نجاح مؤتمر الأزهر حول القدس والوسم المرفق به رسميا وشعبيا أجهض محاولات إقليمية ودولية لإضعاف دور الأزهر عالميا.
حمل نجاح مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس الذي انعقد في القاهرة نهاية الأسبوع مؤشرا جديدا على رسوخ مكانة الأزهر الشريف كمنارة هادية لنحو مليار ونص المليار مسلم، رغم الهجمات الحادة التي يتعرض لها، سواء من دعاة الإلحاد أو الجماعات الإرهابية.
وانعقد المؤتمر بتنظيم من الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين يومي 17 و18 يناير/كانون الثاني الجاري بهدف حشد رأي عام عالمي ضد القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
ووفق ما نشره الأزهر على موقعه الإلكتروني، فقد حقق وسم #الأزهر_لنصرة_القدس والذي أطلقه تزامنا مع المؤتمر أكثر من نصف مليار مشاهدة حول العالم.
أما عدد التغريدات المتفاعلة معه فقد تجاوز الـ ١٦ ألف تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
وكان وكيل الأزهر عباس شومان وصف هذا الإقبال على متابعة المؤتمر بقوله: "أظن أن هذا لم يحدث ربما في تاريخ متابعة الحروب وليس المؤتمرات، وهذا نجاح لا يمكن لأحد أن ينكره".
وبالإضافة لتفاعل مواقع التواصل الاجتماعي مع الحدث الكبير، فقد تفاعلت الدول والمنظمات كذلك بشكل كبير؛ حيث شارك في المؤتمر أكثر من 86 دولة، وغطاه أكثر من 800 إعلامي من مختلف الدول.
الحرب على الأزهر
وتعرض الأزهر الشريف، تزامنا مع ما يوصف بـ"ثورات الربيع العربي" لهجمات غير مسبوقة على تاريخه وأئمته وفتاويه، وصلت لدرجة المطالبة بإلغائه من الأساس.
وشارك في هذه الهجمات كل من رفض الأزهر تقديم فتاوى تصب في صالح مشاريعهم التدميرية، سواء كانوا من تنظيم الإخوان الإرهابي والجماعات المتفرعة منه والدول الداعمة لهم مثل تركيا، أو الحركات الإلحادية، وبعض من يصفون أنفسهم بدعاة الإصلاح الموالين لإيران.
وتعدت هذه الهجمات مجرد النقد لبعض الآراء أو سلوكيات بعض المشايخ، إلى محاولات تجريح الأزهر وأئمته، بهدف نزع هيبته من صدور الناس.
كما يتعرض الأزهر منذ عدة سنوات لمحاولات دولية وإقليمية للحد من دوره عبر إنشاء كيانات موازية تنزع عنه الريادة في العالم الإسلامي.
ومن أمثلة ذلك قيام تنظيم الإخوان الإرهابي والدول الداعمة له كقطر وتركيا وغيرهما بتأسيس كيان إرهابي أطلقوا عليه "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" بزعامة الإرهابي يوسف القرضاوي عام 2004، ولكن مواقف هذا الاتحاد الداعمة للإرهاب والفتن وتفتيت الدول العربية كشفت أمره للمسلمين وأودت به إلى الهاوية.
طمع تركي
كذلك أعلن رئيس مديرية الشؤون الدينية التركي الدكتور محمد غورماز في أكتوبر/تشرين الأول 2014 أن بلاده تعتزم إنشاء جامعة إسلامية تضاهي جامع وجامعة الأزهر، مكيلا الاتهامات للأزهر، قائلا إنه لم يعد قادرا على القيام برسالته.
غير أن انكشاف الدور التركي في محاولة إعادة احتلال الدول العربية تحت خرافة الخلافة في السنوات الأخيرة سيجعل من طموح أنقرة منافسة الأزهر خرافة أخرى.
وانتهت فعاليات مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس، الخميس الماضي، بإلقاء فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين البيان الختامي الذي أكد تمسك المشاركين فيه بعروبة القدس ورفض قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار المدينة عاصمة لإسرائيل.
وشدد الطيب على أن القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة وحرما إسلاميا ومسيحيا.
كما اعتمد المؤتمر اقتراح شيخ الأزهر باعتبار عام 2018 عامًا للقدس الشريف للتعريف بهذه القضية في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام.
وكذلك اعتمد المؤتمر مبادرة تعميم مقرر دراسي عن القدس يُدرس في المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر، مع دعوة القائمين على مؤسسات التعليم في سائر بلدان العالم وجميع الهيئات والمنظمات الفاعلة إلى تبني هذه المبادرة.