بعد فضيحة "إيبزا".. تنصيب حكومة مؤقتة لقيادة النمسا
النمسا تمر بأزمة سياسية عنيفة إثر نشر فيديو لنائب المستشار كرسيتان شتراخه، قبل أيام، يفضح علاقات فساد مع ملياردير روسي.
نصب الرئيس النمساوي ألكسندر فاندير بيلن، الأربعاء، حكومة أقلية بقيادة المستشار سبستيان كورتس، لقيادة الانتخابات حتى موعد الانتخابات المبكرة التي من المرجح أن تجرى منتصف سبتمبر/أيلول المقبل.
وتشهد النمسا أزمة سياسية عنيفة إثر نشر مقطع فيديو لنائب المستشار ورئيس حزب الحرية السابق، كرسيتان شتراخه، قبل أيام، يفضح علاقات فساد مع ملياردير روسي، وما تبعه من استقالة الأول من جميع مناصبه، والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة، ثم انسحاب حزب الحرية من الائتلاف الحاكم ردا على إقالة وزير الداخلية هيبرت كيكل.
وفي مقره الرسمي بقصر هوفبورج وسط فيينا، استقبل الرئيس النمساوي ظهر اليوم تشكيلة حكومة الأقلية المكونة من حزب الشعب، صاحب الأغلبية في البرلمان، بقيادة كورتس، ومجموعة من الخبراء غير الحزبيين.
وأعيد توزيع المهام داخل الحكومة الجديدة، حيث بقي وزراء حزب الشعب في مناصبهم، فيما تولى وزير المالية عن الحزب نفسه، هارتفج لوجر، منصب نائب المستشار خلفا لشتراخه، وتولت وزيرة النساء والعائلة جوليانا بوجنر شتراوس، مهام هيئات الخدمة المدنية والرياضة.
وتولى خبراء غير حزبيين الوزارات التي كان يشغلها حزب الحرية، حيث تولت إيكارت راتس، وزارة الداخلية خلفا لهيربرت كيكل، وتولى فالتر بولتنر وزارة الشؤون الاجتماعية خلفا لبيتا هارتنجر كلاين، وفالريري هاكل وزارة النقل خلفا لنوربرت هوفر، ويوان لويف وزارة الدفاع خلفا لماريو كوناسيك.
ولا تملك هذه الحكومة الجديدة تأييد الأغلبية "أكثر من 50%" في البرلمان، وستتعرض لاختبار قوي يوم الإثنين المقبل، حين يصوت البرلمان على مقترح قائمة الآن المعارضة بسحب الثقة من المستشار كورتس.
كان الرئيس النمساوي أقال أمس، وزير الداخلية كيكل المثير للجدل، وقبل استقالة وزراء حزب الحرية الآخرين، وطالب كورتس بترشيح كفاءات غير حزبية لشغل مناصبهم.
ومنذ تولي الائتلاف الحاكم المكون من حزبي الشعب والحرية، حكم البلاد في نهاية 2017، سبب وزير الداخلية الكثير من المشاكل، بسبب علاقته الوثيقة بالعديد من التنظيمات اليمينية المتطرفة مثل حركة الهوية التي تبحث السلطات حاليا حلها بسبب علاقتها بمنفذ هجوم نيوزيلاندا الإرهابي.
كما تتهم المعارضة كيكل بتعمد إخفاء وثائق عن قيادات اليمين المتطرف في النمسا، خلال توليه وزارة الداخلية.
وقبل 3 أيام، دعا كورتس لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة ينتظر أن يحدد البرلمان موعدها خلال الأيام المقبلة، وسط ترجيحات بأن تجرى منتصف سبتمبر المقبل.
وجاءت الدعوة للانتخابات بعد يوم من نشر مجلة دير شبيجل وصحيفة زود دويتشه تسايتونج الألمانيتين مقطع فيديو يظهر فيه نائب المستشار ورئيس حزب الحرية شتراخه مع سيدة روسية تدعي قرابتها لملياردير روسي، ويبدي استعداده لمساعدة الملياردير عن طريق إرساء عطاءات حكومية على شركاته، مقابل مساعدته في حملته للانتخابات التشريعية التي أجريت في أكتوبر/تشرين الأول 2017.
ووفق المقطع، فإن اللقاء بين شتراخه والسيدة الروسية حدث في الـ24 من يوليو/تموز 2017 في جزيرة إبيزا السياحية الإسبانية، ودارت فيه اتفاقات أيضا لاستحواذ الملياردير الروسي على صحيفة كرونه، أكثر الصحف النمساوية انتشارا.
كما عرضت السيدة على شتراخه خلال اللقاء استثمار قريبها، ربع مليار يورو في النمسا، مشيرة إلى أن هذه الأموال غير شرعية. ورغم إقرارها بعدم شرعية الأموال، استمر نائب مستشار النمسا الحالي في الحديث معها حول ضخ الأموال في الاقتصاد النمساوي.
وفجر هذا الفيديو أزمة عنيفة في البلاد، أنهت الحياة السياسية لاشتراخه الذي استقال أمس من جميع مناصبه، وقادت البلاد لانتخابات تشريعية بعد عامين فقط من الانتخابات الماضية التي أجريت في أكتوبر/تشرين الأول 2017.
aXA6IDE4LjExOC4xOTMuMjgg جزيرة ام اند امز