خمار وبلوتوث.. "الغش بالأذن" في بكالوريا الجزائر
بعد "تضييق الخناق" القانوني والقضائي على الغش بامتحانات البكالوريا في الجزائر، عادت "موضة" "الخمار والبلوتوث".
وكشفت امتحانات الثانوية العامة بالجزائر هذا العام عن أمرين، الأول هو التطبيق الصارم للقانون المحارب للغش بعد أن أعلنت السلطات الجزائرية "الحرب على الغش في الامتحانات" بعقوبات تصل إلى 15 سنة سجناً نافذا "غير قابلة للنقض"، وهو ما أدى إلى تراجع حالات الغش في امتحانات البكالوريا مقارنة بالسنوات الماضية.
- امتحانات البكالوريا في الجزائر.. الغش ينعش مبيعات "البلوتوث"
- امتحانات الثانوية في الجزائر.. مكافحة الغش بـ"العقاب المنتظر"
الأمر الثاني كان عودة "موضة البلوتوث" خلال بكالوريا 2022، لكن اللافت أن معظم أبطال الوقائع "من الإناث"، والغريب في قصص الغش الجديدة تورط "أمهات" وصفحات عبر مواقع التواصل.
"العين الإخبارية" التقت بسيدة جزائرية كانت مع 4 صديقات لها في شارع "البريد المركزي" في العاصمة الجزائرية، صباح الثلاثاء، وهي تخبر صديقاتها "عن بلوتوث تحت الخمار".
استوقفتها "العين الإخبارية" لتسألها عن حقيقة "الخمار والبلوتوث"، فكشفت بأنها أستاذة وخرجت للتو من حراسة امتحان البكالوريا في إحدى الثانويات القريبة، لكنها تحفظت على ذكر اسمها.
الأستاذة قالت لـ"العين الإخبارية" عن "إن أستاذا كان معها في الحراسة شاهد طالبة وهي تغش في الامتحان بعد أن سمعوا صوتاً غريباً صادرا من أذنها".
وتابعت: "الطالبة ترتدي الحجاب، لم يكن يظهر عليها أي ارتباك، لكن ما فضحها صوت غريب كنا نسمعه في الصف، اقتربت أنا والأستاذ الذي كان معي من كل طالب، وإذا بالصوت من أذن تلك الطالبة التي كانت تستعمل بلوتوث صغير جدا".
وأوضحت بأنه تم توقيفها وإخراجها من الصف وتحرير محضر بالحادث، على أن تقوم الجهات المعنية ببقية التفاصيل القانونية.
كما أكدت الأستاذة بأن ظاهرة استعمال "البلوتوث" في الغش بالامتحانات "عادت خلال بكالوريا هذا العام بعد تضييق الخناق القانوني على طلبة البكالوريا"، ولفتت إلى أن "هذه الموضة القديمة تجددت مع الطالبات أكثر، حيث يجدن سهولة في وضعه تحت الخمار".
في المقابل، يطرح متابعون تساؤلات عن "قدرة الطلبة إدخال أجهزة الهاتف والبلوتوث" في وقت يمنع القانون إدخال الهواتف والمحافظ وأي وسيلة إلكترونية.
بلوتوث وفيسبوك وراء القضبان
ومساء الثلاثاء، أصدرت النيابة العامة لمجلس قضاء محافظة خنشلة الواقعة شرقي الجزائر، بياناً اطلعت "العين الإخبارية" على محتواه، أعلن إدانة 4 أشخاص بالسجن بعد محاولتهم الغش في امتحانات الثانوية العامة، مستعملين جهاز "البلوتوث".
وأفاد بأنه "تم إحالة 3 أشخاص على قسم الجنح بمحكمة خنشلة عن جنحة الشروع في نشر وتسريب مواضيع امتحانات البكالوريا باستعمال وسائل الاتصال عن بعد".
وتقرر إدانتهم بعام حبس نافذ و20 ألف دينار جزائري غرامة مالية "مع الإيداع بالجلسة ومصادرة المحجوزات بعدما قامت مصالح الأمن الحضري الرابع بولاية بتقديمهم أمام النيابة العامة لدى محكمة خنشلة بعد ضبطهم من طرف الأساتذة المراقبين وهم بصدد تسريب مواضيع شهادة البكالوريا باستعمال وسائل الاتصال عن بعد "بلوتوث".
كما تم توقيف شخص آخر من طرف مصالح أمن دائرة "أولاد رشاش" لاشتباهه في الترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي "لأجهزة حساسة محظورة تستعمل في الاتصال عن بعد (بلوتوث خفي)".
وأضاف بيان المحكمة بأنه "وتنفيذا للإذن بالتفتيش لمنزل المشتبه فيه تم ضبط وحجز 18 جهازا متطورا يستعمل في الاتصال عن بعد صرح بأنه قام بشرائها لإعادة بيعها كونها تستعمل في الغش خلال الامتحانات".
ووجهت له تهما تتعلق بـ"جنحة حيازة بضاعة أجنبية محظورة متأتية عن طريق التهريب لغرض التجارة"، وتمت إدانته بشهرين حبساً نافذا.
في السياق ذاته، أصدرت محكمة محافظة تلمسان الواقعة غربي الجزائر، حكماً بالسجن 18 شهرا ضد طالب كان "في حالة غش بامتحانات الباكالوريا لمادة اللغة العربية، باستعمال وسيلة إلكترونية بين مترشحة حرة وشخص خارج مركز الامتحان تربطه بها علاقة قرابة مباشرة".
والدة في السجن
قضية غش أخرى مثيرة حدثت في امتحانات البكالوريا في الجزائر كانت بطلتها وضحيتها معا أم بعد أن ضبطت متورطة في مساعدة ابنتها عبر الهاتف.
والإثنين، قضت محكمة غرداية (جنوب) بوضع سيدة في الحبس المؤقت، لـ"قيامها بمساعدة ابنتها على الغش أثناء اجتيازها امتحان مادة التاريخ والجغرافيا لنيل شهادة التعليم المتوسط بالتواصل معها بهاتف نقال".
يذكر أن السلطات الجزائرية قررت إيقاف جميع مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاته خلال ساعات امتحان طلبة الثانوية العامة من "فيسبوك" و"إنستقرام" و"واتساب" و"فايبر" و"تيليجرام" كإجراء احترازي لمنع الغش، وهي المواقع التي كان يستعملها طلبة البكالوريا في عمليات الغش خلال السنوات الماضية.