معرض أبوظبي للكتاب 2024.. أسواق الكتب الشعبية تستلهم تجربة سور الأزبكية
للمرة الأولى في تاريخه، يخصص معرض أبوظبي الدولي للكتاب تجربة استثنائية للجمهور تتمثّل في تنظيم أسواق الكتب الشعبية "سوق الأزبكية" الذي يحاكي سوق الأزبكية القديم والعريق في مصر، ويتيح التعرّف إلى ما يقدّمه من كنوز فكرية ومعرفية.
وسور الأزبكية، أحد أعرق الأماكن الثقافية في مصر، فقد تحول من بركة ماء في القرن التاسع عشر إلى قلعة معرفية صقلت الأجيال وأثرت تجارة الكتب في مصر.
في القرن التاسع عشر، كانت بركة الأزبكية تُزين القاهرة، وتجذب العائلات للاستجمام على ضفافها. لكن مع مرور الزمن، تم ردم البركة وتحويلها إلى حديقة خضراء، لتُصبح وجهة مفضلة للقاء المثقفين والفنانين.
في منتصف القرن العشرين، شهدت حديقة الأزبكية تحولًا مهما، حيث تم تشييد "أكشاك خشبية" على طول سورها لبيع الكتب والمجلات، وسرعان ما تحول هذا السور إلى ملتقى للطلاب والمثقفين الباحثين عن المعرفة بأسعار رخيصة.
ازدهار سور الأزبكية
بمرور الوقت، ازدهر سور الأزبكية، ليصبح رمزًا للثقافة والمعرفة في القاهرة، وتوافد العديد من الكتّاب والفنانين إلى السور لعرض أعمالهم والتواصل مع الجمهور، وباتت "أكشاكه" تضمّ كنوزًا من الكتب القديمة والنادرة.
ولعب سور الأزبكية دورًا مهما في نشر الثقافة والمعرفة في مصر، حيث ساهم في تكوين أجيال من المثقفين والكتّاب الذين اعتبروا السور بيتهم الثاني، كما أثرى تجارة الكتب والمجلات في البلاد، وفتح الباب أمام الجميع للوصول إلى المعرفة.
انهيار سور الأزبكية
في الثمانينيات، واجه سور الأزبكية أول تحدياته، حيث تم هدم دار الأوبرا القديمة وبناء مرآب متعدد الطوابق في مكانها، ثم في التسعينيات، واجه السور تحديًا أكبر، حيث تم هدمه بالكامل لبناء خط مترو الأنفاق.
بفقدان سور الأزبكية، فقدت مصر معْلَمًا ثقافيًا مهما كان له أثر عميق على حياة العديد من المصريين، لكن روح السور ظلت حاضرة في ذاكرة الكثيرين.
خلال فترة حفر مترو الأنفاق، استمر باعة الكتب في التواجد في أماكن أخرى من القاهرة، حاملين شعلة المعرفة التي أشعلها سور الأزبكية، حتى عادوا مرة أخرى لبيع الكتب في المنطقة.