سلام البحرين يحاصر تجار القضية الفلسطينية.. إيران تهدد وتركيا تندد
ردود فعل البلدين تؤكد خشيتهما خسارة ورقة لطالما اتخذاها مطية لاستجداء التعاطف، خدمة لأجندة توسعية تتغذى من تأجيج النزاعات.
تهديدات صريحة وجهتها إيران للبحرين عقب إعلان معاهدة السلام مع إسرائيل، فيما نددت تركيا بخطوة يرى مراقبون أنها ستدفع نحو إفلاس تجارة طهران وأنقرة بالقضية الفلسطينية.
ردود فعل تستبطن الرعب الذي يطوق بلدين يخشيان تغير الخارطة الجيوسياسية في المنطقة، وخسارة ورقة لطالما اتخذاها مطية لاستجداء التعاطف الإسلامي والعربي، خدمة لأجندة توسعية تتغذى من تأجيج النزاعات.
- خبراء: معاهدة البحرين وإسرائيل تقطع طريق المتاجرين وتعزز فرص السلام
- صحف البحرين تحتفي بمعاهدة السلام: تعزز الاستقرار وتحمي حقوق فلسطين
تهديدات في بيان متوتر
تهديدات صريحة وجهتها إيران للبحرين، عبر بيان متوتر لخارجيتها، عقب إعلان معاهدة السلام مع إسرائيل، في موقف ترجم الضربة القاصمة التي تلقتها، وأظهر تصعيدا كلاميا قد يتجسد على الأرض عبر منح فصائلها الموالية لها الضوء الأخضر لتنفيذ هجمات.
خطاب تحريضي شبيه بذلك الذي أطلقته طهران قبل فترة حين اتخذت دولة الإمارات ذات الخطوة، يستهدف تأليب الرأي العام العربي والدولي ضد قرارات سيادية تحفط المصالح الفلسطينية عبر تأجيل خطة الضم الإسرائيلي لمناطق من الضفة الغربية.
تهديدات تنتهك سيادة الدول، ولا تعتبر جديدة بالنسبة لطهران التي لا تعنيها الخطوات الإماراتية أو البحرينية بشأن السلام مع إسرائيل، بقدر ما يخيفها الاستقرار الذي من الممكن أن تقود إليه، والذي قد يوحد ضدها الجهود، فتضيق أمامها سبل زعزعة الشرق الأوسط.
فلا القضية الفلسطينية تعنيها، ولا سلام المنطقة والعالم يهمها، وإنما تورثها التصريحات، وخصوصا الإسرائيلية القائلة بأن "اتفاق السلام مع الدول الخليجية سيدفع نحو تطوير العلاقات الأمنية والاستخباراتية لمواجهة تهديدات طهران"، رعبا قاتلا.
تعزير للعلاقات سيضرب حتما استغلال إيران للقضية الفلسطينية لتحقيق أطماعها الإقليمية، الذي يتماشى مع ما تؤكده شعارات العداء لإسرائيل التي رفعتها أذيالها مثل مليشيات حزب الله في لبنان، والحوثي في اليمن وغيرها من التنظيمات الموالية له بالدول العربية، بهدف دغدغة مشاعر الشعوب، غير أنها فشلت في ملامسة المشاعر القومية، وإن نجحت في تأجيج النعرات والصراعات الطائفية.
تركيا والقلق الملغوم
بيان مثقل بعبارات التنديد والقلق أصدرته الخارجية التركية، تعليقا على قرار البحرين إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، متجاهلا حقيقة أن بلاده تعتبر الأولى ذات الغالبية المسلمة التي اعترفت بإسرائيل وأقامت علاقات رسمية معها منذ عام 1949.
وزعم البيان أن السبيل الوحيد لإحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط يمر عبر "تحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، في إطار القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".
القانون الدولي الذي لا تستحضره أنقرة إلا حين تستدعي أطماعها، وتغيبه حين تتطلب أجندتها ذلك أيضا.
ففي شرق المتوسط، تنتهك قانون البحار للمنطقة الاقتصادية الخالصة لكل من قبرص واليونان، وأيضا لمصر، وفي الشرق الأوسط، تنصب نفسها حامية لقراءاتها الخبيثة للقوانين الدولية.
جعجعة إعلامية تتبناها تركيا كلما ضربها زلزال تخشى أن تكون ارتدادته تحقيق السلام بالشرق الأوسط، وقلاقل عاجزة عن تجاوز جدران الدعاية الجوفاء، وهي التي لم تتحرك حتى حين قتلت إسرائيل مواطنين أتراكا قبل عدة سنوات.
مراقبون يرون أن الموقف التركي ليس سوى منتج فاقد للصلاحية لم يعد يصلح حتى للاستهلاك المحلي لشعب يمر يوميا أمام سفارة إسرائيل على أراضيه، ويقف شاهدا على العلاقات المفتوحة معها.
ولعل هذه العلاقات، وخصوصا التجارية منها، هي ما يثير جنون أنقرة من معاهدات السلام مع البحرين، وخصوصا مع الإمارات، فهي تخشى أن تتأثر علاقاتها التجارية وموانئها ليقينها بأن أبوظبي ستكون، مستقبلا، شريكا اقتصاديا قويا لإسرائيل.
aXA6IDMuMTM5LjgzLjI0OCA= جزيرة ام اند امز