البحرين في أعيادها الوطنية.. إنجازات "لؤلؤة الخليج" تتزايد
تزهو البحرين بالإنجازات في أعيادها الوطنية، بعد انضمامها لقطار السلام، وتصديها بنجاح لجائحة كورونا، واستضافة سباقين للفورمولا1.
إنجازات تتزايد في مختلف المجالات بالتزامن مع احتفال البحرين ، لؤلؤة الخليج العربي، بأعيادها الوطنية يومي 16 و17 ديسمبر/كانون الأول .
وتأتي الاحتفالات إحياء لذكرى قيام الدولة الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح، دولة عربية مسلمة عام 1783، والذكرى الـ49 لانضمامها للأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى الـ21 لتسلم عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم.
وتتزين مملكة البحرين بمناسبة أعيادها الوطنية، وحققت هذا العام العديد من الإنجازات على جميع المستويات ترصدها "العين الإخبارية" في التقرير التالي:
على الصعيد السياسي تمضي المملكة في طريق نشر السلام، بعد الخطوة التاريخية الشجاعة التي قامت بها بتوقيع اتفاق تأييد السلام مع إسرائيل 15 أيلول/ سبتمبر الماضي، ثم التوقيع في 18 أكتوبر الماضي على بيان تاريخي مشترك حول "إقامة علاقات دبلوماسية إيذاناً ببداية عهد جديد وواعد في العلاقات بين البلدين".
وعلى الصعيد الرياضي، نجحت البحرين في استضافة سباقين متتاليين للـ(فورمولا 1) في شهر نوفمبر الماضي ، كما فازت باستضافة دورة الألعاب الآسيوية البارالمبية للشباب والتي ستقام بها للمرة الأولى في ديسمبر 2021.
أما على الصعيد الأمني والعسكري فواصلت البحرين الخطوات التطويرية والتحديثية لجيشها، فيما صدر قرار ملكي بإنشاء جهاز الأمن الاستراتيجي.
ويأتي الاحتفال بالأعياد الوطنية بعد نحو شهرين من افتتاح العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب، والذي تضمن توجيهات واضحة بشأن تطوير الخطط الخاصة بتحقيق الأمن الصحي، وتبني الحلول والمبادرات التي تسهم في التعافي السريع للاقتصاد الوطني بالتعاون مع القطاع الخاص، لعودة المعدلات الإيجابية للتنمية الوطنية، كما تطمح له رؤية البحرين الاقتصادية 2030.
كما واصلت مملكة البحرين الحفاظ على مكانتها المتقدمة بين دول النخبة في تقرير التنمية البشرية العالمي لعام 2020.
اتفاق السلام التاريخي
خطوة تاريخية شجاعة قامت بها المملكة بتوقيع اتفاق تأييد السلام مع إسرائيل 15 سبتمبر/ أيلول الماضي، ثم التوقيع في 18 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على بيان تاريخي مشترك حول "إقامة علاقات دبلوماسية إيذاناً ببداية عهد جديد وواعد في العلاقات بين البلدين".
وأعقب ذلك وصول وفد رسمي بحريني برئاسة وزير الخارجية عبد اللطيف راشد الزياني، إلى تل أبيب يوم 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها إلى إسرائيل، ليتعزز التعاون لاحقا بتبادل لزيارات بين مسؤولي البلدين، وتوقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتعزيز التعاون بينهما في عدة مجالات ، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار، والدفع قدما لدعم القضية الفلسطينية بطريقة مختلفة.
مكافحة كورونا.. نجاحات بارزة
أيضا خلال العام الجاري، سطرت مملكة البحرين خلال فترة جائحة كورونا نجاحات متميزة، حيث اتخذت إجراءات وخططا استباقية قبل بدء انتشار الوباء على المستوى العالمي للحد من التداعيات والآثار الاقتصادية له، و نفذت مبادرات عدة تهدف إلى الحفاظ على صحة وسلامة أفراد المجتمع وتعزيز النمو الاقتصادي.
وقال الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، وزير المالية والاقتصاد الوطني البحريني، إن النمو الاقتصادي لمملكة البحرين، أظهر تحسنًا ملحوظًا في الربع الثالث من عام 2020، للعديد من القطاعات ومن المتوقع له الاستمرار في تحقيق المعدلات المطلوبة من النمو الإيجابي بناءً على عدد من المؤشرات الاقتصادية.
وبين أن مملكة البحرين أطلقت حزمة مالية واقتصادية بقيمة تفوق 4.5 مليار دينار بحريني أي ما يعادل 31% من الناتج المحلي الإجمالي لمملكة البحرين لدعم تنوع قاعدة الاقتصاد عبر ضخ السيولة اللازمة للقطاع الخاص وإسناده ودعم الأفراد والشركات مما أسهم في تقليل تداعيات الجائحة على مختلف القطاعات الحيوية.
ولفت إلى قيام الدولة بحماية الوظائف عبر التكفل بدفع رواتب المواطنين العاملين في القطاع الخاص بالكامل في الثلاث الشهور الأولى من الجائحة تلتها دعم رواتبهم بنسبة 50% تمتد لنهاية العام الجاري.
إلى جانب عدد من التدابير المالية التي حفزّت نمو الاقتصاد وساهمت في استمرار مسيرة العملية التنموية وتحقيق الأهداف المنشودة بما يعود بالنفع لمزيد من النمو والازدهار في مملكة البحرين.
الاقتصاد الرقمي.. والقطاع المصرفي
وفي إطار توجهها لدعم نمو الاقتصاد الرقمي، وضعت الحكومة البحرينية في مقدمة أولوياتها توافر بنية تحتية رقمية قوية يسهل الوصول إليها على نطاق واسع في المملكة لدعم نمو الاقتصاد الرقمي وتعزيز استعداد البحرين لتسخير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والابتكار من أجل مستقبل واعد وأفضل ويواكب التغيرات الحاصلة على مستوى العالم.
وفي هذا الصدد كشف المهندس كمال بن أحمد محمد وزير المواصلات والاتصالات، عن تحقيق تغطية شاملة للجيل الخامس 5G على الصعيد الوطني قريبا.
وبين أن نسبة تغطية شبكات الجيل الخامس حاليا نسبة 95% في مملكة البحرين، لافتا إلى أن هذا الإنجاز يعد علامة فارقة ومهمة نحو تعزيز جاهزية المملكة واستعدادها للمراحل القادمة من خدمات الجيل الخامس، مثل خدمات الاتصال الذاتي بين الأجهزة (M2M) وإنترنت الأشياء وغيرها من التقنيات الناشئة.
وبين أن هذا الإنجاز "يعزز مكانة البحرين كدولة تتمتع ببنية تحتية قوية للاتصالات الثابتة واللاسلكية ومتاحة للجميع. ويأتي ذلك ضمن الجهود الداعمة لاقتصاد المملكة الرقمي وتطوير عملية التحول الرقمي في جميع القطاعات وتنمية قطاعات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي ليصبح قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات أكثر قدرة على دعم النمو في جميع قطاعات الاقتصاد وزيادة المساهمة في النمو الاقتصادي".
أيضا يحظى القطاع المصرفي باهتمام كبير في مملكة البحرين، حيث يمثل أحد أهم أعمدة استراتيجية البحرين لتنويع مصادر الدخل وتوسيع قاعدة الأنشطة الاقتصادية.
وحصلت مملكة البحرين على تصنيف متقدم ضمن أبرز خمسة مراكز مالية إسلامية عالميًا، وذلك بحسب مؤشر تنمية التمويل الإسلامي (IFDI).
كما احتلت المركز الثالث عالمياً هذا العام وذلك من بين 135 دولة شملها المؤشر.
ويعتبر مؤشر تنمية التمويل الإسلامي جزءا من تقرير تنمية التمويل الإسلامي الصادر عن مزود المعلومات (ريفينتيف) والمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص التابعة للبنك الإسلامي للتنمية.
وتواصل المملكة جهودها من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وجذب الاستثمارات العالمية، تحقيقا لأهداف المسيرة التنموية الشاملة.
وتشجع المملكة الاستثمار في قطاعات غير الطاقة، مثل التمويل والبناء لتنويع الإنتاج وتقليل اعتماده على النفط، وبفضل تلك الجهود أصبحت مملكة البحرين مركزا إقليميا للكثير من الشركات متعددة الجنسيات التي تقوم بأعمال تجارية في المنطقة.
التنمية البشرية.. ريادة وتقدم
وفي مجال التنمية البشرية، واصلت البحرين تنمية الإنسان باعتباره أولوية وطنية قصوى وهدف التنمية الأول وغايتها، عبر اعتماد خطط رائدة تضمنت مشروعات وبرامج هادفة في جميع المجالات الصحة والتعليم والعمل وغيرها.
وأكد تقرير التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2020، نجاح مملكة البحرين في المحافظة على مكانتها في فئة "التنمية البشرية العالية جداً" من المؤشر، استناداً إلى المؤشرات المتعلقة بمتوسط دخلها والتعليم ومقاييس الصحة، إلى جانب زيادة نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي لكل من الذكور والإناث، فضلاً عن معدل مشاركتها في القوة العاملة للنساء.
ويشير التقرير إلى أن ترتيب البحرين قد ارتفع لتحتل المرتبة 42.
الرياضة.. إنجازات متواصلة
وعلى صعيد الإنجازات في مجال الرياضة، نجحت في استضافة سباقين متتاليين للـ(فورمولا 1) في شهر نوفمبر الماضي، خلال أسبوع واحد وهما: سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج وسباق جائزة روليكس الصخير الكبرى.
ويؤكد نجاح المملكة في تنظيم السباقين المكانة الكبيرة التي باتت تحتلها مملكة البحرين على خارطة رياضة سباقات الفورمولا واحد، وإثبات جدارتها في تنظيم الأحداث الرياضية الدولية.
كما فازت مملكة البحرين باستضافة دورة الألعاب الآسيوية البارالمبية للشباب والتي ستقام في ديسمبر 2021، حيث تعتبر هذه الاستضافة الأولى لهذا الحدث الرياضي الكبير.
ومن المنتظر أن تشهد الدورة مشاركة أكثر من 800 رياضي تحت سن 20 سنة في تسع رياضات هي ألعاب القوى، كرة الريشة الطائرة، البوتشيا، كرة الهدف، البارا التايكوندو، رفعات القوة، السباحة، كرة الطاولة وكرة السلة على الكراسي المتحركة
المرأة والشباب
وعلى صعيد الاهتمام بالمرأة، يواصل المجلس الأعلى للمرأة برئاسة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البحرين، متابعة تنفيذ السياسات الوطنية التي ترمي إلى تعزيز نهوض المرأة البحرينية في مختلف المجالات .
وكان لهذه الجهود من جانب المملكة للنهوض بالمرأة البحرينية أن تثمر عن إنجازات، فقد نجحت المرأة البحرينية في تحقيق العديد من الانجازات الجوهرية، من أبرزها على مستوى المشاركة السياسية، تسجيل رقم قياسي في نسبة مشاركتها في انتخابات الفصل التشريعي الخامس الأخيرة عام 2018 بواقع 48 مرشحة، منها 40 لمجلس النواب و8 لـمجالس بلدية متمكنة بذلك من رفع نسبة تمثيلها في مقاعد المجلس الوطني بغرفتيه من 15% إلى 18.75 % إثر انتخاب 6 عضوات بالنيابي، وتعيين 9 في الشورى بإجمالي 15 عضوا، وهو ما تزامن مع انتخاب 4 سيدات للمجالس البلدية، وتعيين 5 أخريات لمجلس أمانة العاصمة المنامة.
وإيمانا من القيادة البحرينية بأن الشباب مصدر ثرائها ورهانها المضمون للمستقبل الواعد، جاء الاهتمام بالشباب على قمة أولويات المملكة.
وخلال افتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب 11 أكتوبر الماضي، قال ملك البحرين :"من منطلق إيماننا بأن أبناءنا وبناتنا من الشباب البحريني المنجز والطموح مصدر ثرائنا ورهاننا المضمون للمستقبل الواعد، فقد جعلنا مسألة تمكين الشباب أولوية وطنية لتحفيز مشاركتهم الفعالة كقوة عمل وبناء تساهم في التطوير الايجابي لنهضتنا الوطنية وفق أهداف التنمية المستدامة بمسؤولية وتكافؤ حقيقي".