في عيدها الوطني الـ49.. البحرين مملكة السلام وواحة التسامح
تحتفل البحرين بأعيادها الوطنية، ومبادراتها لتعزيز السلام تؤتي ثمارها حتى أضحت نموذجا يحتذى به في مجالات السلام والتعايش بين مختلف الأديان والمذاهب، وذلك بفضل سياسات عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، التي جعلت البحرين مملكة للسلام وواحة للتسامح.
احتفاء البحرين بعيدها الوطني هذا العام يأتي بشكل مختلف بعد الخطوة التاريخية الشجاعة التي قامت بها بتوقيع اتفاق تأييد السلام مع إسرائيل 15 سبتمبر/أيلول الماضي، ثم التوقيع في 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على بيان تاريخي مشترك حول "إقامة علاقات دبلوماسية إيذاناً ببداية عهد جديد وواعد في العلاقات بين البلدين".
ويأتي أيضا في وقت تواصل فيه البحرين التعامل بحكمة مع استفزازات قطر ومؤامرات إيران لتحافظ على أمن واستقرار المنطقة، وأثمرت تلك السياسة بإعلان الخارجية الأمريكية، الثلاثاء، تصنيف تنظيم "سرايا المختار" الموالي لطهران "منظمة إرهابية".
وتوافق أعياد البحرين الوطنية يومي 16 و17 ديسمبر، إحياء لذكرى قيام الدولة الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح؛ دولة عربية مسلمة عام 1783، والذكرى التاسعة والأربعين لانضمامها إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى الـ21 لتسلم عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم.
أبرز خطوات البحرين لترسيخ السلام وتعزيز الاستقرار في المنطقة والعالم ترصدها "العين الإخبارية" في التقرير التالي:
خطوات سلام تاريخية
خطوة تاريخية شجاعة اتخذها العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بلحاق المملكة بدولة الإمارات العربية المتحدة وانضمامها لقطار السلام.
وخلال اتصال هاتفي بين العاهل البحريني والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، يوم 11 سبتمبر/أيلول الماضي تم الاتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين تل أبيب والمنامة.
وعلى نفس مسار السلام الإماراتي، حيث يعد دعم القضية الفلسطينية بندا ثابتا ضمن أولوياتها، انضمت البحرين للطريق نفسه، لتؤكد الرؤية الإماراتية في إمكانية نجاح لغة الحوار في تحقيق ما لم تحققه عقود الجفاء والمقاطعة.
وأكد بيان صادر عن الدول الثلاث أن "هذه الخطوة تعتبر تاريخية تجاه تحقيق السلام في الشرق الأوسط، حيث إن الحوار والعلاقات المباشرة بين المجتمعين الفاعلين، والاقتصاديين المتقدمين من شأنه أن يبني على التحول الإيجابي الحالي في الشرق الأوسط، وأن يدعم الاستقرار والأمن والازدهار في المنطقة".
وبحسب البيان فإن جميع الأطراف ستواصل جهودها لتحقيق حل عادل وشامل للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، ولتمكين الشعب الفلسطيني من إطلاق جميع إمكانياته وعلى أكمل وجه.
خطوة أتبعتها المنامة بتوقيع إعلان تأييد السلام بين البحرين وإسرائيل في واشنطن في 15 سبتمبر/أيلول الماضي لإقرار مبادئ "اتفاق إبراهيم" وفتح فصل جديد من السلام.
ومضت البحرين قدما على طريق السلام بتوقيع بيان تاريخي مشترك مع إسرائيل في 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بشأن "إقامة علاقات دبلوماسية إيذانا ببداية عهد جديد وواعد في العلاقات بين البلدين".
خطوات متلاحقة، تم ترجمتها على أرض الواقع سريعا بتعزيز التعاون بين البلدين في عدة مجالات، وتوجت بوصول وفد رسمي بحريني برئاسة وزير الخارجية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني،إلى تل أبيب يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها إلى دولة إسرائيل.
وتخلل تلك الخطوات وصاحبها، تبادل للزيارات بين مسؤولي البلدين، وتوقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتعزيز التعاون بينهما في عدة مجالات بما في ذلك تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
كان أبرزها توقيع الناقلة الوطنية البحرينية طيران الخليج، مذكرة تفاهم مع شركة طيران العال الإسرائيلية، تقضي ببدء طيران الخليج تسيير رحلات مباشرة إلى تل أبيب من 7 يناير /كانون الثاني المقبل.
ومع احتفالات البحرين بأعيادها الوطنية، تلقى عاهل البحرين، اتصالا هاتفيا من رئيس إسرائيل رؤوبين ريفلين هنأه خلاله بالعيد الوطني وذكرى توليه مقاليد الحكم، وأشاد بتطور العلاقات بين مملكة البحرين ودولة اسرائيل، وعبر عن أمله في أن يسهم إعلان تأييد السلام بين البلدين في خدمة شعبيهما وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
حكمة البحرين تنتصر
وفي إطار تمسكها بالحكمة كمنهج لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، واجهت المنامة استفزازات قطر ومؤامرات إيران.
ففي إطار سياستها الاستفزازية تجاه البحرين والسير عكس تيار التهدئة رغم التحذيرات المتكررة، عاودت قطر العبث بأمن المنطقة، بعد قيام دوريات أمن السواحل بإيقاف طراد بحريني في منطقة "فشت الديبل" على متنه 3 بحارة وإحالتهم للمحاكمة في الدوحة قبل أيام.
تلك الواقعة حذرت على إثرها وزارة الداخلية البحرينية، السبت الماضي، قطر من استمرارها في الممارسات الاستفزازية ضد الصيادين البحرينيين، وبدأت تحركات برلمانية لوقف تلك الانتهاكات.
وكشف رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب البحريني، محمد السيسي البوعينين، أن التحرك البرلماني يهدف إلى إعداد ملف شامل حول الانتهاكات القطرية بحق الصيادين البحرينيين، والذي سوف يُحال إلى السلطة التنفيذية لتقديمه إلى الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ولم يستبعد البوعينين التوجه للمحاكم والهيئات الدولية لمحاسبة المتورطين في تلك الانتهاكات وتعويض الصيادين عن الأضرار التي وقعت عليهم جراء اعتداءات السلطات القطرية في المياه الإقليمية لمملكة البحرين.
سلوك قطري ليس جديدا على الدوحة التي أقدمت في الخامس والعشرين من الشهر الماضي على التحرش بزورقين بحرينيين تابعين لخفر السواحل بعد انتهاء مهمتهما في تمرين "المانع البحري"وتوقيفهما، في خطوة لا يمكن تبريرها ولا تفسيرها إلا بأنها تأتي في إطار فقدان نظام الحمدين البوصلة الموجهة لسياساته، والسباحة ضد تيار مصالح، وسط تمسك المنامة بالحكمة والهدوء في معالجة استفزازات قطر.
ومن استفزازات قطر إلى مؤامرات إيران، حيث تتواصل محاولات طهران عرقلة مسيرة التنمية في المنامة وافتعال الأزمات معها، فيما نجحت البحرين في إحباط جميع تلك المؤامرات.
وأجهضت البحرين أكثر من مرة مؤامرات طهران لإفشال تجربتها الديمقراطية، كان أبرزها محاولاتها للتأثير في الانتخابات البرلمانية التي شهدتها البلاد عام 2018.
كما أحبطت كثيرا من العمليات الإرهابية، وأعلنت اعتقال ومحاكمة العشرات من عملاء إيران.
وأثمرت تلك السياسة بإعلان الخارجية الأمريكية، الثلاثاء، تصنيف تنظيم "سرايا المختار" الموالي لإيران في البحرين "منظمة إرهابية".
التعايش السلمي
أيضا تحتفل البحرين بأعيادها الوطنية، ومبادراتها لتعزيز السلام تؤتي ثمارها حول العالم.
ومن أبرز تلك المبادرات إنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي عام 2018، و تدشين "كرسي الملك للحوار بين الأديان ودراسات التعايش السلمي" في جامعة سابيانزا العريقة بإيطاليا في نوفمبر من العام 2018، وتدشين وإطلاق "برنامج السلام السيبراني لمركز الملك حمد للتعايش السلمي" في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة بنسختها 74.
وتعكس تلك المبادرات اهتمام البحرين ترسيخ سياسة الانفتاح والتعايش وقبول الآخر، حول العالم.
وفي هذا الصدد، وافق مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على مشروع تدشين إعلان مملكة البحرين في قارة أمريكا الجنوبية انطلاقاً من جمهورية البرازيل الاتحادية في شهر ديسمبر الجاري.
ويهدف المشروع إلى نشر رؤية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي وإيصالها إلى العالمية انطلاقاً من مملكة البحرين أرض السلام، وضرورة إقامة علاقات مشتركة مع دول القارة اللاتينية مبنية على أسس التسامح والتعايش والاحترام المتبادل بين جميع الشعوب والأقاليم.
وعلى مدار الفترة الماضية، وقع المركز مذكرات تفاهم مع عدد من المؤسسات والمنظمات العالمية لتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي واحترام الحريات الدينية.
من أبرز تلك المذكرات توقيع مذكرة تفاهم مع مكتب المبعوث الخاص للولايات المتحدة الأمريكية لمراقبة معاداة السامية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، وسيتم بموجبها تعزيز التعاون المشترك لتطوير وتنفيذ برامج تعزز الاحترام والتقدير المتبادل والتعايش السلمي بين العرب واليهود كشعوب ودول، وبين جميع الأديان في منطقة الشرق الأوسط، بما ينسجم مع مبادئ إعلان مملكة البحرين، وتعزيز التعاون في مجال تطوير برامج تعليمية تهدف إلى تعليم الأطفال والنشء في الشرق الأوسط، قيم الاحترام والتقدير المتبادل والتعايش السلمي، على غرار برنامج الملك حمد للإيمان في القيادة وبرنامج الملك حمد للسلام السيبراني وغيرها من برامج ومبادرات ذات صلة.