بعد فضيحة "إبيزا".. الائتلاف الحاكم بالنمسا على شفا الانهيار
مقطع فيديو يظهر فيه نائب المستشار النمساوي مع سيدة ويبدي استعداده لمساعدة ملياردير روسي عن طريق إرساء عطاءات حكومية.
يقف الائتلاف الحاكم في النمسا على شفا الانهيار، بحسب ما كشفت عنه صحف محلية السبت، مرجحة إجراء انتخابات جديدة الخريف المقبل، وذلك على وقع فضحية فساد تورط بها نائب المستشار ورئيس حزب الحرية (يمين متطرف) كريستيان شتراخه، ووثقها مقطع مصور انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
- رئيس النمسا يحذر من التحريض ضد الأجانب بعد "قصيدة الجرذان"
- جيش النمسا يسرح عسكريين تلقوا تمويلا من منفذ مذبحة نيوزيلندا
ونشرت مجلة "دير شبيجل" وصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانيتين مقطع فيديو يظهر فيه شتراخه مع سيدة روسية تدعي قرابتها لملياردير روسي، حيث يبدي نائب المستشار استعداده لمساعدة الملياردير الروسي عن طريق إرساء عطاءات حكومية على شركاته، مقابل مساعدته في حملته الانتخابية للانتخابات التشريعية التي أجريت في أكتوبر 2017.
وبحسب ما جاء في مقطع الفيديو، فإن اللقاء بين شتراخه والسيدة الروسية حدث في 24 يوليو/تموز 2017 في جزيرة "إبيزا" الإسبانية، ودارت فيه اتفاقات أيضا لاستحواذ الملياردير الروسي على صحيفة "كرونه"، أكثر الصحف النمساوية انتشارا.
كما عرضت السيدة على شتراخه خلال اللقاء استثمار قريبها، ربع مليار يورو في النمسا، مشيرة إلى أن هذه الأموال غير شرعية، ورغم إقرارها بعدم شرعية الأموال، استمر نائب مستشار النمسا الحالي في الحديث معها حول ضخ الأموال في الاقتصاد النمساوي.
وأقر شتراخه في خطاب لـ"دير شبيجل" بصحة مقطع الفيديو، لكنه دافع عن نفسه قائلا إنه "كان ثملا ويعاني من حاجز اللغة مع السيدة الروسية".
من جانبها قالت صحيفة "كرونه" في عددها الصادر السبت، إن المستشار النمساوي سبستيان كورتس، زعيم حزب الشعب "يمين وسط"، ليس أمامه طريق آخر سوى إنهاء الائتلاف الحاكم مع حزب الحرية بقيادة شتراخه.
وتابعت: "في ضوء المشاكل بين حزب الشعب وحزب المعارضة الرئيسي، الاشتراكي الديمقراطي (يسار وسط)، وصعوبة دخولهما في ائتلاف حاكم، تصبح الانتخابات المبكرة هي الاحتمال الأرجح"، متوقعة أن تجرى الانتخابات التشريعية المبكرة في الخريف.
بدورها، قالت صحيفة "كورير" النمساوية، إن اجتماع أزمة جرى في حزب الشعب مساء الجمعة، وكانت التوصية الأساسية خلاله هي إنهاء التحالف مع حزب الحرية فورا، مضيفة أن حزب الشعب يعمل حاليا على سيناريو إجراء انتخابات مبكرة في الخريف.
وتابعت "تقديم اشتراخه استقالته، وتولي وزير النقل، نوربرت هوفر رئاسة حزب الحرية ومنصب نائب المستشار، مع استمرار الائتلاف الحاكم، سيناريو لا يحظى بالتأييد داخل حزب الشعب".. واختتمت قائلة: "انهيار الائتلاف الحاكم وإجراء انتخابات مبكرة في الخريف هو الاحتمال الأقرب".
وشكل حزب الشعب وحزب الحرية ائتلافا حاكما في أواخر ٢٠١٧، كان مقررا أن يقود النمسا حتى عام ٢٠٢١.
aXA6IDMuMTUuMTQ1LjUwIA== جزيرة ام اند امز