مستشار النمسا يحذر من تفاقم الأزمة السياسية ببلاده
قبل أيام من تصويت في البرلمان بسحب الثقة منه.
حذر مستشار النمسا، سبستيان كورتس، الخميس، من تفاقم الأزمة السياسية التي اندلعت مؤخرا في بلاده إثر تفجير قضية فساد طالت كرستيان شتراخه، الرئيس السابق لحزب الحرية "يمين متطرف"، أحد ضلعي الائتلاف الحاكم السابق.
يأتي ذلك قبل أيام من تصويت بسحب الثقة في البرلمان، ضد كورتس، رئيس حزب الشعب "يمين وسط"، فيما يعد اختبارا كبيرا لحكومة الأقلية التي تدير البلاد حتى موعد الانتخابات التشريعية المبكرة المرجح إجراؤها 15 سبتمبر/أيلول المقبل.
وفي تصريحات للصحفيين، قال كورتس: "يدي ممدودة للجميع من أجل ضمان استقرار البلاد والحيولة دون تحول أزمة حزب واحد "يقصد حزب الحرية" إلى أزمة سياسية في البلاد".
وأضاف: "تفاقم الأزمة الراهنة يهدد استقرار البلاد، الثقة والشفافية هما أهم ما نحتاجه في الوقت الحالي".
ومضى قائلا: "من أجل إيضاح كل الأمور حول مقطع الفيديو المنشور قبل أيام، ستقوم وزارتا العدل والداخلية خلال الفترة المقبلة بإعلان كافة المعلومات للرأي العام".
واستطرد: "كما سنشكل لجنة لمراجعة أوجه استخدام أموال ميزانية الدولة خلال الفترة الماضية".
كورتس قال أيضا: "من أجل ترسيخ الثقة والتعاون المستند للتوافق السياسي بين البرلمان والحكومة الانتقالية، سيحضر ممثلو جميع الكتل البرلمانية اجتماعات الحكومة حتى انتخاب البرلمان الجديد".
وأمس، نصب رئيس البلاد، ألكسندر فاندير بيلن، حكومة أقلية مشكلة من حزب الشعب، حزب الأكثرية في البرلمان، ومجموعة خبراء غير حزبيين، لتحل محل الائتلاف الحاكم الذي كان يقود البلاد منذ 2017، والمشكل من حزب الشعب وحزب الحرية.
كما دعا سبستيان كورتس قبل أيام إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة ينتظر أن يحدد البرلمان موعدها النهائي خلال أيام، وأنهى الائتلاف الحاكم مع حزب الحرية إثر فضيحة الفساد التي طالت نائبه كرسيتان شتراخه.
وقبل أسبوع، نشرت مجلة دير شبيجل وصحيفة زود دويتشه تسايتونغ الألمانيتان مقطع فيديو يظهر فيه نائب المستشار ورئيس حزب الحرية شتراخه مع سيدة روسية تدعي قرابتها لملياردير روسي، ويبدي استعداده لمساعدة الملياردير الروسي عن طريق إرساء عطاءات حكومية على شركاته، مقابل مساعدته في حملته الانتخابية للانتخابات التشريعية التي أجريت في أكتوبر 2017.
ووفق المقطع، فإن اللقاء بين شتراخه والسيدة الروسية حدث في الـ24 من يوليو/تموز 2017 في جزيرة إبيزا السياحية الإسبانية، ودارت فيه اتفاقات أيضا لاستحواذ الملياردير الروسي على صحيفة كرونه، أكثر الصحف النمساوية انتشارا.
كما عرضت السيدة على شتراخه خلال اللقاء استثمار قريبها، ربع مليار يورو في النمسا، مشيرة إلى أنه هذه الأموال غير شرعية. ورغم إقرارها بعد شرعية الأموال، استمر نائب مستشار النمسا الحالي في الحديث معها حول ضخ الأموال في الاقتصاد النمساوي.
وفجر هذا الفيديو أزمة سياسية عنيفة في البلاد، أنهت الحياة السياسية لشتراخه الذي استقال أمس من جميع مناصبه، وقادت البلاد لانتخابات تشريعية بعد عامين فقط من الانتخابات الماضية التي أجريت في أكتوبر/تشرين الأول 2017.
aXA6IDMuMTMzLjE1NS40OCA=
جزيرة ام اند امز