خبير: الانقلاب الفاشل في تركيا سرع وتيرة استبداد أردوغان
أكد خبير أمريكي أن الانقلاب الفاشل الذي وقع في تركيا قبل 5 سنوات أدى إلى تسريع الاتجاه الاستبدادي للرئيس رجب طيب أردوغان.
أردوغان، الذي يحتفل اليوم الخميس بذكرى هذا الانقلاب، يشير البعض إلى أنه مسرحية استغلها للتخلص من خصومه، والمضي قدما في مخططه بتعزيز استبداده بنظام رئاسي قوي في 2017.
وقال سونير كاغابتاي، الخبير في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن: محاولة الانقلاب سمحت لأردوغان بـ"تبرير حملة القمع ضد المعارضة" زاعما أن "جماعات معادية تسعى باستمرار إلى إلحاق الضرر" بتركيا.
وأشار دبلوماسي غربي إلى أن تراكم النفوذ بعد الانقلاب الفاشل له "جانب سلبي" لأردوغان، موضحا "عندما تسوء الأمور يصعب إلقاء اللوم على الآخرين".
وبعد خمس سنوات على الانقلاب الفاشل ورغم الانتقادات، تتواصل حملة القمع، حيث يستمر توقيف من يشتبه بأنهم على صلة بغولن كل أسبوع، وفرض حظر على حزب الشعوب الديموقراطي الرئيسي الموالي للأكراد والذي سجن العديد من نوابه.
والأرقام تتحدث عن نفسها، فمنذ العام 2016، أوقف أكثر من 300 ألف شخص في إطار محاربة حركة غولن، وحكم على قرابة ثلاثة آلاف شخص بالسجن مدى الحياة، وفقا للسلطات.
وبالإضافة إلى ذلك، أقيل أكثر من 100 ألف موظف في مؤسسات عامة، بمن فيهم حوالى 23 ألف جندي وأربعة آلاف قاض، في عمليات تطهير على نطاق غير مسبوق.
وأكد أردوغان، الأربعاء أن محاربة حركة غولن ستستمر "حتى يصبح آخر عضو لديه غير قادر على القيام بشيء"، كذلك، فإن المطاردة مستمرة في الخارج حيث نفذت الاستخبارات التركية العديد من العمليات في بلدان آسيا الوسطى وإفريقيا والبلقان لإعادة مؤيدين مزعومين لغولن بالقوة إلى تركيا.
وأعلنت أنقرة في أوائل يوليو/ تموز أنها "أعادت" مدرّسا تركيا يعيش في قرغيزستان هو أورهان إيناندي الذي اختفى قبل أسابيع قليلة والذي تقول السلطات التركية إنه من أحد كوادر حركة غولن.
لكنّ غولن الذي يقيم في الولايات المتحدة، والذي ينفي أي تورط له في محاولة الانقلاب، ما زال بعيد المنال في الوقت الحالي.
وطلبت أنقرة مرات عدة تسليمه، لكن دون جدوى، وأثارت هذه القضية توترات بين تركيا والولايات المتحدة، وهما بلدان تدهورت علاقاتهما منذ العام 2016.
كذلك، رفض أردوغان بشكل منهجي انتقادات الاتحاد الأوروبي بشأن تدهور سيادة القانون في البلاد منذ الانقلاب الفاشل، مستنكرا "عدم التعاطف".