جدل "المرمر الإيراني".. "الثقافة العراقية" توضح ما حدث لـ"نصب التحرير"
أصدرت وزارة الثقافة العراقية، توضيحاً بشان ما أثاره ترميم نصب التحرير وتغيير لونه من مواقف واراء غضب وجدل بين رواد مواقع التواصل
أصدرت وزارة الثقافة العراقية، توضيحاً بشان ما أثاره ترميم نصب التحرير وتغيير لونه من مواقف واراء غاضبة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي والمعنيين بالفنون التشكيلية والأثار .
وذكرت في بيانها: "تودّ وزارة الثقافة والسياحة والآثار وأمانة بغداد أن توضح أنه كثر الحديث في الأيام الماضية عن إعادة تأهيل نصب الحرية وحديقة الأمة، وهنا بعض النقاط التي تسلّط الضوء على هذا العمل الذي ينشد إعادة الجمال لمدينتنا العريقة".
وأشار البيان إلى أن "النصب كان يعاني من إهمال ولم تتم صيانة الحجر على الرغم من مرور فترة زمنية طويلة وفقدان العديد من القطع، لذلك أعدّ المكتب الاستشاري لجامعة بغداد دراسة إنشائية، وتمت معاينته من العديد من المتخصصين وتبين استحالة استبدال القطع المفقودة."
وأكدت وزارة الثقافة أنه "أعيد إكساء النصب بالحجر (الترفرتين)، وهو تركي المنشأ، وهو بنفس نوعية وأبعاد وأحجام الحجر السابق، ولم يكن هناك أيّ تغيير للمواصفات الفنية ، حيث كان التحدي الأكبر إجراء الصيانة دون المساس بالمنحوتات أو إنزالها، وتمت العملية بنجاح كبير، بحسب البيان.
وتابعت وزارة الثقافة: "قامت شركة Gorkem 3-التركية بالتجهيز وبعملية الإكساء، وهي من الشركات الرصينة التي نفذت مبنى السفارة التركية وقصر الضيافة وغيرها من المشاريع المهمة في بغداد، وعلى حسابها الشخصي، أي لم يتم صرف دينار واحد لإعادة إكساء النصب".
ولفتت إلى أن "هناك من يشكل على لون الحجر، نود الإشارة إلى أن الحجر تم استيراده مباشرة من المصدر، ولمن لا يعلم فعادة عملية التقطيع والمعالجة تمر بعدد من المراحل بعضها يتم استعمال الماء والسوائل، ولكونه مادة مسامية لذلك يبدأ الحجر بفقدان هذه السوائل بشكل تدريجي ويبدأ تغيير اللون من الداكن إلى الفاتح بشكل تدريجي، أما مقارنته ودرجة تطابقه بحجر تعرض للعوامل الجوية لمدة أكثر من ٦٠ عاماً فهو لا يمتّ للمنطق بصلةٍ".
وختمت وزارة الثقافة بيانها بالقول: "إنه أعيد تصميم حديقة الأمة لتعود إلى أصلها السابق وقت التشييد عملاً بمبدأ الحفاظ على التراث".
وتبادل مدونون ومعنيون بفن العمار والنصب التذكارية خللا الأيام الماضية، آراء اتسمت بالجدل والاستياء من عمليات الترميم التي شهدها نصب التحرير بعد تغيير لونه واستبدال رخامه الأبيض بالمرمر الإيراني الأصفر.
وعد مراقبون ما جرى تطاولاً على التصميم الأساس للنصب والهوية التي ظهر فيها من تمايز لوني جاء في دلالات ومعان مقصودة من قبل مصممها رفعت الجادرجي بما لا يسمح لأي اجتهاد معماري أو فني بتغيير معالمها.
ونصب التحرير يرتبط بالأحداث التي شهدها العراقي أواخر خمسينيات القرن الماضي والتحول من النظام الملكي إلى الجمهورية خلال فترة رئيس الوزراء آنذاك عبدالكريم قاسم.