اتفاق البحرين وإسرائيل.. قطار السلام في محطة جديدة
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعلن انضمام البحرين إلى الإمارات في إبرام معاهدة سلام مع إسرائيل، في خطوة تهدف إلى تهدئة التوترات.
جاءت موافقة البحرين على إبرام معاهدة سلام مع إسرائيل، لتكون الثانية في غضون 30 يوما بعد دولة الإمارات العربية، والرابعة عربيا، لتصب في مصلحة أمن واستقرار المنطقة.
والجمعة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انضمام البحرين إلى الإمارات في إبرام معاهدة سلام مع إسرائيل، في خطوة تهدف إلى تهدئة التوترات في الشرق الأوسط.
وقال ترامب، تحدثت مع العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واتفقنا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين، واليوم هو حدث تاريخي لإرساء السلام في الشرق الأوسط.
ومنذ إزاحة الستار عن وثيقة قيام إسرائيل في 14 مايو/أيار 1948، وتقدمها عقب ذلك بيوم واحد بطلب الحصول على عضوية في الأمم المتحدة، قبل أن تنال الموافقة في ربيع 1949، اعترفت 158 دولة عالميا من أصل 192 بإسرائيل.
كما سبقت 30 دولة في منظمة المؤتمر الإسلامي البحرين في عقد معاهدات مع إسرائيل أي أكثر من نصف أعضاء المؤسسة البالغ عددهم 57.
الاعتراف شمل أيضا إقامة علاقات اقتصادية وتجارية وأمنية معها، علاوة على دول أخرى تحظى بعلاقات سرية بعيدا عن الإعلام.
ومن بين الدول الإسلامية، كانت تركيا أول دولة تعترف بإسرائيل، وتصبح واحدة من كبرى مستوردي السلاح منها، حيث تبادلا إنشاء السفارات.
عربيا، تمثل معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية حجر الزاوية في تاريخ هذا الملف؛ إذ تغير وجه العلاقات الدبلوماسية والعسكرية في الشرق الأوسط.
وأبرمت معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في 26 مارس/آذار 1979 متوجة اتفاقيات جرت في قمة تاريخية بكامب ديفيد قرب واشنطن، بين الرئيس المصري الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن.
وأنهت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل ثلاثة عقود من الحرب والنزاع، فيما لا تزال المعاهدة سارية حتى الآن.
لكن المعاهدة بين القاهرة وتل أبيب، سبقها بـ5 سنوات اتفاقية "فك الاشتباك" بين سوريا وإسرائيل، وتحديداً في 31 مايو/أيار 1974.
ودخلت دمشق فيما عرف بـ"مفاوضات فك الارتباط" مع تل أبيب بمبادرة أمريكية في عهد وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر، وتم التوقيع على الوثيقة في جنيف.
حينها أجبرت الاتفاقية كلا من إسرائيل وسوريا على الالتزام بدقة بوقف إطلاق النار في البر والبحر والجو، وتمتنع عن جميع الأعمال العسكرية ضد بعضها البعض.
أما الأردن فقد وقع معاهدة سلام مع إسرائيل أيضاً حملت اسم "وادي عربة"، تم بموجبها ترسيم الحدود بين البلدين، ومن خلالها منحت عمان فرصة للمفاوضات في استعادة أراضي الباقورة والغمر بعد انتفاع تل أبيب بها 25 عاماً قبل أن تتسلمها المملكة في 10 نوفمبر/تشرين 2019.
معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية نصت على علاقات كاملة شملت فتح سفارتين للبلدين، وإعطاء تأشيرات زيارة للسياح، وفتح خطوط جوية، وعدم استخدام دعاية جارحة في حق الدولة الأخرى.
وشملت "وادي عربة" أيضاً بنوداً ترتبط بالأمن والدفاع واحترام حدود الآخر، والمعاونة ضد الإرهاب وضد أي عمليات مسلحة على حدود البلدين، إضافة إلى إشراف الأردن على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس.
ولفلسطين تاريخ أيضاً من الاتفاقيات المبرمة مع إسرائيل، منذ تسعينيات القرن الماضي، منها السياسي والأمني والاقتصادي، وإن ظلت اتفاقية أوسلو الأولى عام 1993 هي الأهم.
وتعد "أوسلو 1993" أول اتفاقية وقعها الفلسطينيون بزعامة الرئيس الراحل ياسر عرفات والإسرائيليون بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين في سبتمبر/أيلول بواشنطن.
في العام التالي مباشرة، جرى توقيع اتفاقية ثانية حملت اسم "غزة أريحا"، وتضمن الخطوة الأولى لانسحاب إسرائيل من تلك المنطقتين وتشكيل السلطة الفلسطينية وأجهزتها.
وعقب ذلك حلت اتفاقية طابا "أوسلو الثانية"، حيث تم توقيعها في المدينة المصرية، يوم 28 سبتمبر/أيلول 1995، ومثلت المرحلة الثانية من انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية.
وبموجب اتفاقية طابا، تم تقسيم المناطق الفلسطينية إلى (أ) و(ب) و(ج) لتحديد مناطق حكم السلطة والمناطق الخاضعة لإسرائيل وغير ذلك.
وبحلول العام 2002، أزيح الستار عن اتفاقية خارطة الطريق والتي أعدتها اللجنة الرباعية (الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا)، وركزت على إقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية.
وفي العام 2005، تم توقيع اتفاقية المعابر المتعلقة بحركة وعبور للفلسطينيين وتحديدا في قطاع غزة، وبهدف تحسين الوضع الاقتصادي، حيث كانت بمثابة التزامات على الجانبين تنفيذها.
وللمغرب العربي نصيب من الاتفاقيات مع إسرائيل أيضاً، وبحسب موقع دويتش فيله الألماني أقام المغرب وموريتانيا وتونس عام 1994 علاقات دبلوماسية مع تل أبيب.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه افتتحت إسرائيل مكتب اتصال في العاصمة المغربية الرباط، وفي المقابل أقامت المملكة مكتبا في القدس.
وبعدها بسنة كثفت أيضا موريتانيا وإسرائيل علاقاتهما ونفس الخطوة اتخذتها تونس بعد سنة.
أما قطر، فقد بدأت علاقاتها مع إسرائيل بعد مؤتمر مدريد وكان أول لقاء قطري إسرائيلي مع رئيس الحكومة الإسرائيلي وقتها شمعون بيريز بعد زيارته لقطر عام 1996، وتبادل الجانبان مكاتب التمثيل.
الأمر نفسه أيضا في سلطنة عمان، حيث تبادلت مع إسرائيل إنشاء مكاتب تمثيل بينهما.
وفي أغسطس/ أب الماضي، أعلن عن معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية، والتي قوبلت بردود فعل عربية ودولية مرحبة حيث وصفت بـ"الشجاعة"، وجددت الآمال في استئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بعد جمود دام 6 سنوات.
واليوم الجمعة، وصف الرئيس الأمريكي موافقة البحرين على إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل، بأنه "حدث تاريخي لإرساء السلام في الشرق الأوسط"، واعتبره المستشار الدبلوماسي للعاهل البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة، يصب في مصلحة أمن المنطقة واستقرارها.
وبات من المتوقع توقيع معاهدات سلام مع دول عربية أخرى في القريب العاجل، وفق تصريحات رسمية إسرائيلية ذاكرة أسماء سلطنة عمان والسودان.