الأديان لا تسبب داء التطرف لكنها تقدم الدواء
المشاركون في مؤتمر "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل"، أكدوا أن ظاهرة التطرف نشأت بسبب الفهم الخاطئ لحقيقة الدين ومغزى الأديان.
إذا كان وباء التطرف يتم إلصاقه في هذه الآونة بالدين الإسلامي، فإن قادة الدين الإسلامي والمسيحي المشاركين في مؤتمر "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل"، أكدوا على أنها ظاهرة توجد في كل الأديان، مؤكدين أنها ظاهرة نشأت بسبب الفهم الخاطئ لحقيقة الدين ومغزى الأديان.
وجسد الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، هذه الحقيقة في كلمته، مذكراً بشواهد من التاريخ تؤكد أن الفهم الخاطئ للأديان، أنتج ظاهرة التطرف بين أبناء الديانات السماوية الثلاث.
وقال الإمام الأكبر، إن المشكلة ليست في الدين، بقدر ما تكمن في التطرف في فهم حقيقة الدين ومغزى الأديان كلها ورسالة كل الأنبياء.
وحذر الدكتور من أنه يجب التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا، لأنها عاجلاً أم آجلاً ستطلق أذرعتها نحو المسيحية واليهودية، وأضاف أن تبرئة الأديان من الإرهاب لم تعد تكفي أمام الاتهامات المتوحشة، مؤكداً أن التبرئة تستلزم التعاون والتكامل بين رجال الأديان الثلاث.
واتفق مع هذه الرؤية البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، الذي أكد في كلمته أن "الدين حل لمشكلة التطرف في العالم وليس جزءاً منها".
وقال إن حل المشكلة يكمن في تقديم القيم الدينية بصورة مستنيرة وعصرية، فالفكر المتطرف يعالج فقط بالفكر المستنير وليس الإنشائي.
وحمّل تواضرس علماء رجال الدين مسؤولية إرساء هذا الخطاب العصري والمستنير في القرن الواحد والعشرين، الذي نعيش فيه ويتمتع بأساليبه ومعطياته الخاص.
واتخذ البطريرك مار بشارة الراعي، بطريرك الموارنة بلبنان، من التجربة اللبنانية ما يؤكد به على حقيقة أن الدين لا يشكل عائقاً نحو تحقيق وحدة وتعايش أفضل في المنطقة والعالم، بل هو عامل أساسي لتحقيق ذلك.
وقال "التجربة اللبنانية أوجدت شكلاً تطبيقياً للمواطنة والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، انطلاقاً من العروبة، ليتساوى الجميع في الحكم والإدارات".