وقائع صادمة.. القصة الكاملة لهروب جماعي من مصحة بالبدرشين في مصر
هروب جماعي لأكثر من 200 نزيل من مصحة غير مرخصة بالبدرشين في مصر يعيد طرح تساؤلات خطيرة حول أوضاع العلاج والرقابة داخل هذه المنشآت.
كشف شاهد عيان على واقعة الهروب الجماعي من مصحة البدرشين بمحافظة الجيزة المصرية تفاصيل جديدة عن أوضاع النزلاء داخل المصحة، والأسباب التي دفعتهم إلى الفرار.
وقال الشاهد، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن المصحة مقامة على مساحة تقدر بنحو 200 متر، وغير مرخصة، وتعمل منذ قرابة عامين، ويقيم بها أكثر من 200 نزيل، دون وجود أي رعاية طبية أو أطباء متخصصين أو برامج علاجية حقيقية.
تفاصيل أزمة مصحة البدرشين في مصر
أضاف أن النزلاء يتعرضون للضرب والتجويع والاعتداء والاحتجاز داخل المصحة، مشيرًا إلى وجود أكثر من مصحة غير مرخصة في البدرشين والمناطق المجاورة تمارس الأسلوب نفسه. وأوضح الشاهد أن واقعة الهروب ليست الأولى، لافتًا إلى أن النزلاء سبق أن فروا في مرات سابقة ودخل بعضهم إلى منازل الأهالي، مطالبًا بإنهاء هذه الظاهرة بأي شكل.
وفي السياق ذاته، أصدرت الجهات المختصة بمحافظة الجيزة قرارات بتشميع مصحة علاج الإدمان بالبدرشين، عقب هروب أكثر من 200 نزيل منها، فيما انتقلت الأجهزة الأمنية إلى موقع المصحة لفحصها واتخاذ الإجراءات القانونية. وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر هروب عدد من الأشخاص من المصحة، الأمر الذي دفع الجهات المعنية للتحرك الفوري.

أكدت مصادر لوسائل إعلام مصرية أن تعليمات صدرت بتشكيل لجان تفتيش طارئة من وزارة الصحة لفحص مصحات علاج الإدمان في مناطق المريوطية وشبرامنت والحوامدية وأبو النمرس، إلى جانب تحرك فريق أمني لفحص الفيديو المتداول والتوصل إلى هوية من ظهروا فيه، والتحقق من حقيقة تعرضهم للضرب وسوء المعاملة.
وأوضحت المصادر أنه جرى تكليف فرق من مباحث الأحداث والأمن العام بالتفتيش على مصحات علاج الإدمان، وضبط المنشآت غير المرخصة، مؤكدة أنه تم بالفعل تحديد المصحة محل الواقعة، وبدأت التحقيقات لمعرفة المسؤولين عما حدث، مشيرة إلى أن هذه الوقائع تتكرر داخل مصحات لا تلتزم ببروتوكولات علاجية سليمة.

لحظة هروب نزلاء مصحة البدرشين في مصر
تضمن الفيديو المتداول لقطات لأشخاص يسيرون في الشوارع بصورة غير طبيعية، واتجهوا إلى مصور المقطع مؤكدين أنهم فروا من المصحة بسبب سوء المعاملة وغياب الرعاية. وفي شهادة أخرى، قال أحد شهود العيان إن المصحة غير مرخصة، وإن القائمين عليها كانوا يمنعون الطعام والشراب عن النزلاء لأيام قد تصل إلى أسبوع كامل.
وأضاف أن النزلاء كانوا يتعرضون للتقييد والضرب، وأن بعضهم خرج مصابًا بجروح في الرقبة أو الساق أو اليد دون تلقي أي علاج، مؤكدًا أن عدد الموجودين داخل المصحة تجاوز 200 شخص. وأوضح أن المصحة تضم حمامًا واحدًا فقط لجميع النزلاء، وأنهم كانوا يتعرضون للضرب بأدوات حديدية، ويتم التعامل معهم بطريقة قاسية، مع تخصيص رغيف خبز واحد فقط لكل نزيل يوميًا.
وأشار إلى أن النزلاء لا يحصلون على أي علاج فعلي، ويغادرون المصحة كما دخلوا، بل وهم يعانون من أزمات نفسية إضافية، موضحًا أن بعض الأسر تلجأ إلى هذه الأماكن لرخص تكلفتها، ثم تنقطع عن السؤال عن ذويهم حتى في حال تعرضهم للخطر.