بن شبات.. "رجل المهام الصعبة" يعد لمحادثات الإمارات وإسرائيل
"العين الإخبارية" تستعرض مسيرة مائير بن شبات المكلف من نتنياهو بالتحضير للمحادثات مع الإمارات الخاصة بمعاهدة السلام.
رغم خلفيته الصحفية، نادرا ما يتحدث رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، مائير بن شبات، إلى وسائل الإعلام التي غالبا ما تصفه برجل المهمات الصعبة، الملكف بالتحضير لمحاثات السلام بين الإمارات وإسرائيل.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في سيرته، فإن بن شبات، المولود لأسرة متدينة من مدينة ديمونا (جنوب) في العام 1966، هو "أمين سر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو" في أعين الإعلام الإسرائيلي.
هو الابن الثاني لعائلة مكونة من 14 شخصا، وهو مرافق دائم لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في اللقاءات الحساسة وغالبا ما يتم تكليفه بمهمات تتسم بالسرية البالغة.
وينظر إلى بن شبات على أنه المكلف بجميع القضايا الخارجية السياسية والأمنية التي تتطلب السرية والكتمان، وهو شريك رئيسي في المناقشات عالية السرية التي يترأسها نتنياهو.
وتسود تقديرات بأن نتنياهو سيكلفه برئاسة جهاز المخابرات الإسرائيلية الداخلي المعروف باسم "الشاباك" عند انتهاء ولاية الرئيس الحالي للجهاز، نداف ارغمان، العام المقبل 2021.
اليوم الجمعة، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في بيان "كلف رئيس الوزراء نتنياهو رئيس هيئة الأمن القومي مائير بن شبات بتركيز العمل على تحضير الاستعدادات لإجراء محادثات مع الإمارات وذلك على خلفية التوصل إلى اتفاقية سلام بين البلدين وبتنسيق مع جميع الجهات المعنية".
درس بن شبات في مدرسة دينية عامة في مدينة ديمونا قبل أن يصبح مراسلا صحفيا في صحيفة ديمونا المحلية وعدة صحف ووسائل إعلام محلية.
ومع انتهاء خدمته العسكرية الإلزامية، التحق بن شبات بلواء النخبة العسكرية للمشاة في الجيش "لواء جفعاتي".
وفي العام 1989، انضم بن شبات إلى جهاز المخابرات "الشاباك" وأصبح خبيرا في شؤون حركة "حماس" وقطاع غزة.
وتولى في العام 2008 منصب رئيس قسم الإنترنت ورئيس قسم مكافحة الإرهاب والتجسس والبحث والسياسات الوطنية في جهاز "الشاباك".
وفي السنوات الثلاث الأخيرة من عمله في جهاز "الشاباك" تولى رئاسة الدائرة المسؤولة عن قطاع غزة في الجهاز.
وفي منتصف أغسطس/آب 2017، كلفه رئيس الوزراء الإسرائيلي رئاسة مجلس الأمن القومي الإسرائيلي خلفا ليوسي كوهين الذي تولى هذا المنصب في الفترة ما بين 2013-2015 قبل أن يتولى رئاسة جهاز المخابرات الخارجي "الموساد".
وكوهين هو أيضا من المقربين جدا لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو حيث أبقى منصبه شاغرا لمدة عامين قبل أن يكلف بن شبات برئاسة مجلس الأمن القومي.
وتولى بن شبات مهامه مباشرة بعد تقاعد، اسحق مولخو، المساعد القريب لنتنياهو ومبعوثه الخاص من منصبه.
ويسود الاعتقاد بأنه منذ ذلك الحين قام بن شبات وكوهين بهذه المهمات.
ويحمل بن شبات درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة بار ايلان وخريج برنامج المدراء وكبار المسؤولين من جامعة تل أبيب.
ولبن شبات عائلة متدينة مكون من 4 أولاد.
ونقلت إحدى وسائل الإعلام الإسرائيلية عن أحد مساعديه السابقيين قوله "إن بن شبات "ذكي للغاية ولديه عقل متفتح للغاية".
وكان بن شبات لعب في الأشهر الأخيرة دورا في محاولة الحد من انتشار فيروس كورونا في إسرائيل.
وأمس الخميس، اتفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في اتصال هاتفي على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين الإمارات وإسرائيل.
وبحسب بيان ثلاثي مشترك، فإن من شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي أن يعزز من السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو شهادة على الدبلوماسية الجريئة والرؤية التي تحلى بها القادة الثلاثة، وعلى شجاعة الإمارات وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة.
ولعبت دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ تأسيسها دورا بارزا في في دعم الشعب الفلسطيني في محاولة استرجاع حقوقه المشروعة مستندة إلى سياسة تتسم بالواقعية بعيدا عن استراتيجية الظواهر الصوتية، التي تنتهجها الدول المتاجرة بالقضية الفلسطينية.
وتكللت تلك السياسة الواقعية والدبلوماسية العقلانية بإعلان إسرائيل أمس الخميس وقف خطة ضم أراض فلسطينية.
وقف الضم جاء نتيجة جهود دبلوماسية حققت اتفاقا تاريخيا بين الإمارات وأمريكا وإسرائيل، اتفاق يغلب لغة الحوار والتفاوض، دعما للحق الفلسطيني وإعلاء لمصالحه العليا بعيدا عن سياسة الظواهر الصوتية للمتاجرين بالقضية، الذين لم يقدموا أي شيء يذكر للقضية الفلسطينية على مدى عقود.