مسلمون ومسيحيون يجتمعون على حب الأزهر
لا أحد يمكنه أن يغفل عن دور "الأزهر الشريف" في نشر التعاليم المختلفة والسلام حول العالم.
أثني المتحدثون في اليوم الثاني لفعاليات المؤتمر الدولي للأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين " الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل" على دور مؤسسة الأزهر، وعلى رأسها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب.
الأزهر انعكاس للاعتدال الإسلامي
وخلال كلمته، أشاد الأنبا أرميا الأسقف العام بالكنيسة المصرية، بدور الأزهر الشريف، واصفًا المؤسسة الإسلامية وقائدها الإمام الأكبر أحمد الطيب يمثلان "الاعتدال الإسلامي"، موضحًا أن استخدام الدين كستار لتنفيذ أغراض معينة قد يحدث في بعض الفترات من التاريخ، كما حدث في الحملات الصليبية التي نفذت باسم الدين، قائلًا "أي استخدام للدين لا يحرض على القتل والفساد في الأرض".
وفي الوقت نفسه أكد على أهمية مبادرات وجهود الأزهر في مكافحة ومواجهة الأفكار المتطرفة، مشيرًا إلى أن مبادرة بيت العائلة المصرية، التي تبناها الأزهر، تهدف إلى إنتاج كتاب يضم كافة القواسم المشتركة بين الأديان المختلفة وتقديمها داخل المناهج الدراسية، من أجل نشر فكرة التسامح وتقبل الآخر بين الأجيال المقبلة بالمدارس.
الأزهر المؤسسة الدينية الوحيدة ذات المبادرات المؤثرة
كما أشاد الكاتب اللبناني رضوان السيد، بدور الأزهر الشريف كمؤسسة دينية تتمتع بالصلابة والتماسك تعرض رؤى وسطية للعيش ليس للمسلمين فقط لكن للعالم أجمع.
وأشار السيد إلى دور الأزهر الكبير في إظهار تطوراته وقدراته على التأثير في الجمهور المسلم حول العالم، مشددًا على أن الأزهر هو المؤسسة الدينية الوحيدة التي لها مبادرات نظرية وعملية مؤثرة خلال السنوات الست الأخيرة.
يرى السيد أن القدرة على المبادرة دليل على تماسك المؤسسة الأزهرية وسط التغييرات العاصفة التي شهدتها المنطقة والعالم.
الإرهاب لا دين له
من جانبه، نوه فيكتور مكاري، المسؤول عن مبادرة الملتقي الأكاديمي المسيحي للمواطنة في العالم العربي، إلى ضرورة مواصلة إصدار البيانات المشتركة الهادفة لتوعية الشعوب المختلفة في تقبل الآخر ونبذ العنف، خاصة مع تزايد التحديات والعقبات التي تواجه المنطقة العربية والشرق الأوسط ما يتطلب من جميع الطوائف الاتحاد لاستيعاب المرحلة الحالية.
واستنكر الأب رفعت بدر رئيس المجلس الكاثوليكي للإعلام في الأردن، وصم الإسلام بالعنف والإرهاب، مؤكدًا أن الإرهاب لا دين له، ذاكرًا مواقف عديدة عاشها مع قادة الأزهر وعلماءه في محاولات مواجهة التطرف الفكري والعنف.
وفي الوقت نفسه أثنى بدر على زيارة شيخ الأزهر للفاتيكان عام 2016، والتي من خلالها رسخت معاني ومبادئ كثيرة بهدف نبذ العنف والتأكيد على ضرورة نشر السلام، موضحًا أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب قادر على القيام بعلاقات إسلامية ومسيحية جيدة بين المؤسسات الدينية بالعالم.
الأزهر فقه التعايش وليس فقه الأقليات
قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، محيي الدين عفيفي، إن الأزهر الشريف بدأ بالفعل في الأخذ بخطوات عملية على الأرض لتحقيق السلام بين علماء المسلمين.
كما أشار إلى أن شيخ الأزهر فضيلة الإمام أحمد الطيب قام بزيارات رسمية إلى بعض الكنائس في أنحاء العالم، وذهب أيضا إلى بابا الفاتيكان البابا فرانسيس ودعاه لمؤتمر عالمي لتحقيق السلام الكامل.
وأوضح عفيفي أن الأزهر أرسل أيضًا قوافل سلام إلى مختلف دول العالم لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين الإسلامي، مشددًا على أن الأزهر الشريف يحترم كل الشعوب وأنه على وعي كامل بأن من حق الجميع العيش في سلام.
كما أكد على أن الأزهر يتخذ من فقه التعايش مع الآخرين مبدأ أساسيا لنشر دعوته، وأنه يرفض تماما فقه الأقليات، مضيفًا أن الأزهر سيظل دائما يدعو لرفع الظلم عن المستضعفين في العالم والتوعية بحقوقهم.
دور الأزهر يحتاج لمؤتمر مستقل
أشاد الدكتور عبد الناصر أبو البصل عضو مجلس الإفتاء الأردني بالمبادرات التي أطلقها الأزهر الشريف خلال تاريخه للحوار بين الأديان ودعم ثقافة العيش المشترك والمواطنة، مؤكدا أن دور الأزهر أساسي في هذه المبادرات.
كما شدد على أن "الحديث عن دور الأزهر وحده يحتاج لمؤتمر مستقل وأساتذتنا من العلماء في الأزهر يقومون بدورهم انطلاقا من واقع شرعي".
وقال أبو البصل إن هذا المؤتمر يعقد بمبادرة من الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين وهما بذاتهما مبادرتان عربيتان لخدمة المسلمين والمسيحيين.
ويرى أن أهم ما في المبادرة هو دور العلماء في الأزهر والمفكرين والعلماء، لأن علماء الأزهر صاغوها وبنوا عليها وهي ليست مسألة يسيرة، لأنه من الضروري أن تستند المبادرة إلى الثوابت والأصول والثقافة والحضارة وإلا ستضيع في مهب الريح.
100 وثيقة وخطاب أزهري لمكافحة داعش
تنظيم "داعش" كان محور حديث الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف الذي أشار إلى إصدار الأزهر نحو 100 وثيقة وخطاب لتفنيد مزاعم هذا التنظيم الإرهابي.
وعن تطوير المناهج التعليمية، قال شومان إن الإمام الأكبر شكل في 2013 لجنة إصلاح التعليم عمل فيها أكثر من 100 خبير من داخل الأزهر وخارجه، وعملت بشكل متواصل لعام ونصف.
أوضح شومان أنه تم على إثر هذا العمل تعديل جميع المقررات بالتعليم ما قبل الجامعي في الأزهر ومناهج الثقافة الإسلامية في الإعدادي والثانوي.
وأضاف شومان أن اللجنة تعمل الآن على مراجعة مناهج جامعة الأزهر التي تضم 80 كلية، مشيرا إلى أن اللجنة راجعت المناهج الدينية في وزارة التربية والتعليم، إلى جانب مراجعة مناهج في بعض الدول العربية ومنها الإمارات.