبورن كورونا فايروس آوتريتش" التي يقدم أعضاؤها الطعام والصابون المحلي الصنع ومواد التنظيف وميزان قياس الحرارة.
ويعرض البعض الآخر القيام بالتسوق أو حل المشكلات التقنية التي يواجهها العاملون عن بعد أو إعطاء حصص رياضية أو تعليم الطرق الصحيحة للاسترخاء.