منذ 1 يناير/ كانون الثاني الماضي، وقع ما لا يقل عن 17 هجوماً إرهابياً داخل بنين.
إن النمط الذي يتبعه الإرهابيون في البلاد مشابه جداً لذلك المستخدم في دولة توغو، وهو يقوم على تنفيذ هجمات ضد أهداف بالقرب من الحدود مع بوركينا فاسو والنيجر.
ويسمح ذلك لمقاتلي "القاعدة" بالهجوم والتراجع إلى البلد المجاور داخل الغابات الكبيرة حيث أقاموا معسكراتهم التي يحتمون فيها من جيش بنين.
عادة، يتم تنفيذ هذه الهجمات من قبل جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم "القاعدة" من خلال كتيبة "سيكو مسلمو" في توغو وشمال غرب بنين، وكتيبة "حنيفة" في شمال شرق بنين، على الرغم من تنفيذ هجمات متفرقة من قبل إرهابيي "داعش" مثل هجوم مدينة جينيه في 29 مارس/ آذار وهجوم مالانفيا في 16 أبريل/ نيسان الماضي.
وأظهرت بنين، في إطار سياسة عدم التسامح مع الإرهاب، موقفها عندما طردت في بداية فبراير/ شباط الماضي، المواطن البلجيكي جان لويس دينيس، الملقب بـ "دينيس الخاضع"، من أراضيها.
واتُهم دينيس بتجنيد إرهابيين في تورو وسط البلاد. وكان هذا الشخص البالغ من العمر 49 عاماً قد اُعتقل سابقاً في بلجيكا في عام 2016 بتهمة تجنيد الشباب المسلمين الذين أرسلهم للقتال في سوريا.
هناك تفصيلة مهمة يجب مراعاته، وهي أن دينيس كان يُجنّد الإرهابيين في وسط بنين وليس في الشمال حيث يتم تنفيذ الهجمات، وهو مؤشر على أن نوايا "القاعدة" لا تقتصر على تواجدها في الشمال فقط.
خلال الفترة الممتدة من بداية العام الجاري إلى غاية شهر مايو/ أيار، هاجم عناصر تنظيم "القاعدة" في بنين قاعدة غواندي العسكرية ومركز القوات البحرية في أليبوري، على الرغم من اتهام "داعش" بالمسؤولية عن هذا الهجوم.
كما هاجمت "القاعدة" المزارعين والصيادين في المنطقة والبلدات المجاورة، وارتكبت جرائم قتل وخطف وسرقة مواشي ونفّذت هجمات قاتلة بالعبوات البدائية الصنع موجهة ضد أهداف مدنية وعسكرية وشرطية. في معظم الحالات، يهرب الإرهابيون المنتمون لكتيبة "حنيفة" باتجاه حديقة بارك دبليو، في حين يتوجه عناصر كتيبة "سيكو موسليمو" إلى حديقة بندجاري أو محمية باما في بوركينا فاسو.
هناك مستجدات في الاعتداءات الإرهابية لاحظناها في الهجوم الذي وقع في 2 أبريل/ نيسان الماضي حوالي الساعة 6:30 صباحاً ضد 6 صيادين بالقرب من نهر بندجاري.
وبحسب الأنباء الواردة، كان من بين المهاجمين نساء مسلحات من جماعة البربة العرقية، ولم يترددن في المشاركة في قتل 4 صيادين.
وأدت الهجمات الإرهابية في توغو المجاورة إلى فرار مئات الأشخاص بحثاً عن ملجأ داخل بنين، مما أدى إلى تدهور الوضع الأمني.
وقد أدت هذه التطورات إلى عقد اجتماع بين بنين ورواندا في أبريل/ نيسان الماضي، لتعزيز تعاونهما الثنائي في مكافحة الإرهاب.
وأدّى الرئيس الرواندي، بول كاغامي، زيارة إلى بنين أين التقى نظيره البنيني، باتريس تالون. وبعد الاجتماع، اتفقا على بدء التعاون بين قوات رواندا وبنين في شمال البلاد.
وللإجابة على السؤال المتعلق بإمكانية تراجع الهجمات الإرهابية في بنين وتوغو، نقول وبكل أسف أنه ليس هناك الكثير من الأمل، خاصة عندما نتذكر أن أحد قادة "القاعدة" في الساحل (عثمان القيرواني)، قد كشف عن نية تنظيمه الإرهابي استهداف كل من توغو وبنين لأنهما تستهدفان مقاتلي التنظيم على الحدود مع بوركينا فاسو والنيجر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة