بكتيريا وليست فيروس.. إعادة تدوير شائعة قديمة عن كورونا
"إنها بكتيريا وليست فيروس".. ظهرت هذه الشائعة بداية جائحة كورونا، ولكن الجديد إعادة تدويرها بوضعها في قالب رسمي بطلته دولة سنغافورة.
وزعمت الشائعة المتداولة بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، أن وزارة الصحة في سنغافورة عممت رسالة أعلنت خالها تعديل بروتوكلات العلاج لاكتشافها أن سبب هذا المرض بكتيريا وليس فيروسا، وأن هذه البكتيريا تتسبب في موت الإنسان عن طريق التخثر في الدم، ومن ثم فإن العلاج الأساسي لهذا المرض هو الإسبرين.
وأصدرت وزارة الصحة في سنغافورة بيانا نفت فيه إصدارها مثل هذه الرسالة، وشددت على أن جميع المزاعم المتداولة كاذبة، وأن الوزارة لم تصدر أي رسالة، ولم تُجر مثل هذا التشريح لمريض كوفيد -19 ولم تقدم مثل هذه الادعاءات حول الفيزيولوجيا المرضية لعدوى (كوفيد -19)، ولم توصي بأي تغيير في بروتوكولات العلاج.
وشددت على أنه استنادا إلى العديد من الدراسات العلمية والأدلة الحالية، فإن (كوفيد -19) ناتجا عن فيروس كورونا المستجد، مشيرة إلى أن منظمة الصحة العالمية، سبق وكشفت زيف الأسطورة القائلة بإن (كوفيد -19) ناجم عن بكتيريا وليس عن فيروس.
وختمت وزارة الصحة السنغافورية بيانها بالتأكيد أن الأسبرين ليس له تأثير مباشر على الفيروس المسبب لـ(كوفيد -19).
ورغم هذا البيان الصادر في 15 يونيو/حزيران، إلا أنه لم يحظ بنفس انتشار الشائعة، وقال أحمد سالمان مدرس علم المناعة وتطوير اللقاحات بمعهد "إدوارد جينر" بجامعة أكسفورد، وعضو فريق انتاج لقاح (أكسفورد/ إسترازينكا) في تفسيرة لذلك: "للأسف هناك من يفضل استقاء معلوماته من السوشيال ميديا، وليس المصادر الرسمية، وهذا خطر كبير".
وتعجب من عودة هذه الشائعة مجددا، قائلا: "البعض لم يكتف بإنتاج الشائعة، بل هناك الآن إعادة تدوير لها عن طريق إلصاقها بجهات رسمية مثل وزارة الصحة في سنغافورة".
ووصف الرسالة المتداولة بأنها (كلام فارغ)، لأن العلماء يرون الفيروس تحت الميكرسيكوب، وأجروا عليه دراسات جينية ودراسات لمعرفة مستقبلاته وطريقة عمله، فكيف يأتي الآن من يقول إنه ميكروب.
وأضاف: "من لديه ولو قدر بسيط من المعرفة يعلم أن هناك فارقا كبيرا بين البكيتريا وهي خلية، والفيروس، وهو ليس خلية، وإذا كان الطالب الصغير في كلية العلوم يستطيع التفرقة بين الاثنين، فهل سيخطىء كل علماء العلماء؟".
وعن سبب ظهور تلك الشائعة الآن، أوضح أن مطلقها ربما أراد الاستفادة من ظهور عدوى بكتيرية كمضاعفات للإصابة بالفيروس، والتي ظهرت بين عدد من المصابين، وأراد الإيحاء بأن كورونا بكتيريا وليست فيروس، مع أن العدوى البكتيرية، كأحد مضاعفات الفيروس، أمر وارد الحدوث، ويظهر في أمراض فيروسية أخرى مثل الأنفلونزا، وفي مثل هذه الحالات ، يمكن وصف المضادات الحيوية كعلاج.
وأثارت جائحة كوفيد-19 منذ اندلاعها طوفان من الشائعات، منها أن بعض اللقاحات تحتوي على شريحة وضعها بيل جيتس للتحكم في العالم، وأن اللقاح يغير الجين الوراثي للشخص، وأن من سبق له الإصابة بـ"كوفيد-١٩" لا يحصل عليه، وأن جرعة واحدة منه تعطي المناعة المطلوبة للوقاية، وأنه لا يمكن أخذ لقاحي الإنفلونزا وكورونا في العام ذاته، وأن من الشخص الذي تلقى اللقاح في حاجة للعزل.
aXA6IDE4LjIyMS4xMi42MSA= جزيرة ام اند امز