مسجد البدريين في القدس.. مستوطنون يحرقون 600 عام من التاريخ

الشيخ عوض يستخدم سجادة صلاة لإخماد النيران وفي ذات الوقت يجري اتصالات هاتفية مع عدد من المصلين ليطلب منهم العون في إخماد الحريق.
يقع مسجد "البدرية" بقرية "شرفات" الملاصقة لبلدة "بيت صفافا"، جنوبي القدس، وهو مسجد صغير يؤم الصلاة فيه مصلون من القرية البالغة تعدادها نحو 3 آلاف نسمة، ورغم صغر مساحته لكن تاريخ بنائه يعود إلى مئات السنين.
وتعد "شرفات" من القرى القديمة في القدس وتمتاز بالجبال والأودية المحيطة بها.
القرية البالغ مساحتها أكثر من 973 دونما قريبة من عدة مستوطنات إسرائيلية مقامة جنوبي المدينة بينها "غيلو".
ومع ازدياد الضائقة السكانية في الأحياء الشمالية لمدينة القدس الشرقية، نتيجة قيود الاحتلال الإسرائيلي، استقطبت القرية خلال السنوات الأخيرة المئات من الفلسطينيين الذين يبحثون عن مسكن.
وأكد خبراء فلسطينيون لـ"العين الإخبارية" أن المسجد يعود عمره إلى 600 سنة، وثمة لافتة في واجهة المسجد مكتوب عليها "مسجد ومقام السادة البدريين".
وكتب على لافتة أخرى "يعود نسب البدريين إلى السيد بدر الدين بن محمد بن يوسف بن بدران وهم من أحفاد زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين".
كاد يوم الجمعة، أمس، أن يكون كأحد الأيام العادية للشيخ إسماعيل عوض لولا اكتشافه حريقا في المسجد.
وقال الشيخ عوض لـ"العين الإخبارية": "عادة ما أصل إلى المسجد قبل وقت قصير من موعد صلاة الفجر فأقوم بإضاءته ليبدأ المصلون بالتوافد إليه".
وأضاف: "عندما دخلت إلى المسجد لاحظت نارا، وفي البداية اعتقدت أن الأمر ناجم عن ماس كهربائي بسبب شدة الأمطار ولكنني لاحظت النيران في عدة مواقع من المسجد بما في ذلك وسطه ومنطقة المحراب".
استخدم الشيخ عوض سجادة للصلاة لإخماد النيران وفي ذات الوقت أجرى اتصالات هاتفية مع عدد من المصلين وطلب منهم العون في إخماد الحريق.
واستنادا إلى الشيخ عوض فإن المستوطنين الإسرائيليين الذين أضرموا النيران في المسجد استخدموا مادة حارقة تم سكبها على سجاد المسجد بغرض إحراقه بشكل كامل.
وأشار إلى أنه في غضون ربع ساعة نجح ومن معه في إخماد النيران ومنعها من التوسع في المسجد، بعد أن تسبب الحريق في خراب كبير بالمسجد ولكن فلسطينيون تعهدوا بترميمه من جديد.
وفي هذا الصدد، أعلن المصلون في مسجد حمزة ببلدة "بيت صفافا" جمع تبرعات بعد صلاة الجمعة لفرش المسجد، مشيرين إلى أنه "تم جمع المبلغ المطلوب وسيتم متابعة الموضوع حتى إتمام تركيب السجاد الجديد في المسجد إن شاء الله".
وكان المستوطنون الذين أضرموا النيران في المسجد خطوا شعارات داعمة للاستيطان على جدار ملاصق للمسجد.
وقال المدير السابق للمسجد الأقصى الشيخ ناجح بكيرات لـ"العين الإخبارية" إن استهداف المسجد يعد استهدافا للأمة الإسلامية وتعديا على القوانين الربانية والدولية التي تؤكد حرية العبادة وحماية الأماكن الدينية".
وأضاف: "عملية الحرق تذكرنا بحرائق أخرى منها حرق المسجد الأقصى وقتل عائلة دوابشة شمالي الضفة الغربية بإحراق منزلهم، وهذا جزء فقط من الإرهاب الإسرائيلي، وعلينا أن نثير دائما مسألة هذا الإرهاب وضرورة تحرك العالم لوقفه وإدانته وتحريمه".
وتابع الشيخ بكيرات: "رغم تكرار أعمال الإرهاب، فإن سلطات الاحتلال لا تحرك ساكنا لوقفها ومن المستغرب والمستهجن جدا ألا تقوم سلطات الاحتلال باعتقال أي مسؤول عن أعمال الإرهاب هذه".
aXA6IDMuMTQ0Ljk4Ljg3IA== جزيرة ام اند امز