اقبلوا الآخر تسلموا.. نداء مؤتمر "الحرية والمواطنة"
بوابة العين الإخبارية ترصد في كلمات المشاركين بالمؤتمر الدولي "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل" ما يشجع على التنوع وقبول الآخر.
المتطرف في أبسط تعريفاته، هو شخص فقد القدرة على تقبل أي معتقدات تختلف عن معتقداته، ويكون من نتيجة ذلك سعيه إلى فرض رأيه بالقوة، فتشيع حالة من العنف داخل المجتمع.
والسبيل لمواجهة هذه الحالة، كما أكد قادة الدين الإسلامي والمسيحي في كلماتهم بالمؤتمر الدولي "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل"، هو التدريب على قبول الآخر، لأن ذلك في رأيهم هو السبيل نحو التعايش السلمي.
وحرص الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في كلمته على أن يأتي من القرآن الكريم بما يؤكد على أن قبول الآخر منهج إسلامي.
وقال الطيب: "الإسلام الذي اعتز بالانتساب إليه ينبهنا إلى ذلك في آية قرآنية يحفظها المسلمون والمسيحيون معاً من كثرة ما تردَّدت على الأسماع في المحافل: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾".
وبينما يسعى المتطرفون لفرض مذهب أو دين بالقوة، لفت الطيب إلى أن الإسلام ينبهنا إلى حق أصيل فطر الله الإنسان عليه، وهو حق الحرية والتحرر من الضغوط، وبخاصة ما يتعلق بحرية الدين والاعتقاد والتمذهب، وأشار في هذا الصدد إلى قوله تعالى ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ {البقرة: 256}، ﴿وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ﴾ {يونس: 99}، ﴿لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ﴾ {الغاشية: 22}، ﴿إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ﴾.
وعزا البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، شيوع التطرف إلى ما أسماه بـ"التربية الأحادية" القائمة على الرأي الواحد، حيث يكون وقتها كل رأي مختلف هو كافر أو مضلل.
ولفت إلى أن حل المشكلة يكمن في تقديم القيم الدينية بصورة مستنيرة وعصرية، فالفكر المتطرف يعالج فقط بالفكر المستنير وليس الإنشائي.
وللتأكيد على خطورة عدم التعاطي الإيجابي مع تلك المشكلة بالبحث عن حلول لها، حذر مارلي لويس رافايل ساكو بطريرك بابل للكلدان في العراق والعالم، من أن المتطرفين قد يعيدون إنتاج التجربة العراقية في أكثر من بلد عربي.
ولفت إلى أن الحل يكمن في تفعيل مبدأ المواطنة بين أطياف المجتمع المختلفة، مضيفاً: "أنا قادم من بلد تعيش الآن تجربة مريرة مع التطرف والإرهاب بسبب عدم استخدام هذا المبدأ".
وبرأ لويس الدين من شبهات التطرف، قائلا: "الدين يسعى في الأساس لإنهاء الفتن وبث الطمأنينة بين البشر، وأن استخدام المتطرفين الدين لنشر أعمالهم الإرهابية تحريف واضح له".
واتفق المشير عبدالرحمن سوار الذهب، الرئيس السوداني الأسبق عضو مجلس حكماء المسلمين، مع ما ذهب إليه بطريرك بابل للكلدان في العراق والعالم، وبرأ الدين الإسلامي من أفعال المتطرفين.
وقال إن "الدين الإسلامي يدعو للتواصل السلمي بين المسلمين وغير المسلمين وفق منهج ونصوص حددها القرآن الكريم".