خبراء: معاهدة البحرين وإسرائيل تقطع طريق المتاجرين وتعزز فرص السلام
الخبراء أشادوا باعتماد الواقعية السياسية لمعالجة أزمات المنطقة المزمنة بعد سنوات من الاكتفاء بالشعارات الجوفاء
اتفق خبراء عرب على أن معاهدة السلام بين البحرين وإسرائيل تعزز فرص السلام في الشرق الأوسط وتقطع الطريق على المتاجرين بالقضية الفلسطينية في الإقليم.
وأمس الجمعة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انضمام البحرين إلى الإمارات في إبرام معاهدة سلام مع إسرائيل، في خطوة تهدف إلى تهدئة التوترات في الشرق الأوسط.
لا للمتاجرة والشعارات
وقال المحلل السياسي السعودي فهد ديباجي لـ"العين الإخبارية" إن "زمن المتاجرة بالقضية الفلسطينية واستغلالها من البعض قد ولى، وحلول السلام هي الأبقى والأمثل حاليا"، مشيرا إلى أن "البحرين ومن قبلها الإمارات تدفعان خيار السلام للأمام بإعلانهما عقد اتفاقيات سلام مع إسرائيل".
وأضاف ديباجي: "هذه الاتفاقيات وضعت تركيا ودولا في الإقليم على المحك الحقيقي لا سيما بعد سنوات من احتكار علاقات مباشرة أو في الخفاء مع إسرائيل واستثمارها ضد الدول العربية".
في نفس الاتجاه، يرى المحلل السياسي السعودي أحمد الفراج أن "دول الخليج حسمت أمرها وقررت أن تضع الشعارات التي لم تجد نفعا جانبا وتخطو نحو الواقعية السياسية التي تنظر فقط للمصالح الوطنية والأمن القومي العربي".
وفي تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، اعتبر الفراج أن "الاتفاق لم يكن مفاجئا لكثير من المراقبين، فبحسب رأيه فإن العالم العربي دخل مرحلة مهمة تعكس القراءة السياسية للوضع في المنطقة، وهي أن خارطة الأعداء تغيرت وأن التهديد الحقيقي يأتي من جانب إيران وتركيا".
وتابع: إذا نظرنا للواقع فسندرك أن إيران تحتل عمليا 4 دول عربية، أما تركيا فحدث ولا حرج عن أطماعها وتمددها في سوريا وليبيا.
وتحتل تركيا شمال سوريا كما تشن بشكل دوري غارات على شمال العراق في وقت تحتل فيه أيضا أجزاء في غرب ليبيا، وتدعم تنظيم الإخوان المصنف إرهابيا في عدد من الدول العربية.
وتدين جامعة الدول العربية في القرارات الصادرة عن قممها الممارسات التركية في الإقليم، وبالقدر نفسه تدين التحركات الإيرانية حيث تمارس طهران دورا تخريبيا عبر مليشياتها في العراق ولبنان واليمن.
ومن جانبه، تحدث الإعلامي السعودي سلمان الدوسري عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر عن المتاجرين والمزايدين بقوله "يتناسون أن إيران أضرت بالبحرين عشرة أضعاف ما فعلته إسرائيل كل ما فعله الشتامون أنهم وقفوا مع إيران عندما ساندت محاولة الانقلاب في البحرين".
وشدد الدوسري على أن "الدول تتخذ في النهاية قراراتها السيادية بحسب مصالحها العليا".
سلام حقيقي وشامل
وحول المتاجرة بالقضية الفلسطينية، ومزايدة البعض على مواقف الإمارات والبحرين، علق الفراج قائلا إن "المتاجرة تعكس تأثير اتفاقيات السلام التي أبرمتها الإمارات وتلتها البحرين وكيف أنها ستقطع الطريق على تركيا وايران في المتاجرة بالقضية الفلسطينية".
وأضاف المحلل السعودي: "عندما تكون هناك علاقات مع إسرائيل سيسحب البساط من المتاجرين بالقضية سواء تركيا وإيران أو السلطة الفلسطينية وحماس، لأن دول الخليج تقولها بوضوح كفاكم تلاعب بمشاعر العرب والمسلمين ونريد سلام حقيقي".
بدوره، قال فهد ديباجي إن "اتفاق البحرين الأخير يمثل بداية نهاية الأيدلوجيا الإيرانية القائمة على استغلال القضية الفلسطينية والمتاجرة بها، وهو ما يؤكد أن مملكة البحرين دولة ذات سيادة تملك الشجاعة الكاملة التي مكنتها من إعلان السلام مع إسرائيل".
وتابع: "هذه علاقة الند بالند، وهي خير من الارتماء بأحضان إسرائيل خلف الكواليس أمثال نظام الحمدين والإخوان، هذا الاتفاق سيجعل الضربات تتوالى تباعاً على تجار القضية عموما، كما أن الاتفاق سوف يفضي إلى سلام شامل يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".
١١ سبتمبر.. عصر جديد
ولفت الفراج إلى أن اختيار اليوم، وهو الموافق لذكرى هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، له دلالة مهمة، وهي "بداية تقارب وعصر جديد، كانت ذروته أحداث 11 سبتمبر فيما ترجم أيديولوجيا بخطاب صراع الحضارات".
وأضاف: "هجمات 11 سبتمبر عكست عداء متأصلا بين الشرق والغرب والآن استبدلنا العداوة بصداقة وحوارات أديان واتفاقيات سلام أيضا بين الإمارات والبحرين من جهة وإسرائيل من جهة أخرى".
وشن تنظيم القاعدة أسوأ هجوم إرهابي تشهده الولايات المتحدة الأمريكية في 11 سبتمبر، وكان من بين تداعياته إعلان الحرب على حركة طالبان لإسقاطها في أفغانستان.
11 سبتمبر بين السلام والإرهاب.. تاريخ واحد ومشهدان
وأمس، قال وزير الخارجية الأمريكي: "في الذكرى الـ19 لأحداث 11 سبتمبر، نبدأ عهدًا جديدًا للسلام بإعلان البحرين إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل".
ويرى الفراج أن "اتفاق السلام سيشكل قوة ضغط كبيرة على السلطة الفلسطينية وحماس، فالرسالة واضحة للمتاجرين من القيادات السياسية لن نستمر للأبد في دعمكم، نحن دعمنا القضية سياسيا وعسكريا وماليا وللأسف لا أنتم تقدمتم ولا الشعب الفلسطيني استفاد من الدعم المقدم".
وأوضح المحلل السعودي المخضرم بقية الرسالة بقوله: "الآن نستطيع أن نخدم القضية والشعب دون الحاجة لوسطاء يبتزوننا بطلب المساعدات والدعم السياسي، دون سلام حقيقي وحل عادل للقضية".
aXA6IDMuMTMzLjEzOS4xNjQg
جزيرة ام اند امز