ثامن قمة خليجية تستضيفها.. البحرين تستعد للدورة الـ46

بدأت البحرين استعداداتها لاستضافة القمة الخليجية الـ46 في ديسمبر/كانون الأول المقبل، والتي تعد ثامن قمة خليجية تعقد بها.
يأتي الإعلان عن بدء الاستعدادت لاستضافة القمة الخليجية القامة، بالتزامن مع زيارة يجريها جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى البحرين.
أيضا يأتي الإعلان عن تلك الاستعدادات، بعد أيام من هجوم إيراني على قاعدة العديد الجوية في قطر، بادرت دول الخليج بإدانته بأشد العبارات، وسط مطالبات لطهران بترميم الثقة مع محيطها الخليجي، بعدما تضررت بفعل هذا الاعتداء.
مباحثات وتوجيهات
ووجه مجلس الوزراء البحريني خلال اجتماعه اليوم الإثنين برئاسة الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ببدء الإعداد للقمة الخليجية المزمع عقدها في شهر ديسمبر/كانون الأول القادم بمملكة البحرين.
وقالت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية إنه في ضوء توجيهات عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، فقد كلف مجلس الوزراء كافة الوزارات والجهات المعنية بالتعاون مع وزارة الخارجية للإعداد المتكامل لاجتماع الدورة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأعربت البحرين عن أمنياتها بنجاح هذا التجمع الخليجي بما يعزز مسيرة العمل الخليجي المشترك وتسريع تنفيذ المشاريع التي تصب في صالح مواطني دول مجلس التعاون.
وعلى صعيد ذي صلة، استقبل الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء البحريني بقصر القضيبية اليوم الإثنين، جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأكد ولي عهد البحرين خلال اللقاء، حرص بلاده والتزامها الراسخ على تنمية كافة مسارات التعاون الخليجي نحو مستويات أكثر تقدمًا من الترابط والتعاون والتكامل والتنسيق المشترك.
وأشار إلى أهمية مواصلة البناء على ما تحقق من إنجازاتٍ ومكتسباتٍ نوعيّة في إطار مسيرة مجلس التعاون الخليجي منذ انطلاقته وحتى اليوم، وذلك وفق رؤى وتطلعات قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وفيما يتعلق بالقمة الخليجية القادمة، أكد ولي عهد البحرين حرص بلاده على توفير كافة أسباب النجاح التي تعزز من الدفع بمسيرة مجلس التعاون الخليجي نحو مزيدٍ من النجاحات والمنجزات على المستويات المختلفة.
وأشاد بما تظهره دول مجلس التعاون من روح التضامن والتكاتف وخاصة في ظل التحديات الإقليمية والعالمية، لافتًا إلى الدور الهام الذي تضطلع به دول مجلس التعاون في تحقيق السلم وترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأشار إلى المكانة الرفيعة التي يحظى بها مجلس التعاون وأدواره الفاعلة في ترسيخ مكانته إقليميًا ودوليًا وتحقيق المنجزات التنموية التي تلبّي تطلعات أبناء دول مجلس التعاون نحو مستقبلٍ أكثر تقدمًا وازدهارًا.
جاء هذا اللقاء، غداة استقبال عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الصافرية مساء أمس الأحد، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية .
وأكد عاهل البحرين خلال اللقاء، على ما يجمع بلاده وكافة دول مجلس التعاون من روابط الأخوة والدم، مشيدا بما تبديه دول المجلس من تضامن وتكاتف في هذه الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة، ومساعيها الدائمة لتحقيق السلم والأمن والاستقرار لصالح جميع دول المنطقة وشعوبها.
كما تناول اللقاء عددًا من القضايا والمواضيع المتعلقة بالشأن الخليجي خاصة ما يتعلق بدفع المسيرة الخيرة لمجلس التعاون.
إيران.. وترميم الثقة
يأتي الإعلان عن بدء الاستعدادات للقمة الخليجية، بعد أيام من هجوم إيراني على قاعدة العديد الجوية في قطر 23 يونيو/ حزيران الجاري، غداة ضربات أمريكية استهدفت منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، خلال مواجهة عسكرية إيرانية إسرائيلية استمرت 12 يوما.
وعقد وزراء خارجية الخليج اجتماعا استثنائيا بالدوحة 24 يونيو/ حزيران الجاري أدانوا خلاله بشدة ما قامت به إيران من هجمات صاروخية استهدفت إحدى القواعد العسكرية في دولة قطر.
واعتبروا ذلك انتهاكًا صريحًا وخطيرًا لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، ومخالفة لمبادئ حسن الجوار، وانتهاكًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مهما كانت الذرائع أو المبررات.
وأكدوا تضامنهم التام مع دولة قطر، ودعمهم الكامل لما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها واستقرارها.
وفي أعقاب الهجوم، تزايدت الدعوات المطالبة لإيران بإعادة ترميم الثقة مع محيطها الخليجي
وفي تدوينة له عبر حسابه في موقع التواصل "إكس" قبل يومين، قال د. أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات : "وقفت دول الخليج ضد الحرب الإسرائيلية على إيران وقفة قوية ومؤثرة، وسعت في كافة المنابر الدولية لخفض التصعيد ودعت لحلّ القضايا العالقة، وعلى رأسها الملف النووي، عبر المسار السياسي. ورغم ذلك، جاء الاستهداف الإيراني لسيادة دولة قطر الشقيقة، وهو إستهداف يطالنا جميعا. ".
وأضاف :"واليوم، ونحن نطوي صفحة الحرب، تبقى طهران مطالبة بترميم الثقة مع محيطها الخليجي، بعدما تضررت بفعل هذا الاعتداء.".
بدوره، أكد وزير الخارجية البحريني الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، أن مملكة البحرين، تؤمن أن حل الأزمات والخلافات هو السبيل الأمثل لضمان السلام والأمن والاستقرار والازدهار لجميع شعوب المنطقة.
وأعرب عن دعم مملكة البحرين لأي جهد أو مسعى دبلوماسي للحوار بين دول مجلس التعاون وإيران، مؤكدًا على الروابط التاريخية وأواصر الأخوة والجوار والدين والمصالح المشتركة التي تجمع دول المنطقة.
وأوضح أن الالتزام بالسلام الشامل والتعاون الإقليمي من شأنه أن يؤسس لعصر جديد يقوم على قيم التسامح والسلام والتعايش، وبالتالي تعزيز التعاون الإقليمي البناء من أجل مستقبل أكثر أمنا وسلاما وازدهارا لجميع دول وشعوب المنطقة.
وخلال المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل التي بدأت في 13 يونيو/حزيران الجاري واستمرت 12 يوما، لم يمر يوم دون أن يجري كل من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وإخوانه قادة دول مجلس التعاون ووزراء خارجية تلك الدول ودبلوماسييها اتصالات ومباحثات مع قادة ومسؤولين حول العالم لبحث خفض التصعيد وتجنب اتساعه.
أيضًا عقد وزراء خارجية دول الخليج اجتماعًا استثنائيًا 16 من الشهر الجاري، لبحث الأزمة، أدانوا فيه الاعتداءات الإسرائيلية على إيران التي تمس سيادتها وأمنها، وتمثل انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مؤكدين على ضرورة العودة إلى المسار الدبلوماسي.
ثامن قمة
وتعد القمة الخليجية القادمة الـ 46 هي ثامن قمة تستضيفها البحرين.
ومن بين 45 قمة اعتيادية تم عقدها، عٌقدت 12 قمة في السعودية، و8 في الكويت و7 في البحرين و6 في دولة الإمارات، و7 في قطر و5 في سلطنة عمان.
ولعل أبرز تلك القمم هي أول قمة خليجية والتي عقدت في أبوظبي في مايو/أيار 1981، بدعوة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، واتفق خلالها قادة دول الخليج رسميا على إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية.