البحرين وإسرائيل.. الإمارات تفتح باب السلام للعرب
دولة الإمارات أثبتت للعالم مجددا أنها صاحبة دور فاعل وحيوي في صناعة السلام ودعم القضية الفلسطينية التي تعد قضيتها المركزية الأولى
بقرارها الشجاع والتاريخي بشأن معاهدة سلام مع إسرائيل، فتحت الإمارات الباب أمام العرب لتوسيع آفاق الاستقرار، في خطوة تمت برعاية وشراكة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
معاهدة سلام جديدة في وقت قياسي (أقل من شهر) تثبت نجاح دبلوماسية الإمارات الواقعية والجريئة الهادفة إلى توسيع آفاق السلام في المنطقة، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار، ونشر ثقافة التسامح والاعتدال والتعايش بين الشعوب وتغليب لغة الحوار.
خطوة تستهدف توظيف كل ذلك لدعم القضية الفلسطينية من جانب، وتعزيز خطط التنمية والتعاون بين دول المنطقة من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
مجددا تثبت دولة الإمارات للعالم أنها صاحبة دور فاعل وحيوي في صناعة السلام ودعم القضية الفلسطينية التي تعد قضيتها المركزية الأولى.
دور اعترف به العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، خلال اتصالهم المشترك، والذي اتفقوا خلاله على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين تل أبيب والمنامة.
وفي بيان مشترك، أشادت الأطراف الثلاثة بالدور القيادي لدولة الإمارات والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإعلان عن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل بتاريخ 13 أغسطس/آب 2020.
دعم القضية الفلسطينية.. التزام ثابت
وعلى نفس مسار السلام الإماراتي، التي تعد دعم القضية الفلسطينية بندا ثابتا ضمن أولوياتها، انضمت البحرين للطريق نفسه، لتؤكد الرؤية الإماراتية في إمكانية نجاح لغة الحوار في تحقيق ما لم تحققه عقود الجفاء والمقاطعة.
واتفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مكالمة هاتفية مشتركة "على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل ومملكة البحرين".
وأكد بيان صادر عن الدول الثلاث أن "هذه الخطوة تعتبر تاريخية تجاه تحقيق السلام في الشرق الأوسط، حيث أن الحوار والعلاقات المباشرة بين المجتمعين الفاعلين، والاقتصاديين المتقدمين من شأنه أن يبني على التحول الإيجابي الحالي في الشرق الأوسط، وأن يدعم الاستقرار والأمن والازدهار في المنطقة."
وبحسب البيان إن جميع الأطراف ستواصل جهودها لتحقيق حل عادل وشامل للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، ولتمكين الشعب الفلسطيني من إطلاق جميع إمكانياته وعلى أكمل وجه.
وأعادت إسرائيل التأكيد على أنه، وكما جاء في رؤية السلام، سيتمكن جميع المسلمين أن يأتوا بسلام للصلاة في المسجد الأقصى، وستبقى جميع المواقع المقدسة الأخرى في القدس مفتوحة أمام جميع المصلين من مختلف الأديان.
وأكد العاهل البحريني خلال الاتصال "ضرورة التوصل إلى سلام عادل وشامل، كخيار استراتيجي، وفقاً لحل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".
بدوره أكد الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، مستشار ملك البحرين الدبلوماسي، إن إعلان إقامة العلاقات بين المملكة وإسرائيل يصب في مصلحة أمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها وازدهارها.
وفي تغريدة له عبر تويتر، أكد أن المعاهدة توجه رسالة إيجابية ومشجعة إلى شعب إسرائيل بأن السلام العادل والشامل مع الشعب الفلسطيني هو الطريق الأفضل والمصلحة الحقيقية لمستقبله ومستقبل شعوب المنطقة.
تأكيدات متواصلة من القيادة البحرينية على أولوية دعم القضية الفلسطينية، لإغلاق الطريق أمام المتاجرين بالقضية، مستفيدة في هذا الصدد بالتجرية الإماراتية.
وأكدت الإمارات مرارا أن معاهدة السلام مع إسرائيل "لن تكون على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف".
ولا تزال الإمارات تعمل على إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، ولكنها اختارت طريقا مختلفا عن طرق سلكها العرب على مدى عقود، ولم تسهم في شيء، سوى في خسائر متلاحقة للقضية.
15 سبتمبر.. موعد مع التاريخ
وخلال المكالمة الثلاثية، الجمعة، وجّه الرئيس الأمريكي الدعوة لمملكة البحرين للمشاركة في مراسم التوقيع على معاهدة السلام التي ستقام في البيت الأبيض بين الإمارات وإسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول الجاري.
وأعلنت المنامة قبول دعوة الرئيس الأمريكي ترامب لحضور مراسم توقيع المعاهدة، حيث سيقوم كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني بتوقيع إعلان السلام.
ويعني ذلك أن 15 سبتمبر/أيلول سيكون يوماً تاريخياً، سيذكر فيها العالم الدور الإماراتي البارز في تحقيق السلام وتعزيز التنمية والرفاهية في المنطقة.
ولعل هذا ما يثبت النجاح السريع لرؤية القيادة في دولة الإمارات، التي وضعت نصب عينيها عند اتخاذ قرار مباشرة العلاقات مع إسرائيل أن تسهم هذه الخطوة في تطوير قطاعات اقتصادية وتنموية متنوعة في عموم المنطقة، وتفتح آفاقا جديدة للتعاون في هذه البقعة الاستراتيجية من العالم ما يعود بالرخاء والازدهار على شعوب المنطقة ككل.