أبوبكر البغدادي.. السامرائي الخجول سفاح القرن الـ21
بعد الإعلان عن مقتله في مدينة إدلب السورية تعرف على زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي.
ساعات ويخرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للكشف عن مصير المطلوب الأول عالميا، بعد أن أكدت مصادر في البنتاجون مقتل أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي بعد نحو عام من زوال خلافته المزعومة.
في الموصل كان ظهوره الأول فوق منبر جامع النوري الكبير شرق نهر الفرات في العراق، لكن مشهد النهاية كان غرب النهر في سوريا بعد أن ظل سنوات ملاحقا من الأنبار إلى دير الزور.
- موقع أمريكي: أبوبكر البغدادي فجر نفسه لتجنب الأسر
- مسؤول بالجيش الأمريكي يعلن مقتل البغدادي في غارة بسوريا
نجا البغدادي الذي يعاني من مرض السكري من هجمات جوية عدة وأصيب مرة واحدة على الأقل وسرت منذ عام 2014 شائعات كثيرة عن مقتله لم يتم تأكيدها، حتى إنه لُقِّب أحيانا بـ"الشبح".
السامرائي الخجول
هو إبراهيم عواد البدري المولود في عام 1971 لأسرة فقيرة في مدينة سامراء شمال بغداد، تشير التقارير التي تناولت سيرته إلى أنه كان "انطوائيا وغير واثق بنفسه".
شغفه بكرة القدم وطموحه إلى أن يصبح محاميا تحطما على صخرة فشله الدراسي، لكن نتائجه الدراسية لم تسمح له بدخول كلية الحقوق، وتكفل ضعف بصره بالقضاء على رغبته في الالتحاق بالجيش.
عثراته دفعته في نهاية المطاف للدراسات الدينية في بغداد قبل أن يصبح إماما في العاصمة العراقية في عهد الرئيس الأسبق صدام حسين.
لكن طريقه في درب الإرهاب بدأ من سجن بوكا الواقع على بُعد عشرات الكيلومترات من الحدود العراقية الكويتية، وشكل تحولا درامي في حياته، بحسب ما أكدت الصحفية صوفيا أمارا في فيلم وثائقي أعدته عن البغدادي.
واعتقل البغدادي الذي كان قد شكّل لدى اجتياح العراق في عام 2003 مجموعة مسلحة ذات تأثير محدود، في فبراير/شباط 2004، وأودع سجن بوكا الذي كان يؤوي أكثر من 20 ألف معتقل.
الطريق إلى منبر جامع النوري
وفي السجن تعرف البغدادي على قادة حزب البعث وضباط في الجيش وإرهابيين سيصبحون في وقت لاحق العماد الرئيسي للتنظيم الأكثر وحشية في التاريخ.
وبعد إطلاق سراحه نهاية 2004 لعدم كفاية الأدلة ضده، بايع البغدادي أبومصعب الزرقاوي الذي كان يقود مجموعة من الإرهابيين تابعة لتنظيم القاعدة.
وبحلول أكتوبر/تشرين الثاني 2005، تولى البغدادي قيادة عناصر القاعدة في العراق تحت راية الزرقاوي وتمكن من تعزيز موقعه قبل أن ينفرد بقيادة التنظيم عقب مقتل أبومصعب في يونيو 2006.
وحسم البغدادي الخلافات الداخلية بتصفية قادة القاعدة في العراق ليقود عناصره خارج سرب التنظيم الذي أسسه أسامة بن لادن تحت وهم محاربة العدو البعيد، ليغير من استراتيجيته وفكرته الرئيسية بحثا عن تأسيس وهم الخلافة "هنا والآن" مستغلا فوضى ما عرف بالربيع العربي في سوريا.
وفي يوليو/تموز 2014 دشّن البغدادي في جامع النوري الكبير غرب الموصل دولته المزعومة في انتظار تأكيد بشأن مشهد النهاية في حياة أحد أكثر القادة وحشية في تاريخ الإرهابي الدموي.
والسبت، أعلنت مصادر لوسائل إعلام أمريكية مقتل أبوبكر البغدادي، في غارة شنها الجيش الأمريكي، مساء السبت، في سوريا، فيما أفادت مصادر عراقية بأن البغدادي فجّر نفسه تجنبا للوقوع في الأسر.
ووافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تنفيذ المهمة قبل نحو أسبوع من حدوثها.
يشار إلى أن البغدادي مختبئ منذ 5 سنوات، وأن مكان وجوده كان غير معلوم.
وأعلنت الولايات المتحدة منذ سنوات عن مكافأة قدرها 25 مليون دولار مقابل الحصول على معلومات تؤدي للوصول إلى البغدادي.
وفي أبريل/نيسان الماضي، ظهر البغدادي في شريط فيديو، وهو الأول منذ نشر لقطات له في عام 2014 بعد أيام قليلة من إعلان "الخلافة" المزعومة للتنظيم الإرهابي.
وخلال السنوات الماضية، كانت هناك ادعاءات متعددة بمقتل البغدادي والتي كان يثبت عدم صحتها فيما بعد.
نهاية محتومة لخلافة مزعومة
على مدى 5 سنوات، تسابق رجال المخابرات حول العالم في سوريا والعراق، لمطاردة رجل واحد، هو زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي، وعلى الرغم من تملص الأخير منهم؛ فإن المطاردة وصلت لنهايتها.
وبعد سلسلة من العمليات أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في 4 أكتوبر/تشرين الأول 2011 أن أبوبكر البغدادي يعد إرهابيا عالميا. ورصدت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه أو قتله، وهي المكافأة التي زادتها بعد ذلك في 16 ديسمبر/كانون الأول عام 2016، زادت إلى 25 مليون دولار.
إعلان مقتل البغدادي 9 مرات
لم تكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها إعلان مقتل البغدادي، لكنها تبدو الأخيرة، فقد أعلن مسبقا مقتله 8 مرات في خلال 3 سنوات.
ففي سبتمبر/أيلول 2014 بُثت على مواقع التواصل الاجتماعي صور تؤكد مقتله لكنها كانت مفبركة، وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه أعلنت صحف عراقية مقتله، والمرة الثالثة كانت في يونيو/حزيران 2015، حيث أعلنت وسائل إعلام وفاة البغدادي في مستشفى إسرائيلي بالجولان.
وفي يونيو/حزيران أعلنت عدة صحف عالمية مقتل البغدادي في مدينة الرقة السورية، لكنه اتضح عدم صحته فيما بعد.
وكانت المرة الخامسة في 11 يونيو/حزيران 2015 حيث أعلنت قناة السومرية العراقية مقتله.
وفي ديسمبر/كانون الأول عام 2016 حينما أعلن المرصد السوري مقتل البغدادي فيما كانت المرة الخامسة التي أعلن فيها مقتله في 10 يونيو/حزيران 2017، وكانت صحيفة "ميرور" البريطانية هي من أعلن الخبر وأكدت حينها أنه قتل في غارة على مدينة الرقة السورية، وفي يوم 16 من الشهر ذاته رجحت موسكو مقتله في غارة روسية بالمدينة نفسها.