الكاتب محمود الرحبي لـ"العين الإخبارية": عمان أرض خصبة للحكايات والقصص
الرحبي ولد في أواخر عام 1969 بقرية سرور بعمان، ودرس الأدب العربي في جامعة الملك محمد الخامس بالمغرب.
قال الكاتب القاص العُماني محمود الرحبي، إن بلاده أرض خصبة للحكايات والقصص وذلك لثرائها الإثنوجرافي وتنوعها البيئي، إلى جانب انتقال المجتمع ببطء من البنية التقليدية إلى الحداثة والمعاصرة، وبالتالي تنتقل معه المحكيات في بنيتها من الحكاية التقليدية إلى القصة القصيرة بمعناها المعاصر.
وأضاف الرحبي في حواره مع "العين الإخبارية" بمناسبة دخول مجموعته "صرخة مونش" للمنافسة على جائزة الملتقى للقصة القصيرة بالكويت إن الإبداع العماني يمتلك أصواتا إبداعية متميزة بدليل فوز جوخة الحارثي بجائزة البوكر البريطانية.
وأشار إلى أن الجغرافيا ظلمت الأدب في بلاده، معتبرا أن وصول مجموعته القصصية "صرخة مونش" للقائمة القصيرة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة بالكويت هو تأكيد على أن القصة العُمانية شقت طريقا طويلا، ولكن نظرا لوقوعها في الهامش الجغرافي العربي، لم تنل حقها من التعريف والانتشار.
الرحبي ولد في أواخر عام 1969 بقرية سرور بعمان، ودرس الأدب العربي في جامعة الملك محمد الخامس بالمغرب.
وأصدر العديد من الأعمال في القصة والرواية منها: "اللون البني"، "بركة النسيان"، "لماذا لا تمزح معي"، "درب المسحورة"، "خريطة الحالم"، "ساعة زوال"، "فراشات الروحاني"و"مرعى النجوم".
وفاز الرحبي بعدد من الجوائز الأدبية الرفيعة، منها جائزة أفضل إصدار قصصي في معرض مسقط للكتاب (2008)، والمركز الأول في جائزة دبي الثقافية (2009)، وجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب (2012).
وإلى نص الحوار:
-هل كنت تتوقع وصول المجموعة للقائمة القصيرة؟
صعب أن يتوقع الكاتب وصول مجموعته لأي جائزة، وربما أكثر ما أعرفه هو أن أكتب قصصي بأقصى جهد ممكن قبل أن أسلمها للطباعة، وهذا ما أسعى إليه طيلة مسيرتي في كتابة القصة منذ أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات حين كنت أنشر في صحف محلية وعربية بصورة متواصلة قبل أن أطبع مجموعتي الأولى التي حملت عنوان (اللون البني) وصدرت في منتصف التسعينيات عن دار المدى بدمشق.
-ما أهم خاصية قصصية ترتكز عليها قصصك عموما؟
تعتمد عادة على الالتقاط، اللقطة أساسية في قصصي. ما يراه الآخرون هامشا أراه أساسيا، حتى وإن كان ذا طبيعة هامشية. هذه المعادلة بسيطة ومعقدة في آن. رجل يتعثر في الطريق ثم ينهض ويستعيد مشيته باستقامة، هذا أمر عابر وعادي، بالنسبة إلي هو حدث يستحق وقفة سردية، قد تستدعي تاريخ التعثر وتستدعي تبعثر الأفكار وربما تستدعي أسئلة عديدة. كتابة السرد، وخاصة القصة القصيرة تعني أحيانا البحث في مثل هذه المواقف.
-لغة القصة لديك تتميز بارتباطها بالمكان أكثر ، وتأتي الشخصيات ثانوية في الأغلب.. هل هذا صحيح؟
لا أهتم كثيرا بالمكان. أو أهتم به في حدوده القصصية فقط. مكان القصة قد يكون أحيانا لا مكان بالمعنى الجغرافي والأحداثي، كأن يكون على ظهر سفينة عابرة أو في بطن طائرة، كذلك البلدان تتشابه، ويمكن أن تستدعي حدثا حصل في مكان ما وتدمجه لتصنع سبيكة قصصية. ودائما المكان وجهة نظر، ونقطة انطلاق في القصة وليس بالضرورة أن يكون معطى جغرافيا ثابتا، وهذا الأمر نستفيد منه من القصص القديمة وخاصة ألف ليلة وليلة، ينطلق السندباد من بغداد ولكنه يبحر بعد ذلك في عوالم الخيال، ثم يعود إلى مكانه الأول، وهكذا.
-تميزت كتابتك السردية بلغتها السهلة الممتنعة والممتعة.. هل استطعت إيصال رسالة الإنسان البسيط من الهامش إلى المركز رغم المعوقات؟
ربما ذلك عائد إلى اهتمامي بالحكاية خاصة وأنني أنتمي إلى بلد كانت تشكل فيه الحكاية إلى وقت قريب مصدر غذاء يومي للمخيلة. يمكنك أن تعود إلى قصة لي في مجموعتي القصصية "صرخة موش" تحمل عنوان " حكاية النهاية" وفيها حاولت أن ألخص في قالب حكائي كيف انتهت أسطورة السحر في عمان. هذه الأساطير وغيرها كانت بمثابة عشاء يومي، يتلقاه الأطفال قبل نومهم من الأمهات والخالات والجدات.
- يتحدث نقاد الأدب عن تراجع فن القصة في زمن الرواية.. فهل هذه النظرة واقعية؟
لا شك أننا نعيش في زمن الرواية، كما وصف ذلك الناقد الأدبي المعروف جابر عصفور في كتابه ( زمن الرواية) ولا شك وفقا لهذا المعطى أن اهتمام القراء ومعظم الجوائز الأدبية تذهب للرواية، ولكن وجود مسابقة عربية للقصة العربية بهذه القوة كجائزة الملتقى للقصة العربية بالكويت، والتي تعتبر بوكر القصة العربية، نظرا لتنوع لجان التحكيم وسعة المشاركة العربية فيها، استطاعت بذلك أن تخلخل قليلا هيمنة الرواية وتعيد للقصة القصيرة رونقها وأصالتها المعروفة، وهذا إنجاز مهم يجب إيفاؤه حقه من الذكر.
- فى ظل تعدد أشكال القصة.. في رأيك على أي من أجناس القصة يكون إقبال القراء حاليا؟
هناك أجناس إبداعية لم تتأصل بعد ولم تتبلور بصورتها النهائية، والقصة القصيرة في رأيي هي أكثر هذه الأجناس الأدبية أصالة، علينا أن نتذكر أنها كانت مزدهرة جدا في كتب الأخبار التي تركها الجاحظ وأبو حيان التوحيدي ومقامات الهمذاني والحريري وغيرهم كثير. بينما الرواية التي تحتل الآن المشهد لم تظهر سوى في القرن الثامن عشر، و أثبتت وجودها مع الزمن.
aXA6IDE4LjExNy4xNjYuMTkzIA==
جزيرة ام اند امز