الإمارات لا تلجأ إلى خطابٍ أيديولوجي خشبي لم يسهم أبداً في تحسين الواقع الفلسطيني كما تفعل عدّة دول منها تركيا.
بدأت فعلياً أولى الخطوات العملية للسلام الإماراتي ـ الإسرائيلي الذي أعلن عنه الشهر الماضي، من خلال الزيارة التاريخية التي قام بها وفد أمريكي إسرائيلي مشترك بداية الأسبوع الحالي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو إنجاز دبلوماسي وسياسي كبير يسجّل لأبوظبي التي تدعو لسلامٍ شاملٍ في كامل المنطقة.
إن زيارة الوفد الإسرائيلي ـ الأمريكي والذي ضم كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر إلى دولة الإمارات، هو بمثابة حجر الأساس لبناء سلامٍ حقيقي يُساهم في تراجع الحروب في العالم العربي ويحافظ على استقرارها، الأمر الذي يتيح فرصة كبيرة أمام نموّها وتطورها بدلاً من الغرق في الصراعات والفوضى التي تستفيد منها عدة أطراف تحاول غزو العالم العربي بشتى الطرق والوسائل.
وما يجعل معاهدة السلام الإماراتية ـ الإسرائيلية خطوة شجاعة، هو أنها ستساهم بشكل كبير في وقف ضم العديد من الأراضي الفلسطينية لإسرائيل، وفقاً لخطاب ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي وجهه من خلال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان للجالية الفلسطينية في بلاده، بأن الإمارات متمسّكة بإقامة دولة فلسطين.
وبالتالي حصول هذه الزيارة يؤكد أن الإمارات لا تلجأ إلى خطابٍ أيديولوجي خشبي لم يسهم أبداً في تحسين الواقع الفلسطيني كما تفعل عدّة دول منها تركيا، وإنما هدفها بالفعل أن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة وتدعمهم في ذلك اليوم كما كانت تفعل طوال العقود الماضية.
كما أنه من الأهداف الرئيسية لهذه الزيارة هو الترتيب لإقامة علاقاتٍ دبلوماسية متبادلة بين أبوظبي وتل أبيب من خلال فتح سفارات للبلدين في كلا العاصمتين، ما يعني بدء علاقات ثنائية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها بين كلا البلدين، في خطوة ستؤمن أيضاً فرص عمل للشباب في مختلف القطاعات السياحية والتعليمية والبيئية والتكنولوجية.
وقد أكدت الوقائع على الأرض أن السلام هو الطريق الأسرع نحو حلّ كل المشاكل العالقة، ومن ضمنها القضية الفلسطينية، ولذلك تدعم أبوظبي بدء مفاوضاتٍ إسرائيلية ـ فلسطينية مباشرة دو وسطاء.
وبالطبع معاهدة السلام الإماراتية ـ الإسرائيلية تستند على التعايش المشترك وقبول الآخر المختلف وهو أمر لم تعتد عليه الأطراف التي ترفض هذه المعاهدة، خاصة تركيا التي تحارب الأكراد والأرمن وتحاول غزو المنطقة العربية، ولذلك كانت هذه المعاهدة ضرورية وخطوة شجاعة تُحسب لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما شهد به مائي بن شبات رئيس الوفد الإسرائيلي ومستشار الأمن القومي، خلال زيارته للإمارات حين قال إن أبوظبي أقدمت على خطوة شجاعة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة