قمة البحرين.. أبرز الملفات على طاولة القادة العرب
قضايا عديدة تتصدر جدول أعمال القمة العربية الـ33 التي تعقد على أرض البحرين، الخميس، للمرة الأولى في تاريخها.
يتصدر جدول أعمال قمة القادة العرب القضية الفلسطينية على خلفية التصعيد الإسرائيلي المتواصل في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إضافة إلى الأوضاع في السودان بسبب الصراع المتواصل بين الجيش السوداني بقيادة الجنرال عبدالفتّاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة نائبه السابق الجنرال محمد حمدان دقلو منذ منتصف أبريل/نيسان 2023.
أيضا ستبحث القمة العربية التطورات في ليبيا ولبنان واليمن، وغيرها من التحديات التي تواجه الأمة العربية، وسبل مواجهتها عبر تعزيز التضامن العربي على مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية.
وتهدف قمة البحرين إلى تعميق عرى وأواصر التعاون والترابط والدفع بآليات العمل العربي المشترك، والإبقاء على تشاور وتنسيق عربي مستمر لبحث القضايا ذات الاهتمام والمصير المشترك، وتغليب المصلحة العربية، واستثمار هذا الحدث لرسم مسارات الازدهار لأبناء المنطقة ومستقبلها.
ويعقد القادة العرب، قمتهم وسط آمال بنجاحها في وضع خارطة طريق لمواجهة التحديات والأزمات، التي تواجهها المنطقة، ووضع خطط مستقبلية لتعزيز التعاون والتضامن العربي على مختلف الأصعدة.
إعلان البحرين
وأكد السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أن مشروع جدول أعمال القمة العربية جاهز لطرحه على القادة.
وأوضح، في تصريح له في المركز الإعلامي للقمة بالعاصمة البحرينية المنامة، أن إعلانا ستخرج به القمة تحت اسم “إعلان البحرين” سيتم فيه إدراج جميع البنود التي تم التوافق عليها خلال الاجتماعات التحضيرية للقمة.
وكشف بعد انتهاء الاجتماعات التحضيرية للقمة أن القضية الفلسطينية كانت في مقدمة بنود مشروع جدول الأعمال بسبب الوضع في غزة، إضافة إلى الأوضاع في السودان وليبيا ولبنان، وغيرها من الأزمات، فضلا عن البنود التي تم التوافق عليها في المجلس الاقتصادي والاجتماعي حيث كانت هناك مجموعة من البنود والقرارات التي اعتمدها المجلس ذات طابع اقتصادي أو اجتماعي وهي مسائل تخص استراتيجية عربية في مجالات مختلفة مثل الشباب والصحة.
وأوضح زكي أن التمثيل في القمة العربية سيكون كبيرا، منوها إلى أن أكثر من ثلثي القادة سيتواجدون خلال القمة وحتى الدول التي لن يتواجد قادتها سيكون التمثيل رفيع المستوى بالنسبة لها.
الوزاري التحضيري
واختتم وزراء الخارجية العرب، أمس الثلاثاء، الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية العادية في دورتها الثالثة والثلاثين، والتي ستعقد برئاسة عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وأكد عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية البحريني رئيس الاجتماع التحضيري للقمة الثالثة والثلاثين، أن القمة العربية تنعقد في ظل ظروف سياسية وأمنية بالغة الدقة والحساسية، ووسط تحديات اقتصادية، ومآس إنسانية، وصراعات إقليمية ودولية تفرض علينا وحدة الصف والتضامن، دفاعًا عن مصالحنا الحيوية، وأمننا القومي، وتعبيرًا عن آمال شعوبنا في مستقبل مشرق يسوده السلام والاستقرار والنماء والازدهار.
وأعرب عن أمله أن تمثل هذه القمة مرحلة جديدة في مسيرة العمل العربي المشترك المبني على روابط أخوية تاريخية ووحدة الهدف والمصير، ومبادئ التضامن والتعاون والاحترام المتبادل والأمن الجماعي، والإيمان بأن قوتنا في وحدتنا واعتزازنا بقيمنا وهويتنا الثقافية والحضارية، وقدراتنا على التوظيف الأمثل لمواردنا البشرية والطبيعية، بما يلبي تطلعات شعوبنا والأجيال المقبلة في التنمية المستدامة، والعيش بحرية وأمان وكرامة.
رؤية البحرين.. 3 محاور
وجدد دعوة بلاده إلى تحرك عربي فاعل على ثلاثة محاور أساسية، وهي:
المحور الأول: يتعلق بانتهاج حلول سلمية شاملة ومستدامة لإنهاء الحروب وتسوية النزاعات كافة، وعلى رأسها وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني الشقيق من خلال وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتوفير احتياجاته الإنسانية، ونيل حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على أساس حل الدولتين، وحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ورفض التصعيد العسكري في المنطقة، في سياق رؤية استراتيجية مشتركة لإحلال السلام الإقليمي العادل والشامل والدائم، ومنع نشوب الصراعات أو توسعها، ومعالجة الأزمات والخلافات عن طريق الحوار والتفاوض.
وكشف الزياني في هذا الصدد أن مملكة البحرين تقدمت بعدد من المبادرات لاعتمادها من القادة العرب خلال القمة، ومن بينها الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة لحل القضية الفلسطينية، وتتشرف مملكة البحرين باستضافة أعمال المؤتمر على أرضها، دعمًا ومساندة لحقوق الشعب الفلسطيني، وإرساء السلام العادل والشامل في المنطقة.
المحور الثاني: يركز على تعزيز التضامن الأخوي في بناء علاقات عربية بناءة ومتوازنة على أسس راسخة من الاحترام المتبادل وحُسن الجوار، والتنسيق السياسي والأمني في التصدي للتدخلات الخارجية والجرائم المنظمة، بما فيها مكافحة الإرهاب وخطاب الكراهية والتطرف، وتكريس التعايش السلمي بين الأديان والطوائف والثقافات، والشراكة العربية والدولية الوطيدة في تحقيق الأمن القومي المائي والغذائي والسيبراني، وتأمين حركة الملاحة البحرية، وإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل.
المحور الثالث : استكمال متطلبات التكامل الاقتصادي والمشروعات العربية المشتركة، لاسيما في مجالات البنية التحتية والتحول الرقمي وحماية البيئة، وتيسير حركة التجارة والاستثمار، وتنسيق المبادرات الإنسانية والإنمائية، وتبادل الخبرات في شؤون تمكين المرأة والشباب وحقوق الإنسان، وتطوير خدمات الصحة والتعليم وفق خطط واستراتيجيات عربية موحدة وداعمة لأهداف التنمية المستدامة.
وقد بحث وزراء الخارجية العرب الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، والتوصيات المرفوعة من اجتماع وزراء المالية والاقتصاد العرب، والتوصيات المرفوعة من اجتماع كبار المسؤولين والمندوبين الدائمين، والتقارير التي أعدتها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بشأن القضايا المتصلة بالتعاون العربي والتحديات التي تواجه العمل العربي المشترك.
كما بحث الوزراء القضايا السياسية الراهنة والتحديات التي تواجه الوطن العربي وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والحرب على غزة، والنزاعات الإقليمية، والتدخلات الإقليمية في الشؤون الداخلية للدول العربية، والأوضاع السياسية والأمنية في الدول العربية.
أيضا ناقش الاجتماع مشروعات القرارات المتعلقة بتعزيز العمل العربي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقرروا رفعها إلى القادة العرب لاعتمادها في قمتهم الخميس.
نشاط دبلوماسي مكثف
وعلى هامش الاجتماع التحضيري، عقد وزراء الخارجية العرب العديد من الاجتماعات المشتركة لبحث مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين دولهم وسبل دفعها وتعزيزها، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
والتقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، كلا من وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي كلا على حدة.
كما عقد كل من سامح شكري وزير الخارجية المصري ونظيريه الأردني والعراقي أيمن الصفدي وفؤاد حسين اجتماعاً في إطار آلية التعاون الثلاثية بينهم.
وجدد شكري خلال اللقاء التأكيد على الموقف المصري الثابت بدعم استقرار العراق والأردن ضد أية محاولات للنيل منهما، وأن أمن البلدين جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربي.
وقد تطرق الاجتماع أيضاً للتأكيد على أهمية دخول المشروعات المشتركة التي تم الاتفاق عليها إلى حيز التنفيذ في أقرب وقت، بحيث تواكب إنجازات العلاقات الاقتصادية النجاحات السياسية التي تحققت في السنوات الماضية.
وأكد شكري خلال لقاء منفصل مع نظيره اليمني شائع محسن الزنداني على وقوف بلاده مع أمن واستقرار اليمن ومساندة الجهود المبذولة لتحقيق السلام وعودة الأمن والاستقرار إلى اليمن.
أيضا التقى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، نبيل عمار، مع نظيريه الأردني والسوري لبحث سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية، ومستجدات الأوضاع السياسية في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
كذلك التقى وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا نظيره العراقي فؤاد حسين، حيث تم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط البلدين والتطورات الإقليمية والدولية الراهنة واستعراض بنود الاجتماع الوزاري والتنسيق المشترك حيالها دعما وتعزيزا لمسيرة العمل العربي المشترك وضمانا لإنجاح أعمال القمة العربية.