أعياد البحرين الوطنية.. تهانٍ إماراتية تتوج العلاقات الأخوية
تهانٍ إماراتية للبحرين بمناسبة أعيادها الوطنية، تجسد العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين.
وغرد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، مهنئا البحرين قيادة وشعبا بتلك المناسبة.
وقال في تهنئة عبر حسابه في موقع "إكس"(تويتر سابقا): "أبارك لأخي الملك حمد بن عيسى وأهلنا في مملكة البحرين بمناسبة اليوم الوطني، متمنياً للمملكة مزيداً من التقدم والازدهار".
وأردف: "علاقات الإمارات والبحرين أخوية وتاريخية، ونواصل العمل معاً من أجل كل ما يحقق مستقبلاً أفضل للبلدين والشعبين الشقيقين."
بدوره غرد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مهنئا، حيث قال: "نبارك لإخوتنا في مملكة البحرين قيادة وشعباً عيدهم الوطني الـ52 وذكرى تسلم أخي الملك حمد بن عيسى مقاليد الحكم في المملكة.
وتابع: "علاقتنا مع البحرين أخوية ومستقرة.. راسخة ومتطورة.. رسمية وشعبية وحقيقية.. أدام الله عليهم الأمن والأمان.. والاستقرار والازدهار.. وأدام بين شعبينا المحبة والأخوة".
وتحتفل البحرين بأعيادها الوطنية يومي 16 و17 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، إحياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح؛ دولة عربية مسلمة عام 1783، والذكرى الـ52 لانضمامها للأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى الـ24 لتسلم عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم.
وتزينت شوارع ومعالم وتقاطعات مملكة البحرين بالإنارة الضوئية باللونين الأحمر والأبيض (ألوان علم البلاد) بتلك المناسبة.
تأتي الاحتفالات بعد أيام من اختتام زيارة أجراها عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة لدولة الإمارات خلال الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري، شارك فيها بقمة المناخ (الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28)، وفي احتفالات دولة الإمارات بعيد الاتحاد الـ52.
زيارة أعقبت سلسلة زيارات رسمية وأخوية أجراها عاهل البحرين لدولة الإمارات في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط ويونيو/حزيران، ويوليو/تموز ونوفمبر/تشرين الثاني، أجرى خلالها 9 لقاءات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وتحتفل الإمارات وسط تفاعل رسمي وشعبي بالأعياد الوطنية في البحرين، بعد أيام من احتفال البحرين قيادة وشعبا بعيد الاتحاد الـ52 في الإمارات، لتتحول تلك المناسبات المهمة إلى احتفالية مشتركة تجسد أواصر الأخوة والمحبة والمصير المشترك الذي يجمع بين البلدين، والعلاقات الأخوية والروابط التاريخية التي تتوثق وتزداد تلاحما وقوة عاما تلو الآخر.
تعزز التعاون.. اجتماعات واتفاقات
أيضا تأتي احتفالات البحرين بأعيادها الوطنية بعد أقل من شهر من عقد أعمال الدورة الحادية عشر من اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في العاصمة الإماراتية أبوظبي 22 نوفمبر/تشرين الثاني، برئاسة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية دولة الإمارات والدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية البحريني.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تطوير العلاقات الأخوية وتنميتها لتعكس توجيهات زعيمي البلدين.
بدوره أعرب الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني عن الاعتزاز بما يجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين من علاقات أخوية وثيقة ومتميزة، أصبحت نموذجًا للتعاون المشترك البناء، بتوجيه كريم من قيادتي البلدين، مشيدًا بالمواقف الداعمة والمساندة من دولة الإمارات العربية المتحدة لمملكة البحرين في مختلف الأوقات والظروف، ومستوى التعاون المشترك الرفيع بين البلدين على كافة المستويات.
وأشاد وزير الخارجية بالدور الفاعل الذي تقوم به اللجنة العليا المشتركة لتعزيز العلاقات الأخوية على كافة الأصعدة والمستويات.
كما أشاد بالتعاون والتنسيق السياسي والدبلوماسي بين البلدين تجاه القضايا والتحديات الإقليمية والدولية، مشيرًا في هذا الصدد إلى تطابق المواقف ووجهات النظر تجاه الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، منوهًا بوحدة الموقف العربي والإسلامي تجاه القضية الفلسطينية والحرب الدائرة في قطاع غزة.
وتدارست اللجنة المشاريع والبرامج المقرر تنفيذها لتوطيد التعاون الثنائي على مختلف المستويات، وأبدى الجانبان ارتياحهما لمستوى التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين الشقيقين، ثم جرى التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم المشترك للتعاون بين البلدين في مجالات الطاقة المتجددة، والثورة الصناعية، والموارد البشرية في الخدمة المدنية، والتأهيل والتدريب المهني، والتعليم الجامعي.
واستقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات في قصر الشاطئ بمدينة أبوظبي في اليوم نفسه، الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية، بمناسبة زيارته لأبوظبي للمشاركة في اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين الشقيقين.
وجرى خلال اللقاء، بحث العلاقات الأخوية الوطيدة التي تربط بين مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة وما تشهده من تنامٍ وتطورٍ ملحوظين في شتى المجالات، والتأكيد على أهمية استمرار التشاور والتنسيق المشترك بين البلدين إزاء مختلف القضايا بما يخدم المصالح والأهداف المشتركة، هذا إلى جانب تبادل الرؤى ووجهات النظر حيال عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية موضع الاهتمام المشترك.
وغداة هذا الاجتماع، عقد البلدان الاجتماع التنسيقي الثاني في مجال حقوق الإنسان.
وتم خلال الاجتماع، استعراض مجالات التعاون والتنسيق المشترك وآفاق العمل المستقبلي وتبادل الخبرات في مجال حقوق الإنسان، لا سيما على صعيد تطوير الآليات الوطنية الحكومية المعنية بحماية وتعزيز حقوق الإنسان في البلدين.
كما تم بحث مجموعة من الأفكار والمقترحات المتقدمة بشأن إمكانية توأمة بعض النشاطات والمبادرات الحقوقية المطروحة من الجانبين وخاصة على منصة العمل متعدد الأطراف بجنيف ونيويورك، بما يسهم في تعزيز وإبراز إنجازات البلدين الشقيقين وسجلهما المتقدم في مجال حقوق الإنسان في المحافل الدولية الهامة.
وفي نهاية الاجتماع، أكد الجانبان على أهمية مواصلة التنسيق والعمل المشترك بما من شأنه تطوير منظومة حقوق الإنسان ودولة القانون في البلدين الشقيقين تحقيقًا لتطلعاتهما وأهدافهما المشتركة.
و في 14 مارس/آذار الماضي عقد اجتماعا بين البلدين تم خلاله بحث عدداً من الموضوعات القنصلية المشتركة بين البلدين وخطط متابعتها وتطويرها إضافة إلى سبل تعزيز التعاون القنصلي المشترك وتبادل الخبرات في هذا المجال.
تعزيز العلاقات التاريخية
تترجم تلك المباحثات المتتالية والزيارات المتبادلة والاجتماعات المتواصلة قوة العلاقات بين البلدين، وحرص قياد البلدين على المضي بها إلى آفاق أرحب.
وترتبط دولة الإمارات مع مملكة البحرين بعلاقات تاريخية تمتد جذورها لعقود طويلة ساعد في نموها وتطورها الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بين البلدين الشقيقين وهي العلاقات التي تنبع خصوصيتها من وشائج القربى والتاريخ المشترك والعلاقات الأخوية المتميزة بين قيادتيهما ممثلة بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وتعد العلاقات بين البلدين أحد أبرز مرتكزات وحدة البيت الخليجي والمحافظة على أمنه واستقراره، وتكتسب أهمية كبيرة في ظل ما يتمتعان به من ثقل سياسي واستراتيجي مميز على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتبنيهما سياسة خارجية عقلانية ومتوازنة ومعتدلة، وكونهما من النماذج الرائدة على مستوى المنطقة في مجالات التنمية المستدامة وتنفيذ سياسات طموحة للإصلاح والتطوير والتحديث وتكريس دولة المؤسسات والقانون.
وتتخذ العلاقات الإماراتية البحرينية منذ عام 2000 أبعاداً وآفاقاً رحبة على كافة المستويات، وذلك بعد تشكيل اللجنة العليا المشتركة بينهما حيث تولت هذه اللجنة تنفيذ الرؤى الاستراتيجية لقيادتي البلدين بهدف مواجهة التحديات في المنطقة ودعم وتعزيز العلاقات السياسية والعسكرية والتجارية والثقافية في إطار كيان قوي متماسك يعود بالخير على الشعبين الشقيقين ويدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك.