الإطاحة تأتي بعد ٣ أيام من نشر مقطع فيديو لنائب المستشار ورئيس حزب الحرية السابق كرسيتان شتراخه يفضح علاقاته بقضية فساد.
أطاح رئيس النمسا ألكسندر فاندير بيلن، الثلاثاء، بوزير الداخلية المثير للجدل هيربرت كيكل المنحدر من حزب الحرية "يمين متطرف"، وسط أزمة سياسية عنيفة تضرب البلاد.
وجاء ذلك بعد ٣ أيام من نشر مقطع فيديو لنائب المستشار ورئيس حزب الحرية السابق كرسيتان شتراخه يفضح علاقات فساد مع ملياردير روسي، وبعد يومين من دعوة المستشار سبستيان كورتس لانتخابات تشريعية مبكرة في البلاد.
وبعد ساعتين من المباحثات مع كورتس في قصر هوفبورج في فيينا، قال فانير بيلن للصحفيين: "وصلتني طلبات مكتوبة من نائب المستشار شتراخه بإعفائه من جميع مناصبه، ومن المستشار كورتس بإقالة وزير الداخلية، ومن جميع وزراء حزب الحرية في الحكومة بإعفائهم من مناصبهم".
وتابع القول: "قررت الامتثال لكل هذه الطلبات، ووجهت المستشار كورتس لترشيح خبراء فنيين مشهود لهم بالكفاءة وعدم الانتماء الحزبي، لشغل المناصب الشاغرة".
وأردف بالقول: "أستثني فقط وزيرة الخارجية كارين كنايسل، التي لم ترسل لي أي طلب بإعفائها من منصبها، وقررت البقاء كخبيرة على رأس وزارة الخارجية".
وكنايسل ضمن الوزراء الذين رشحهم حزب الحرية في بداية الائتلاف الحاكم عام ٢٠١٧، لكنها لا تنتمي إلى الحزب وتعد خبيرة في مجال السياسة الخارجية.
وكان حزب الحرية يشغل عدة حقائب أبرزها الداخلية والخارجية والنقل (يشغلها رئيس الحزب الحالي نوربرت هوفر).
وفي تصريحات صحفية مساء أمس، قال كورتس: "اقترحت على الرئيس فاندر بيلن إقالة وزير الداخلية من منصبه".
جاء ذلك بعد مطالبات من الحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط"، حزب المعارضة الرئيسي، وقائمة "الآن" المعارضة أيضا، بإبعاد وزير الداخلية من الحكومة في الأشهر التي تسبق الانتخابات المبكرة.
ومنذ تولي الائتلاف الحاكم المكون من حزبي الشعب والحرية، حكم البلاد في نهاية 2017، يسبب وزير الداخلية الكثير من المشاكل، بسبب علاقته الوثيقة بالعديد من التنظيمات اليمينية المتطرفة مثل حركة الهوية التي تبحث السلطات حاليا حلها بسبب علاقتها بمنفذ هجوم نيوزيلندا الإرهابي.
كما تتهم المعارضة كيكل بتعمد إخفاء وثائق عن قيادات اليمين المتطرف في النمسا خلال توليه وزارة الداخلية.
ودعا المستشار سبستيان كورتس لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة ينتظر أن يحدد البرلمان موعدها خلال الأيام المقبلة، وسط ترجيحات بأن تجرى منتصف سبتمبر/أيلول المقبل.
وجاءت الدعوة للانتخابات بعد يوم من نشر مجلة دير شبيجل وصحيفة زود دويتشه تسايتونغ الألمانيتين مقطع فيديو يظهر فيه نائب المستشار ورئيس حزب الحرية شتراخه مع سيدة روسية تدعي قرابتها لملياردير روسي، ويبدي استعداده لمساعدة الملياردير الروسي عن طريق إرساء عطاءات حكومية على شركاته، مقابل مساعدته في حملته الانتخابية للانتخابات التشريعية التي أجريت في أكتوبر/تشرين الثاني 2017.
ووفق المقطع، فإن اللقاء بين شتراخه والسيدة الروسية حدث في 24 من يوليو/تموز 2017 في جزيرة إبيزا السياحية الإسبانية، ودارت فيه اتفاقات أيضا لاستحواذ الملياردير الروسي على صحيفة كرونه، أكثر الصحف النمساوية انتشارا.
كما عرضت السيدة على شتراخه خلال اللقاء استثمار قريبها ربع مليار يورو في النمسا، مشيرة إلى أن هذه الأموال غير شرعية، ورغم إقرارها بعد شرعية الأموال استمر نائب مستشار النمسا الحالي في الحديث معها حول ضخ الأموال في الاقتصاد النمساوي.
وفجر هذا الفيديو أزمة سياسية عنيفة في البلاد، أنهت الحياة السياسية لاشتراخه الذي استقال أمس من جميع مناصبه، وقادت البلاد لانتخابات تشريعية بعد عامين فقط من الانتخابات الماضية التي أجريت في أكتوبر 2017.