دائماً تعودت على تقصي مصدر الخبر والمعلومة، لأن في الإعلام ناقل «الكفر» من الممكن جداً أن يكون «كافراً»
تعودت دائماً على تقصي مصدر الخبر والمعلومة، لأن في الإعلام ناقل «الكفر» من الممكن جداً أن يكون «كافراً». وتابعت «الأخبار المثيرة» في مضمونها عن «أزمة» البحرين المالية و«انهيار» عملتها و«الكارثة» التي تنتظرها. وعندما تأملت في مصادر الأخبار تبين لي أنها من قطر وإيران، وتأكد لي أن ناقل الكفر في هذه الحالة كافر بالفعل. فلا مصداقية ولا موضوعية عندي لمصادر قطرية وإيرانية.
البحرين لا تزال مستهدفة من نظام الانقلاب في قطر، لأسباب لها علاقة بعقدة النقص التي يعاني منها حكام قطر تجاه حكام البحرين كما هو معروف، ومن قبل نظام إيران الطائفي البغيض الذي يرغب في وضع دمى له في دول المنطقة
وددت التأكد من الموضوع بنفسي فأجريت بعض الاتصالات مع شخصيات مرموقة تعمل في مجالي القطاع المصرفي التجاري في البحرين وقطاع التدقيق المحاسبي لاستبيان رأيهم في هذه الأخبار، والدعم الخليجي للاقتصاد البحريني بحسب ما أعلن. كانت الآراء التي قيلت لي مهنية تماماً بعيداً عن المبالغات. الأهم أن وضع الدينار البحريني مستقر لوجود أحد أهم البنوك المركزية في المنطقة داعم له على الرغم من تعرضه لموجة غير «بريئة» من المضاربة الاقتصادية ضده، بالإضافة إلى «مضاربة إعلامية» شرسة أيضاً، لكن الأساس المالي للدينار قوي.
البنك المركزي بخير ومدعوم وداعم وفيه إدارة تعاملت مع التقلبات الجيوسياسية بذكاء وحنكة مكنت من الحفاظ على الاستقرار المالي والنقدي. البحرين تعرضت لتهديدات أمنية مباشرة في أمنها واستقرارها من نظام إيران ونظام الانقلاب في قطر، ومن تنظيم حزب الله الإرهابي في لبنان، حملت الحكومة في البحرين أعباءً استثنائية من المصروفات الأمنية، ولعل أكبر دليل على ذلك هو المجموعات الإرهابية التي لا تتوقف أخبار إلقاء القبض عليها تباعاً في عمليات أمنية نوعية كما تبين، إضافة إلى زيادة النفقات مع تدهور العوائد وهي حالة خليجية، بل عربية عامة وليست حالة بحرينية بعينها. الدعم الخليجي بالتالي بالتأكيد يجيء كعامل دعم «احتياطي» و«احترازي» لمواجهة العجز في ميزانية الدولة لعام 2018 والمقدرة بـ3.5 مليار دولار.
الأساسيات الاقتصادية في البحرين مطمئنة؛ هناك ملاءة مالية قوية لدى البنك المركزي تضمن استقرار العملة الوطنية، وهناك إجراءات تقشفية مستحدثة من قبل وزارة المالية للحد من المصروفات وتطوير كفاءة الأداء، وتفعيل الإدارات الحكومية لتحقيق إنتاجية أكثر فعالية.
هناك محطات تلفزيون في العالم العربي متخصصة في الدراما وهي تطلق عليها «لفظياً» مسمى الدراما، ولكن يبدو أن قنوات إعلام نظام الانقلاب في قطر تهوى الدراما دون أن تطلق على نفسها ذلك، وهي تقدم ذلك على مدار العام وليس في شهر رمضان فقط. مصدر الأخبار الخاصة بالبحرين «وأزمتها المالية» في الأيام الأخيرة كان إعلاماً مسيّساً له أغراض غير بريئة ولا علاقة لها بالأمانة المهنية ولا المصادر الموضوعية.
البحرين لا تزال مستهدفة من نظام الانقلاب في قطر، لأسباب لها علاقة بعقدة النقص التي يعاني منها حكام قطر تجاه حكام البحرين كما هو معروف، ومن قبل نظام إيران الطائفي البغيض الذي يرغب في وضع دمى له في دول المنطقة. منبرا نظام الانقلاب في قطر ونظام إيران وهما يناديان بالحريات والديمقراطية مسألة مضحكة، فالمستمع يعتقد أنه يسمع نداء من السويد أو سويسرا وهو يعلم أنه في دولة نظام الانقلاب في قطر لا يوجد الحق للتصويت حتى على عضوية جمعية خيرية، وكذلك الأمر في إيران حيث التمييز العنصري بكل أشكاله.
اطمئنوا على البحرين. الوضع بخير وبحاجة للعمل ولكن لا يجب الاطمئنان أبداً طالما كان نظام الانقلاب في قطر ونظام إيران مستمرين على نهجهما.
نقلا عن "الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة