"شريك الأزمات".. حليف أردوغان يهاجم المحكمة الدستورية
هجوم يشنه دولت باهتشه لي، زعيم حزب الحركة القومية في تركيا، على المحكمة الدستورية لانتصارها لمعارض وإعادته للبرلمان.
باهتشه لي، حليف حزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، هاجم المحكمة الدستورية بسبب قرارها حول انتهاك حقوق عمر فاروق جرجرلي أوغلو، النائب البرلماني عن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي.
وفي وقت سابق، أصدرت المحكمة قرارها بشأن الناشط الحقوقي البارز جرجرلي أوغلو، ما أجبر السلطات على إطلاق سراحه بعد سجنه 3 أشهر، ومن ثم عودته للبرلمان مجددًا الجمعة.
وفي سلسلة تغريدات عبر "تويتر"، قال حليف أردوغان، إن "واجب جميع المؤسسات القضائية هو حماية الحق والقانون وإبقاؤهما في أمان نيابة عن الوطن".
وأضاف: "كلمتي للمحكمة الدستورية أن قرار انتهاك الحقوق بالنسبة لجرجرلي أوغلو ليس احترامًا لحقوق الشعب، بل دعما خفيا للإرهاب"، باعتبار أن التهمة التي سجن بها الرجل وتسببت في إسقاط عضويته بالبرلمان، هي "الدعاية لمنظمات إرهابية".
وتابع باهتشه لي قائلا: "لقد عاد مجددًا عمر فاروق جرجرلي أوغلو إلى البرلمان، وتم تجاهل القانون والحقوق، أولئك الذين يفعلون ذلك يجب أن يخجلوا".
باباجان يرد
من جانبه، رد علي باباجان، رئيس حزب "الديمقراطية والتقدم" المعارض، على تصريحات حليف أردوغان، وذلك في مقطع فيديو نشره عبر حسابه بموقع تويتر.
وقال باباجان: "لا تؤاخذوني، ولكن إذا كان هناك القليل من العدالة في هذا البلد، حتى لو كانت معوجة، فلا يمكننا التضحية بها لشركاء حكومة اليوم".
وأضاف أن "شريك الأزمات (باهتشه لي) هدد المحكمة الدستورية مرة أخرى. وأنا أُذكره مرة أخرى، وأقول له إنه حتى في الدستور الحالي الذي تعرض للانتهاك بتجاهل الفصل بين السلطات، ينُص على أن قرارات المحكمة الدستورية ملزمة للجميع، وليس هناك استثناء، كفى.. كفى".
وتابع باباجان: "علينا أن نقول كفى لأولئك الذين يستهدفون القضاة الذين يحاولون أداء واجبهم في ظل ظروف صعبة".
واختتم مقطع الفيديو قائلًا: "نحن مع من قُيدت حرياتهم ظلماً، وسنظل دائمًا بجانبهم وأينما كان هناك انتهاك للحقوق واضطهاد، سنقف بجانبهم".
انتصار للعدالة
مطلع يوليو/ تموز الجاري، قضت المحكمة الدستورية التركية بأن جرجرلي أوغلو تعرض لانتهاك في حقوقه.
وتمت تلاوة قرار إعادة جرجرلي أوغلو لعضوية البرلمان خلال جلسة برلمانية، الجمعة، وسط هتافات وتصفيق نواب حزب الشعوب الديمقراطي.
وكتب جرجرلي أوغلو على تويتر يقول: "الحمد لله"، مضيفا أنه سيستأنف مهامه في البرلمان فورا.
وصدر الحكم على جرجرلي أوغلو في وقت سابق من العام الجاري بالسجن لمدة عامين ونصف بسبب تغريدة تعود لعام 2016.
وينتمي جرجرلي أوغلو لحزب الشعوب الديمقراطي المعارض الموالي للأكراد، الذي يواجه حاليا حظرا تاما.
وكان لجرجرلي أوغلو دور بارز في الكشف عن العديد من القضايا وانتهاكات حقوق الإنسان التي أثارت جدلًا كبيرًا داخل تركيا، على غرار قضية التفتيش العاري للمحتجزات داخل السجون ومراكز الاعتقال.
وفي كلمة له بالبرلمان عقب عودته، قال جرجرلي أوغلو "لقد عدتُ مرة أخرى، كنت أؤمن أني على حق وأني سأكون بجانب الشعب حتى النهاية. أخيرًا نحن هنا مرة أخرى".
وتابع: "رأينا أن الشعب انتصر، وانتصرت الديمقراطية والدستور، آمل أن لا تقع حوادث مماثلة مرة أخرى. الحصانة البرلمانية تعني أن الشعب هو السلطة العليا".
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuNCA= جزيرة ام اند امز