بعد إيقاف «العميل النائم».. هل تخضع النمسا عناصر الإخوان للتحقيق؟

قضية فتحتها وسائل إعلام نمساوية بشكل مفاجئ خلال الساعات الماضية، كشفت حجم خطر الإخوان وتحركات السلطات ضدها في آن واحد.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في وسائل إعلام نمساوية، فإن القضية تتعلق بوقف موظف مؤقت بمديرية أمن الدولة والاستخبارات "الاستخبارات الداخلية"، لكونه مرتبطا بجماعة الإخوان، حيث مرر معلومة مهمة لقياداتها، لكنه لم يكن مخولا بالوصول إلى معلومات أخطر.
وفجرت مجلة "بروفيل" السياسية الرصينة القضية في البداية، قبل أن تؤكد وزارة الداخلية المشرفة على مديرية أمن الدولة والاستخبارات، الأمر.
تعليق عمل الموظف في مديرية أمن الدولة والاستخبارات (DSN) بشكل مؤقت، حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وقالت وزارة الداخلية: ”لقد نجحت آليات الرقابة الداخلية التي تم تنفيذها في إطار إعادة هيكلة مديرية أمن الدولة والاستخبارات منذ عام 2021، وساهمت بشكل كبير في الكشف عن المخالفات“.
ووفقاً لبيان صادر عن الوزارة، تم تحديد هوية المشتبه به في إطار إجراءات الرقابة الداخلية بعد اكتشاف صلة محتملة له بجماعة تخضع للمراقبة، في إشارة إلى الإخوان.
تحت المراقبة
ووفقاً لوزارة الداخلية، كان الموظف يعمل في مديرية أمن الدولة والاستخبارات منذ عدة أشهر. وأوضحت أن الموظف المكلف بالخدمة“ لم يكن لديه في أي وقت من الأوقات إمكانية الوصول إلى معلومات استخباراتية".
ويُقال إن الموظف كان يخضع للمراقبة والتدقيق من قبل موظفي المديرية أنفسهم لفترة من الوقت، حتى التيقن من نشاطه وتعليق عمله.
ويتم حالياً فحص هذه المعلومات بشكل شامل تحت إشراف النيابة العامة في فيينا.
وفقاً لما أوردته مجلة ”بروفيل“، كان المشتبه به يعمل في قسم مكافحة الإرهاب في مديرية أمن الدولة والاستخبارات. وبناءً على ذلك، يُزعم أنه أبلغ أشخاصاً من دوائر جماعة الإخوان المسلمين بأنهم قيد التحقيق والرقابة داخل المديرية. ويُشتبه في أنه أبلغهم أيضاً، في بعض الحالات، بموضوع التحقيق.
وهذا يمثل ضربة قاسية لمديرية أمن الدولة والاستخبارات: لأن مستوى التهديد مرتفع حاليًا. فالشبكات الإسلاموية نشطة للغاية، وبالتالي كان العمل في المكتب حول مثل هذه الخلايا مكثفًا ولا يزال كذلك.
ومن المؤكد أن أي نوع من التحقيقات المسبقة يمكن أن يتعرض للتخريب بسبب مثل هذه التسريبات، وفق المجلة.
ووفق مراقبين، تكشف هذه المعلومات مدى خطورة شبكات الإخوان في النمسا وقدرتها على اختراق المؤسسات الأمنية والسياسية، وتزيح الستار عن تحركات داخل السلطات الأمنية ضد الجماعة، بما يشمل تحقيقات بحق عناصرها ورقابة على أنشطتهم وأنشطة الجماعة.
وفقًا لمعلومات المجلة، جرى أيضًا تفتيش منزل الموظف، واحتجزته الشرطة واستجوبته بالفعل.